الفكرة تُرفض أو تُقبل، وتُنمّى.
تاريخ النشر : 2020-08-10 13:35

التفكير مجهود عقلي يقوم به الإنسان لتقليب أو تحقيق فكرة، والفكرة الناتجة أو القائمة ليس منبتّة عن غيرها وإنما مرتبطة بأفكار أولية هي بذرة الأفكار، أوهي الأفكار الأولية التي تخوض في العقل صراعها مع مستجدات الأفكار، الأفكار القادمة الطارئة، فتنتزع فكرة أخرى، وحيث لا فكرة من العدم فإن وجود البذرة الأساسية هو مع التكوين الشخصي.

التفكير والتعامل مع الفكرة؟

يقول بعض المفكرين أن: عملية التفكير عملية مستمرة في الدماغ لا تتوقف أو تنتهي طالما أن الفرد في حالة يقظة أو حتى كان مسترخياً إلا أن دماغه في حالة نشاط وعمل دائم فهذا النشاط الدائم يسمى بالتفكير.

بينما موسوعة علم النفس تقول أن التفكير: (كل نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس، و الإدراك الحسي أو يتجاوز الاثنين إلى الأفكار المجردة).

ويراها أخرون: (كل سيل أو مجرى من الأفكار تبعثه و تثيره مشكلة أومسألة قيد الحل، مثلما يشير للنظر إلى الأمور، و تقليبها و تفحصها بقصد التحقق من صحتها أوضبطها).

فالتفكير سيل أو توارد غير منتظم أحيانا من الأفكار و الصور و الذكريات والانطباعات العالقة في الذهن. وهو خريطة الذهن لحل المشكلة.

وكما تقول الموسوعة أن التفكير هو: العملية التى ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة معينة، بحيث تشتمل هذه العملية على إدراك علاقات جديدة بين الموضوعات أو العناصر فى الموقف المراد حلّه ، مثل إدراك العلاقة بين المقدمات والنتائج ، وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة ، وبين العام والخاص ، وبين شيء معلوم وآخر مجهول. أما معناه الخاص فيقتصر على حل المشكلات حلا ذهنيًا عن طريق الرموز، أي حل المشكلات بالذهن لا بالفعل، وعرف أيضا أنه : القدرة على التحليل والنقد والتوصل إلى نتائج تستند إلى استنباط أو استدلال سليم وحكم سديد.

ويرى البعض أن التفكير بأنه مجموعة العمليات أو المهارات العقلية التى يستخدمها الفرد عند البحث عن إجابة لسؤال أو حل لمشكلة أو بناء معنى أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة له من قبل وهذه العمليات أو المهارات قابلة للتعلم من خلال معالجة تعليمية معينة .

في جميع الأحوال فالتفكير جهد عقلي والتفكير نشاط مستمر، والتفكير يقود من ألى، عبر التقليب أو الصراع والانتزاع أوالحوار الذاتي للوصول لفكرة محققة أو مختلفة.

وهذه العملية تعد من القدرات العقلية أو المهارات لدى كل إنسان وهي قابلة للتنمية كما هي قابلة للتدريب عليها وتقويتها كما الحال مع كل القدرات التي بالتدريب عليها تصبح مهارة محترمة الى جانب قدرات التخيل والتذكر في العقل.

الفكرة من حيث تنشأ في العقل، نتيجة التفكير، إما نتقبلها إستنادًا الى معطيات ما، أولربما نرفضها أو نقلّبها، وفي الحالة الأولى أي حالة التقبل والقبول للفكرة فإننا قد نُدخلها في باب التقبل الجزئي لذا فنحن نشكك بها،ونتفحصها ثم نقبل أو نرفض. بمعنى أن القبول قد يكون جزئيا أو كليا.

أما في حالة الرفض فالأسباب عديدة لضعف الفكرة أعدم اكتمالها أو عدم صلتها، وفيما بين القبول والرفض نقع في المرحلة الوسيطة دوما ما بين التشكك الطويل وما بين الصراع بين مجمل المعطيات والحوار بين الأفكار القديمة أو الشبيهة أوالمتناقضة، بمعنى أن الصراع داخل العقل يتخذ مساره في حالة التقليب للفكرة بمنطق الصراع بين المتضادات أو بمنطق الحوار للوصول للأفضل وبذلك يكون تقليب الفكرة قدرة على دراستها من عديد زوايا النظر أو بإضفاء ألوان جديدة عليها.

الحقيقة والمطلق

الفكرة قد تكون صالحة وقد تكون غير صالحة، وقد تكون صحيحة أو غير صحيحة، وقد تكون ايجابية أو سلبية. وتصنيف الفكرة بين الصلاح من عدمه أو غير ذلك يعتمد على المقياس المستخدم أو على القيم الحاكمة كما يعتمد على زاوية النظر للشخص حسب قيمه أو مبادئه هو إذن من الصعب أن تكون الفكرة صالحة لذاتها مالم تستند للقيم أو للتطبيق.

هناك مبحث طويل يناقش بين الفكرة المطلقة والفكرة النسبية والفكرة المطلقة من حيث قدرتها على تفسير نفسها بنفسها، أو من حيث اكتفائها بذاتها عن غيرها ومن حيث أن هي مرجعية لمعتنقها، ولنا فيما قاله هيغل أو ماركس أو تقي الدين النبهاني حول الأمر الكثير.

أن العقائد لدى المؤمنين مطلقة، وأن تكون هناك مرجعية صلبة هذا جيد بل وضروري، لكن في المقابل -وهنا قد تكمن المشكلة- فأن مفهوم المطلق المكتفي بذاته أو غير القابل للمس أو الذي يمثل الحقيقة أو الصحيح الذي لا شك به حسب مفهومهم قد يتوسع ليشمل الأفكار الناشئة عنها، وقد يشمل التنظيم الذي يدعي تمثيل الدين أو العقيدة (المطلق/أو الحقيقة الكاملة) وكما هو الأمر عندما يتم إسقاط الحقيقة هذه على الشخوص فتتطابق الحكمة والمطلق والحقيقة للفكرة مع الأشخاص فيصبحون غير قابلين للمسّ وهذا هو الفكر المنحرف والمتطرف تماما.

لمتابعة آخر المستجدات .. انضم الآن إلى قناة "أمد للإعلام" على تليغرام .. اضغط هنا