سأكتب عن لبنان
تاريخ النشر : 2020-08-06 18:55

سأتجاوز صورة المشهد الكارثي وما حدث من دمار وغبار ..وما سقط من قتلي وجرحي وما تم تدميره من مباني وبنيه تحتيه ...تاركا ما حدث بتساؤلاته العديدة واجاباته الغائبة وما يحيط المشهد من ألام وأحزان لا يتسع المجال للحديث عنها وحولها .
بلد صغير بمساحته وتعداد سكانه ...لكنه كبير بقيمته حضارته وجمال طبيعته التي يعيشها الانسان كما الطيور المغردة والجبال التي تحيط بعاصمة الجمال بيروت .
وما فيها من جمال وثقافة وابداعات فكرية واصدارات عديدة من خلال الصحف والمجلات ومجموعات الكتاب بكافة المجالات التي تلفت الانظار وتصوب المسارات الفكرية وتعددها ...لكل من عاش فيها واختلط بأهلها .... وشرب وأكل على أرضها .
بيروت التي استقبلتنا وهي تضحك وتبتسم بكل محبة من خلال أمال متجددة توزعها على كافة الزائرين لأرضها ....نجدها اليوم تبكي .... تصرخ .... تستصرخ الضمائر لانقاذها وتخفيف جراحها .
جرح كبير وعميق ...وزلزال غير مسبوق نتيجة انفجار يكثر الحديث حوله وعن أسبابه !!!
يكثر الحديث عن مصلحه هذا الكم من المواد القابلة للانفجار !!
كما الحديث حول المسئولية الحقيقية التي تقع على عاتق من يتحمل مسئولية الكارثة
تساؤلات كثيرة .... واجابات غير شافيه وقاطعه .... لكنها ستبقي لبنان الجبل والسهول والساحل ....ستبقي بيروت بغربها وشرقها وكل أهلها ...ستبقي مرافق السياحة والمطاعم والفنادق وسيبقي كورنيش المزرعة بكل جماله وروشته ....كل شي سيبقي ويصبح أكثر جمالا واشراقا ... لأنها ارادة اللبنانيين والمحبين لهم رغم أنف الكارهين والحاقدين والعابثين ....سيبقي لبنان يشع بنوره وبريق جماله برغم الغبار والكثير من الدماء .
أيام جميلة وذكريات خالدة ستبقي عالقة ومخلدة بالوجدان ... ولن تمسحها صورة المشهد الذي المنا وابكانا .
سيعود لبنان وسنري وسنشاهد لبنان المستقبل الذي يعيد الابتسامة والفرحة ويجدد الامال لأهله ولكافة الزائرين له .