وماذا بعد هذا الوجع
تاريخ النشر : 2020-08-05 16:32

مثقل قلبي بالحزن والوجع، منذ أيام رحل والدي هارون هاشم رشيد ، شاعر الثورة ، شاعر العودة وشيخ شعراء فلسطين ، رحل بعيداً ولم يعد إلى وطنة الذى أحب وعاش طوال عمرة حالما بالعودة الية، بل لم يتسنى لنا دفنة في ترابة نتيجة جائحة كورونا ، لم يتسن لنا وداعة ، وري الثرى في أقصى بلاد الدنيا ، في كندا بعيداً عن فلسطين التي عاش عمرة يغنيها شعرا وأدبا ، حالما بالعودة ، داعياً للثورة ، متيقننا من النصر ، رحل كما العصافير غريباً ، لكن حلمة لم يرحل ، كما لن يرحل شعرة الذي سيبقى معنا جيلا بعد جيل يحضنا على الثورة وصولاً للنصر والعودة .
واليوم يعصف بنا خبر انفجار هز بيروت واوقع بها من الخسائر البشرية والمادية ما لا يمكن وصفة ، فتمتلء بيروت حزناً فوق حزن ، والما فوق ألمها ، فهذة البيروت ست الدنيا والتي نحب ، هذه البيروت لم تزل تتلقى الضربة تلو الضربة ، ولم تزل هدفا لأعداء الأمة، لم تزل هدفاً يجب ضربة كي لا تكون نموذجاً أو قدوة لمن أراد أن يحلم بالحرية والسيادة والكرامة ، لم تزل هدفاً يجب ضربة لإعادة الأمة إلى صحرائها وجهلها وشعوبيتها ، فهاهى تدفع ثمن تجرئها لحمل راية الحرية والكرامة ، تدفع ثمن كون البعض رأى فيها منارة ونموذجا حلم البعض أن يقتدي بها .
لبيروت في قلب كل فلسطيني وعربي ذكرى، وفيض من التقدير والتبجيل والمحبة ، ولها في قلبي فيض من الذكريات وشلال من الحب ، أنها البيروت التي تلمست بها أول بدايات الطريق ، وتنسمت فيها أول نسائم الحرية ، أنها البيروت التي بها شعرت بانتمائي القومي العروبي وبفلسطينيتي وعشقي لتراب هذا الوطن ، أنها البيروت التي شاركت أهلها بيوتهم ورغيف خبزهم فشاركونا خنادقنا وعلمونا مشاعر الإنتماء لهذة الأمة ، أنها بيروت التي اختلط دم أهلها بدمنا دفاعا عن العقيدة والحلم والثورة ، أنها بيروت التي ودعنا أهلها بالورد والأرز وأنهار الدموع ، هاهى بيروت تدفع ثمن هذا الانتماء وتلك القيم كما كل مرة ، وأي كان سبب هذا الانفجار الكارثة ، وأي كان من يقف خلفة فأن ماحدث ليس بعيدا عما يحاك لهذا البلد من مؤامرة تستهدف وجودة ، فالمنطقة كلها مقبلة على متغيرات كبيرة ستغير معها الخارطة السياسية للمنطقة ، ولبنان ليس بعيداً عن هذة المؤامرة ، بل أنة في مقدمة الاستهداف، بل يبدوا أن التغير سيبدأ بة ، لا أحد بريء مما حدث ويحدث ، المؤامرة كبيرة وأطرافها والمستفيدين منها كثر ، سواء في الداخل أو الخارج ، وسواء من الغرباء أو بني جلدتنا ، ندعو الله للبنان واهلة السلامة ، ونبتهل له أن يفشل المؤامرة ويرد كيد الكائدين ، وأن يزيح عن قلوبنا هذا الهم والحزن والوجع ، وأن يحمى لبنان ويوقظ أصحاب الضمير كي لا نقول لبنان وداعأ .