رسالة إلى كل امرأة
تاريخ النشر : 2020-08-05 10:49

تستهدفنا تروس الحياة في محاولة لتفكيكنا وإعادة ترتيبنا من جديد. فارضة بين الحين والآخر ظروفاً ومختلفة ومتنوعة في جوهرها ومضمونها. ظروف اقتصادية تارة وظروف اجتماعية تارة أخرى مسببة إرهاقاً نفسياً لا ينتهي. وما أن تنتهي مشكلة حتى تظهر أخرى في محاولة جديدة لثنينا أو تغييرنا وربما كسرنا وقد لا تجعل لنا ما نستند عليه يوماً من أجل اختبار قوتنا على مجابهة ما نقابله من ظروف.

جميعنا يحلم بحياة هادئة مستقرة لا يشوبها مشاكل أو تحديات. باعتقادي أن الحياة أجمل في ظل مواجهة التحديات. ولكن أي نوع منها؟ أو كم تستمر هذه التحديات؟ أو كم عددها؟ أو كم تستغرق الفترة الزمنية القياسية بين كل تحدي ما يليه؟ وبالتأكيد لا يؤمن الجميع أن الحياة أجمل بالتحديات.

الإجابة على هذه الأسئلة بكل صدق وصراحة ليس سهلا. فليس بالمقدور أن نحدد عدد التحديات التي يمكن أن يتعرض لها الشخص. إنما هي أقدار. وكم تستغرق الفترة القياسية بين تحدي وآخر، كذلك لا يمكن أن نجد إجابة. إنما فن التعامل مع بدايات التحدي هو ما يحدد الفترة الزمنية القياسية بين التحدي وما يليه. بمعنى كلما تعاملنا مع التحدي بالأسلوب المناسب قل عدد تبعات التحدي وربما انتهى في زمن قياسي.

احرصي عزيزتي المرأة على امتلاك سلة أدوات القوة لديكِ للتعامل مع التحديات كالحكمة والقوة والكياسة متحلية بمهارات الإدارة من تخطيط وتفكير حكيم وتنظيم وتوجيه ورقابة وإدارة الوقت والدقة والمرونة واللباقة وإتقان فن اللامبالاة والتغافل إن لزم الأمر... الخ من أدوات وأساليب مشابهة. جددي وطوري أدوات القوة والحكمة لديك بما يزيد مساحة الثقة بنفسك والتي هي بلا شك تزيد جمالك الروحي.

وبغض النظر عن نوعية التحديات أو كميتها التي تقابلها المرأة في حياتها أنصحها: كوني قوية بما لا يدعو للشك في صلابة قوتك الداخلية. فالتمسك بالقوة سلاحاً فعالاً. ولكن كيف؟ قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نتفق أن القوة لا تعني أبداً بطش الآخرين أو الاستقواء عليهم. نعود للسؤال كيف يمكن أن يكون التمسك القوة سلاحاً فعالاً. إنها الحكمة في استخدام القوة بالمقدار الصحيح والتوقيت السليم والمناسب.

حينما أتحدث عن القوة، لا أعني بها أن تكتمي دموعك داخلك أو أن تلبسي قناعاً و تتظاهري بالقوة..

القوة موجودة داخلنا جميعاً، ولكن ما يميز امرأة عن أخرى هو مقدار استحضارها الحقيقي للقوة الكامنة داخلها. وكل ما تحتاج إليه هو استخراج هذه القوة لتكون قيد الاستخدام عند الحاجة. اعلمي جيداً وبناء على تجارب وخبرات كثير من نساء العالم أن كل ألم سيزول وأن الخسارة يمكن أن تعوض فقط إذا كان لديك الإيمان بذلك. ثوري انطلقي لا تقفي مثل المسمار كما قال نزار قباني. اخلقي حلولا وبدائل لا تعيشي حالة التيه، اقبلي بأنصاف الحلول إن لزم الأمر ولا تكوني مثلما اعتبر نزار لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، فالحلول الوسطى أفضل من لا شيء.

على كل امرأة أن تنفض غبار ضعفها لتنهض من جديد وتستمر وتواجه التحديات بأقل قدر من الألم والخسارة وهما ما نهابهما جميعاً. كرري محاولات النهوض، فسوف تنجحين يوما ما رغم تكرار المحاولات التي لم تحظَ بالنجاح الذي هو حليف من يتحلى بالمثابرة.

لعل القوة ليس كل ما نريده فقط ربما جمال الروح هو سلاحا آخر. لستِ مضطرة للاستغناء عنه في معركتك مع ظروف الحياة. وأجمل امرأة هي التي تمتاز بجمال روحها وتحرص على ألا تفقده في هذه الرحلة الطويلة والصعبة في الحياة.

إن فهمك للمنظومة التي تشمل نسبة كبيرة من التحديات التي تواجهك يساعد كثيرا في معرفة الكثير عن تفاصيل هذه التحديات وربما يساعد أكثر في التنبؤ بما هو قادم منها مما يجعل الاستعداد لها إذناً بقرب الرحيل.

اخلقي مساحة لتكوني حرة ... فهذا يساعدك كثيرا في تجديد طاقتك الداخلية في التحمل واستحضار مزيد من القوة الداخلية. تحلي بالمعرفة وتذكري أن تمارسي فن اللامبالاة والتغافل إن لزم الأمر فهم يساعدان جداً في زيادة المساحة المتاحة للتفكير والتفرغ لأمور أفضل.

كوني على ثقة أن تخسري معركة لا يعني أبداً أن تخسري الحرب، وان تخسري معركة يجب ألا يجعلك ضعيفة أو تهتز ثقتك بنفسك أو بأدواتك وأسلحتك. كوني قيادية ما استطعت إلى ذلك سبيلا. كوني شمس للآخرين وإن نسوا أن يكونوا الشمس التي تنتظرين.

بالتأكيد لا يمكن حصر جميع النصائح في مقال واحد لامرأة تريد أن تكون قوية، فالأمر بحاجة إلى كتب وفصول طويلة. بالنهاية أوجه رسالة قصيرة لكل امرأة "كوني بخير لأجلك ولأجل كل من يحبك".