عيد وذكريات - أيام المخيم
تاريخ النشر : 2020-08-01 22:00

يخرج الوالد رحمه الله الي صلاه العيد بكامل قيافته طقم صوف وعباه كشمير والمحجانه وشال يغطي العمه...

الحجه تستعجل شطف الحوش وتنظيف المدخل والحمام وتشعل النار في الكانون وتغلي القهوه كان عنا ٤ بكارج قهوه نحاس من ايام لبلاد تغلي قهوه ساده وبكرج قهوه حلوه وابريق شاي علي النار... بجانبهم صينيه عليها كعك ومعمول وفضيه فيها ملبس علوز....

باب الدار مفتوح يرجع الوالد والكل واقف بانتظاره لابسين اواعي العيد التي كانت تنام واقفه بانتظار الفجر الكل بيسلم ويقبل يد الوالد حتي الوالده رحمها الله كانت تقبل يده ونقبل نحن يدها كذلك ويوزع العيديات عل جميع... نشرب الشاي معا مع حبه كعك معجون بكل الحب..

ويبدا توافد الطيبين كل عام وانتم بخير منهم من ياخذ فنجان قهوه عل واقف بعد السلام والتهننئه بالعيد يالله سامحونا زياره عيد قصيره بدنا نلحق نلف عل جميع كل سنه وانتو سالمين ومنهم من يجلس لتبادل الكلام الطيب والترحم علي الاموات وينادي وين لولاد والبنات تعالوا يا عم اليوم عيد تعالوا سلموا ويضع في يد كل واحد ما تيسر شلن بريزه وبعد القهوه كاسه شاي وحبه كعك او معمول وتحلف الحجه والله كمان حبه لا سامحيني اليوم عيد... لا كعكنا ومعمولنا غير مش زي كعك الناس... وما بتصير الساعه ١٠ الا والقهوه تحتاج الي تجديد وفرغت البكارج ونعمل كمان شاي وفضيت صينيه الكعك ولملبس طار كل واحد يحط في جيبته كمشه مشان يوزع علولاد في الدار... وحاله فرح تسود المكان.... بعض الهدوء يسود المكان ويبدا تجهير لفطور وغالبا ما كان قلايه بندوره وبيض واذا في اضحيه بيكون في معلاق... وكنت اسمع من يقول ما تنسوا حصتنا من الاضحيه... وبكل محبه حصتكوا محفوظه....
كان العيد اجمل كان الصباح للرجال الكبار والشباب وبعد العصر تتبادل الحجات العيد وكان للكبار الاحترام والتقدير فلا بد من زيارتهم ولا يغلق الباب يوم العيد ابدا ولا يحتاج احد الي تلفون او موعد مسبق للزياره..

كنا نرافق الوالد رحمه الله مشيا في زياراته للارحام والاقارب التي كانت تستمر معظم ايام العيد لذلك كانت الوالده تحرص علي شراء اكثر من غيار للعيد حتي يتم التبديل خلال الايام.... كان التنبيه ما توقفوا زي اللوح امام الزوار لاحراجهم في العيديه اما اذا اصر عليكم بعد المناداه فلا تكسروا بخاطره وخاصه الفقراء منهم وكانت رحمها الله قبل ما يطلع تضع في جيبه شيئا وتقول عيديه لولاد مش رح اقدر اجي هل ايام ان شاء الله بعد العيد... ويتقبلها بصدر رحب...

كنا نروح عل مراجيح ونشتري فرود وبواريد من عند ابو سامي وابو محمود بيعمل بسطه عليها ناشد وشويه العاب... وفي ثاني او ثالث الايام كل واحد يشوف طريقه علي الملاهي او علي وسط البلد لحضور السينما واكل فلافل وتغيير جو..
بعد المخيم انتقلنا الي بناء اكبر ومضافه اجمل واوسع والقهوه تبرد وما في حدا ومنافس محمظه ومظاهر كذابه صارت العيديه ٥ ليرات حمر يتم تبادلها دون تغيير بين البيوت غابت الضحكه وحل التبادل وصحبه المصلحه وقله الدين والمباهاه والرياء... بعدين صرنا نعمل قهوه في السخان وخفت الجولات حتي اقتصرت علي الاقربين واليوم حتي اقربين ما ضل وصار العيد صوره عل فيس... يا خساره...

للمخيم طريق العوده عيدنا يوم عودتنا وللاهل جميعا بمحبه كل عام وانتم بخير