بالفيديو - "أحمد القدح" يروي لـ"أمد" صعوبات مرّ بها وتحديه للفايروس وعودته لعمله
تاريخ النشر : 2020-07-18 00:00

غزة- صافيناز اللوح: 15 عاماً مرت على مهنة المتاعب وارتداء لباس إنقاذ الأرواح البشرية، دون كللٍ أو ملل، حاملاً على عاتقه المحافظة على مبدأ "الإنسانية"، ليقدم الكادر الطبي دائما التضحيات، ويكون عمله على حساب راحته وصحته.

أحمد القدح من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، متطوع منذ أكثر من 15 عاما في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وموظف في جهاز الاسعاف والطوارئ، وهو أول مسعف أصيب بفايروس كورونا.

القدح تحدث لـ"أمد للإعلام"، قائلاً: "في مطلع شهر آذار الماضي، قمتُ بنقل عدة حالات مصابة بفايروس كورونا، إلى مراكز الفحص والفرز والمستشفيات المختلفة بالضفة الغربية، بعضها كانت تظهر عليه أعراض الأنفلونزا، وقد كنت حريصاً أثناء نقلي لها بالأخذ بكافة الإجراءات الوقائية".

ويضيف القدح، "كنت أشعر، بأعراض الأنفلونزا الموسمية مثل الرشح والقحّة، لكنّي لم أهتم كثيراً لأنها موسمية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل بشكل طبيعي في مركز الإسعاف بنابلس، وأتعامل مع حالات كثيرة مع الأخذ بالإجراءات الوقائية التي فرضتها علينا البروتوكولات الطبية".

ويوضح "في بداية شهر نيسان الماضي، بينما أقوم بواجبي كمسعف، ارتفعت درجة حرارتي، وكنت أعاني من القحّة، فتواصَلَ المسؤولون عني بالعمل بالهلال الأحمر مع الطب الوقائي، وذهبت لمركز الفرز، وأجريت الفحص، وانتظرت في بيتي حتّى خرجت نتيجة الفحص في اليوم التالي وكانت سلبية، فشعرت بالإطمئنان والراحة النفسية.

ويبين القدح في حديثه مع "أمد للإعلام"، "أخبروني بأنني بخير وبعد يومين، طُلبت إلى عملي وأثناء دوامي، شعرت بالتعب الشديد والإرهاق، فطَلَبَ مني مديري العودة للمنزل للراحة، وأخذ بعض الأدوية وخلال هذا الوقت بعد راحة يوم وتحسن زرت أمي وبعض أصدقائي، لعلمي المسبق أنّ نتيجة الفحص السابق سلبية كما تم إبلاغي بأنني استطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي!".

إعادة فحص كورونا أظهرت إصابته بالفايروس
أخطأ الأطباء في فحص المسعف النابلسي، حتى عاد التعب له من جديد، ليقرروا فحصه مرة أخرة، ولكن كانت نتيجة صادمة للجميع.

ويشير القدح، إلى أنه "لم تزول الأعراض بعد يومين وزاد التعب لدرجة كبيرة، فتوجهت للمستشفى الوطني، فكانت درجة حرارتي مرتفعة فقرر الزملاء إعادة فحص "كورونا" مرّة أخرى، فتم أخذي بالإسعاف الى مركز الفرز الطبي في زواتا، وفي اليوم التالي جاءت النتيجة إيجابية، أي أنني مصاب بالفايروس".

وحول ردة فعله على خروج النتيجة الإيجابية يقول، "كانت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة لم تكن بالحسبان وكانت صدمة كبيرة جدا، وكان هناك ذهول وتعب نفسي لخوفي من أن أكون نقلت العدوى لأحد من هم حولي وخصوصا اهلي وزملائي وأصدقائي، ولكن سلم الله ورحم بي وحفظ كل من اختلط بي، حيثُ كانت نتائجهم سلبية بحمد الله".

ويتابع حديثه، "حينها تم نقلي إلى مستشفى هوغو تشافيز شمال رام الله، حيث تُعالج إصابات كورونا، وعانيت خلال الأيام الثلاثة الأولى لي في المستشفى من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، وسعال شديد، وجفاف في الحلق مع فقدان للشهية والتذوق، وبدأ علاجي هناك، تحسنت حالتي الصحية.

ويوضح، "بعدها تم نقلي إلى فندق الجراند بارك في رام الله لاستكمال مراحل ما قبل الشفاء، مشيراً إلى أنّ "فترة رمضان الماضي من أصعب الفترات، أو بالأحرى غريبة، بعيداً عن الأهل و الأصدقاء و مدينتي الحبيبة، لكن الحمدلله صُمنا وصلينا ولعبنا رياضة وتنشطنا، وبعد عدة فحوصات كانت نتيجتها سلبية أخبروني أنني سأعود إلى بيتي"..

53 يوماً، داخل الحجر الصحي، ما بين المصابين والمستشفيات، لكن تغلبت بقوة على هذا المرض، وعدت أيضا بقوة أكبر إلى ميدان عملي، وانتهت أزمة مرضي بكورونا، وأنا اليوم أمارس مهنتي التي حملتها أمانة على كتفي منذ سنوات".

أول مصاب باحتفالات الثانوية العامة بنابلس
لم تكن كورونا وحدها التي أصابت القدح كأول مسعف، لكنه كان أول المصابين من احتفالات الناجحين في الثانوية العامة "التوجيهي"، حيثُ أصيب برصاصة طائشة في صدره.

وعلى الرغم من إصابته أيضاً، استمر المسعف الهمام بعمله بإنقاذ مرضى كورونا، وما زال يعمل في الهلال الأحمر الفلسطيني بنابلس، تاركاً خلفه كل شيء، مقابل الحفاظ على أرواح المواطنين، متمنياً انتهاء أزمة كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها في كافة أنحاء الوطن.