جاح التوجيهي وشبح المستقبل....
تاريخ النشر : 2020-07-16 12:43

بعد صدور نتائج الثانوية العامة لهذا العام عمّت الفرحة كافة ربوع الوطن وسجلت نسبة النجاح العالية يوم إنتصار لإرادة الطالب الفلسطيني الذي هزم ظروفه الصعبة التي عايشها طوال العام الدراسي والذي خيّم عليها تفشي جائحة كورونا وعدم ألإنتظام بمقاعد الدراسة طول فترة النصف الثاني من العام الدراسي وعدم قدرة أولياء ألأمور من توفير الوسائل التعليمية المساندة لإبنائهم مع تردي ألأوضاع المعيشية وحالات العوز الشديد والفقر المتقع وإنسداد ألأفق السياسي إلا أن كل هذا لم يقف عائقاً أمام إرادة الطالب الفلسطيني التي إنتصرت على ذاتها وعلى كل الظروف المحيطة ليسجل طلبة القسم العلمي نسبة نجاح تجاوزت ال85% بمعدلات وصلت في حدها ألأقصى 99.7 وطلبة القسم ألأدبي سجلت حضورها بنسبة وصلت في أعلى مستوياتها ال 99.6 مما أدخل الفرحة والسرور على كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته خاصة بعد تراكم ألإنتكاسات التي حلّت بقضيتنا الفلسطينية بدءاً بالإنقسام وإنتهاءً بتجرؤ نتنباهو ومحاولاته سرقة أراضينا في ألأغوار والضفة الغربية والقدس المحتلة .
حُق لنا أن نفرح وحُق لنا أن نفخر بانتصار أبنائنا الطلبة على هذا الواقع المرير وعلى تلك الظروف ألإستثنائية التي لا تصلح للعيش ألأدمي .
ما من شكل أن الطلبة بعامة ونخبة النخبة منهم قد جدوا واجتهدوا وأنجزوا وتخطوا الصعاب من أجل مستقبلهم الذي رسموه وخططوا له من اجل لعب دورهم في المجتمع الكبير ولتحقيق طموحاتهم وللذود عن ثغور الوطن في أماكن تواجدهم في دائرة النسق الكلي ، فمنهم من يرى نفسه في كلية الطب وهذا يرى نفسه في كلية الهندسة وذاك في علوم الحاسوب وتلك في كلية الحقوق ...الخ، ولكن وبعد ألإنتهاء من مراسم إحتفالات الثانوية العامة ينتظر هؤلاء النخبة من الطلبة ألإندماج في جامعاتهم وكلياتهم وهنا يبرز السؤال المؤرق للطالب وولي أمره على حد سواء الطالب يتساءل هل سيسطيع والدي توفير رسوم المقعد الدراسي ؟!! كيف سيوفر إحتياجاتي الجامعية ؟! وولي ألأمر يتساءل هو ألأخر من أين لي توفير الرسوم وأنا دون عمل او متقاعد او مطارد للبنوك والذمم المالية؟!!! كيف سيكون ذلك وأنا بالكاد أستطيع توفير ألإحتياجات ألأساسية للبيت في أدنى صورها؟!
ذاك الطالب المتفوق والذي يحلم بان يكون طبيا وهو يعلم ان الفصل الدراسي في كلية الطب يحتاج الى مبلغ 10000شيكل(2000دينار) على الاقل وقس على ذلك .
جامعات الوطن التي يغيب عنها الدعم الحكومي و تحوّلت في معظمها إلى مؤسسات للإستثمار وأصبحت أحد أهم القطاعات الربحية لرجال ألأعمال والمستثمرين وشعارها ( الدفع أولا) .
المفجع أن رسوم الجامعات والكليات لا تتناسب بالمطلق مع مستوى دخل الفرد هذا ان كان هناك دخلا من ألأساس ،وبالتالي أليس من العار أن نترك طلابنا فريسة لخيبة الامل وجشع الجامعات ؟ اليس إرتفاع الرسوم الجامعية عاملا رئيسيا في عزوف الطلبة عن الدراسة والدفع بهم نحو المجهول وتوليد طاقات سلبية ومدعاة للإحباط وألإكتئاب ... الخ ؟!!! ثم نأتي ونتباكي ونقول لماذا إنتحر الشباب ؟ إن غياب الدور الرسمي وإرتفاع الرسوم والمغالاة فيها وبيروقراطية إدارة العملية التعليمية في الجامعات و التي تحوّلت إلى بيروقراطية عسكرية ذات العلاقة بالقرض الجامعي وصندوق الطالب وعدم دخول الطالب قاعة ألإمتحان أو تمكينه من الحصول على الشهادة إلا بعد تسديد الرسوم لهو أمر معيب ويفتقد إلى حمرة الخجل أو حتى قيم الشهامة والنخوة والمناصرة أو حتى إستغاثة الملهوف.
لذلك على وزارة التربية والتعليم العالي إعادة النظر في منظومة الجامعات و إرتفاع رسوم الدراسة خاصة في كليات الطب والصيدلة والهندسة والعلوم التطبيقية، وعلى قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير وفصائل العمل الوطني والاسلامي الوقوف الى جانب أبنائنا الطلبة وإطلاق حملة ( نصرة الطالب المتفوق) وأن السلطة الوطنية الفلسطينية يقع على كاهلها دعم الجامعات وإصدار قرارات ملزمة بتخفيض الرسوم وتوفير خاصية مجانية التعليم لإبناء العمال والفقراء والشهداء والجرحى وألأسرى، وفي نفس الوقت مطلوب من الجامعات خاصة في قطاع غزة تفعيل إنتخابات مجالس الطلبة وتمكين الكتل الطلابية من ممارسة دورها النقابي والمطلبي في الدفاع عن حقوق الطالب ... إن كانت الجهات المذكورة أعلاها لديها إنتماء حقيقي للوطن فلسطين فعليها الوقوف أمام مسئولياتها تجاه العملية التعليمية برمتها وهي في الاساس تحت طائلة المسئولية ..... كل التوفيق لطلابنا الاعزاء.