زحف كورونا: لا أحد مُستثنى، فالكل مسؤول .. !!
تاريخ النشر : 2020-07-16 09:46

للأسف زاد عدد المصابين بعدوى " كوفيد - 19" في الأيام الأخيرة، وصار من الضروري التعامل بجدية وصرامة وصبر وتحمل، لأنه بكل أمانة نحن في حرب ، نعم نحن في حرب..!!، وعليه فموضوع " أنا واش دخلني ..أخط رأسي وأضرب.." ما هو إلا خيانة وضرب في القيم بل هو يندرج ضمن قاعدة "التولي يوم الزحف".

نعم الوضع كذلك أو أشد خطورة، لان لا أحد مستثنى في هذه المرحلة، مما يحتم علينا تكثيف جهود اليقظة واحترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية والامتثال لقواعد الحجر الصحي والارتداء الإلزامي للقناع الواقي مع المحافظة على صحة كبار السن، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة هذه كقواعد عامة، فضلا عن ضرورة نكران الذات وإبعاد "كوفيد" الحقد، ونسيان كل الخلافات وفتح المسائل الجزئية، قصد توجيه الرأي العام وإبعاده عن الملف الرئيس، وهو ملف الوباء وما ترتب عليه من مشاكل اجتماعية واقتصادية مست البشرية، كما أن الوضع جد دقيق فعالم كورونا، ليس كزمان ما قبل وما بعد..؟، ومن ثم فالفرد مهما كان منصبه أو مكانته، يجب أن يتحمل المسؤوليات المناطة به، وأن يتلمس دائما طريق الإصلاح، ليعيد للأمة شيئا من عافيتها بعد أن اشتدت عليها الظروف والأحوال، لان المطلوب اليوم ليس انتقاد برنامج الحكومة من خلال الوزارة الوصية أو لجنة رصد ومتابعة الفيروس، وبالتالي تعطيل مهمة حاسمة بجدل وانتقاد عقيم، يهدد بجر البلاد إلى خطر الوقوع في فخ الوباء، في الوقت الذي من المفروض أن نكون قد تغلّبنا عليه، خاصة أن تحقيق ذلك لا يتطلب، لا مالا ولا ذكاء ولا حيلة، فقط الالتزام بأبسط قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة.

 إن الأخطر الذي يجب الوقوف عنده، هو الحرب الخاسرة التي يشنها بعض ضعاف النفوس، على ما يبذله الطاقم الطبي والشبه طبي في كل مستشفيات الوطن من جهد في عز فصل الحر؟، تكذيب واعتداءات لفظية وجسدية وتخريب للمعدات وإهانة للموتى، وهذا يندرج ضمن تصريحات الوزير الأول عبد العزيز جراد منذ يومين خلال زيارته لولاية سيدي بلعباس، قائلا أن أطرافا تسعى لإشعال فتنة في البلاد من خلال محاولة استغلال الظرف الحرج والصعب لأغراض سياسية، مؤكدا في ذات التصريح أن هؤلاء الأشخاص عوض التجند لحماية أهلهم ومساعدة المستشفيات بالتطوع والكلام الحسن وتشجيع الأسرة الطبية، مشيرا إلى مقطع الفيديو الذي صور بمستشفى سيدي عيسى بولاية المسيلة، أنه تم إخراج ميت من السرير ورميه في الأرض وتصويره، واصفا مرتكبي الحادثة بأنهم "ليسوا بشرا"، فعلا ليس بشر، بل هم شرذمة منخرطة في مشروع الربيع العبري التخريبي، تحاول استغلال إنتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لضرب الاستقرار الوطني، تعويضا لخسائرها السابقة وفشلها في عرقلة المسار الانتخابي في ديسمبر الفارط، ولعل جملة التدابير والتعليمات واللقاءات وجلسات العمل التي تقوم بها السلطات العليا للبلاد، فضلا عن الزيارات الميدانية للطاقم الحكومي، وجملة المبادرات ومشاريع المجتمع المدني الوطني، وصولا ببيان لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والاوقاف حول مناسبة وأضحية العيد وما يترتب عليها من إجراءات احترازية، ختاما بمذكرة وزارة العدل الأخيرة الموجهة، إلى النواب العامين لدى للمجالس القضائية، لتحسيسهم بخطورة ظاهرة الاعتداء على مستخدمي السلك الطبي وشبه الطبي ومسيري المؤسسات، والتعامل مع هؤلاء المعتدين بالصرامة التي تستدعيها الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، وحتى لحظة كتابة هذا المقال فقد صدر عن  مصالح الوزير الأول بيان، يؤكد أنه في قادم الايام سيصدر نص قانون يضاف الى النصوص التي تكرسها قوانين الجمهورية، قصد تعزيز منظومة حماية كافة المستخدمين الطبيين، وشبه الطبيين والإداريين، وهذا دليل قاطع على صرامة الدولة في التعامل مع هذا الملف الدقيق والحساس، الذي يعتبره الخبراء أحد المهددات القوية للأمن القومي ليس في الجزائر فقط بل في العالم أجمع.

 السيدات والسادة مستخدمي الصحة ...نعلم حجم معاناتكم والضغوط التي تواجهونها، نعلم حجم الإرهاق وطول بعدكم عن أهلكم وأولادكم، لكن نثق في قدرتكم وخبرتكم رغم قلة الإمكانيات المتوفرة، أنتم أملنا كما أنكم فخرنا، فاعذرونا على تصرفات بعض الرعاع، والهمج المسيئة لكم ولجهودكم والمقللة لشأنكم. سلامتك يا وطن ..!!