حماس وفتح آفاق البناء وتعثّرات الحاضر
تاريخ النشر : 2020-07-16 08:45

مطلع هذا الأسبوع، أفرجت النيابة العامة في دير البلح بقطاع غزة عن الصحفي الفلسطيني أسامة الكحلوت .وقد جاء الإفراج على خلفية تدخل بعض الصحفيين والسياسيّين الفلسطينيّن في سبيل إطلاق هذا الصحفي الذي ينتسب لحركة فتح.

هذا وقد اعتقلت الشرطة الشرطة الفلسطينية الكحلوت من منزله ووجّهت إليه تهمة تحريض مواطن على حرق نفسه، الأمر الذي نفاه الصحفي المعتقل واعتبرها تُهما كيديّة. وحسب مصادر قريبة من صالح عاروري، القيادي البارز بحركة حماس ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة، تدخل العاروري بنفسه في هذه القضية وأجرى بعض الاتصالات بقيادات من الحركة التي ينتمي إليها ، وطالبهم باتخاذ خطوات لإطلاق سراح الصحفي المعتقل، وهو ما حصل فعلا.

تُعتبر هذه القضية مهمة في ظلّ المجهودات المبذولة بين حماس وفتح من أجل إحداث تقارب سياسيّ تاريخي بُغية التصدي لمشروع الضمّ. لذلك تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن ضرورة تجنب مثل هذه الاعتقالات السياسية في هذه الظرفية الحساسة لما من شأنها أن تحدثه من تعطيلات في مساعي التقارب بين حماس وفتح.

يرى بعض الناشطين السياسيّين أنّ نشاط حماس الأخير في غزة قد يعرض مستقبل العلاقات بين فتح وحماس للخطر خاصة وأنها لا تزال في مهدها وأي توتر محتمل قد يعصف بهذا المشروع الوطني الناشئ. ويعتبر المؤتمر الصحفي الذي عُقد مؤخرا بالاشتراك بين ممثل حماس صالح العاروري وممثل فتح جبريل الرجوب باكورة الطريق الطويل نحو طيّ صفحة الماضي الأليم بين الفصيليْن.

وقد نقلت مصادر مقرّبة من العاروري أنّ هذا الأخير وجه رسالة إلى قيادة حماس في غزة دعا فيها إلى ضرورة تجنب مثل هذه المجازفات السياسية لأنها قد تهدد في نهاية المطاف مصالح الحركة والشعب الفلسطيني بصفة عامة.

عندما تعمل فتح وحماس معًا في بشكل مكثّف من أجل إحباط خطط إسرائيل الأخيرة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وأغوار الأردن فإنه ليس الوقت المناسب لاعتقال أعضاء فتح في غزة.