جبر القيق يدفع حياته ثمناً للوطن .. فهل من حساب ؟!!
تاريخ النشر : 2020-07-14 17:05

غزة تستفيق على فاجعة كبيرة بمقتل المناضل العميد بالسلطة: جبر القيق الذي أمضى جل حياته في المعتقلات الصهيونية لنشاطه الوطني مع رفاقه في الجبهة الشعبية " مجموعة النسر الأحمر " الجناح العسكري .. وتشهد له الإنتفاضة الأولى  نشاطه النضالي ضد الإحتلال الصهيوني في مخيمات رفح ..

وكان أحد أعضاء القيادة الموحدة للإنتفاضة وأعتقل خلالها وأطلق صراحه مع قدوم السلطة الفلسطينية والتي عمل فيها ضابطاً في الأمن الفلسطيني ويشهد له بالوطنية وحسن الإنتماء للوطن والأخلاق الحميدة وأستشهد والده عام 1967 على يد الإحتلال الصهيوني ..

وأجمل ما قرأته له هي آخر كلمات كتبها على حسابه الخاص على الفيس بوك بعنوان براءة ذمه .. ولسان حاله يقول " إقترب الموت وكثر موت الفجأة ولا أعلم متى يدركني الموت ويطلب من الناس أن يسامحوه إن إغتاب أو أخطأ بحق أحد بقصد أوغير قصد ويقول .. سامحوني إن قرأتم هذه الرسالة وقولوا إن الله عفواً كريم يحب العفو فاعفو عنا وأنهى كلماته قائلاً ومن كان لي عنده فضل فليدعوا لي دعوة بظهر الغيب " ..

هذه الكلمات المؤثرة التي لم يذكر فيها أنه إرتكب القتل ظلماً .. فقد كان في لحظات مصارحه مع ذاته ..

إلا أن رصاصة الغدر اخترقت جسده على أيدي قتلة لم يكتفوا بإطلاق الرصاص عليه بل تم طعنه في رقبته بلا رحمة إعتقاداً منهم أن قتله يبرئ إبنهم مما نسب إليه من خيانة للوطن وكان الأحرى بهم مراجعة التنظيم الذي حقق مع إبنهم والسبب في أخذ قرار الإعدام بحقه في حينه رغم أن كل تنظيم يعلم أسرة كل من يتم إعدامه بإعترافاته وهذه سياسة كل التنظيمات قبل قدوم السلطة الوطنية فلا ذنب لمن ينفذ فحكم الإعدام هو حكم للتنظيم وهو قانون ثوري .. 

وهنا وجب على الجهات الرسمية بغزة الكشف عن المنفذين لعملية القتل ضد هذا المناضل الثائر فقد قتل بطريقة بشعة مع سبق الإصرار والترصد وحكمه في القانون لا يحتاج إلى أي تأويل أو مواربة وحتى يتم قطع الطريق على ما يدار من حديث الآن أن القضية قد تأخذ شكل الثأر بين عائلتين والسبب كما يقال أن القتلة محسوبين على سلطة غزة ..

والمستغرب أن القتله اختفوا هم وكل رجال العائلة في لحظات ولم يعثر عليهم مع أن الجميع يعرف إمكانات الرصد والكاميرات المتاحة في شوارع غزة كلها !!..

والشيئ الأكثر مدعاة للتساؤل كما أفادت عائلة القيق لماذا تم مصادرة سلاح المغدور جبر من قبل أجهزة الأمن بغزة منذ فترة طويلة ولماذا لم يعاد له سلاحه عندما أبلغهم بأنه يتم تهديده على صفحة الفيس بوك وملاحقته من قبل القاتل ؟!!! ..
 غزة كلها تنتظر القبض على القتلة وتنفيذ حكم القضاء العادل فيهم وإلا سيشهد الشارع الغزي مزيداً من حالات القتل المشابه ويسودها الهرج والمرج، وحسب ما أعلنت عائلة القيق أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا لم ينفذ حكم القضاء بهؤلاء القتلة ..

والسؤال هنا لماذا نفذت عملية القتل بحق القيق هذه الأيام بعد أكثر من ثلاثون عاماً ؟!! وهذا ما يتحدث فيه الكثير بالقول صراحة أنهم مدعومين من أعلى المستويات وهنا وجب التذكير أن الوضع العام في قطاع غزة برمته لايحتاج لمزيداً من الضغط والاحتقان .. لذا نتمنى على وزارة الداخلية بغزة والجهات المختصة الإهتمام بهذا الملف الخطير بعيداً عن كل الحسابات الفئوية والقبلية الأخرى التي لن تنهي ملف الجريمة بل حتماً ستجلب مزيداً من المشاكل الإجتماعية التى لا يحمد عقباها ..

وعلى الجبهة الشعبية أن تتحمل مسؤلياتها التاريخية بحق المناضل المغدور جبر القيق وتعلن الآن وبصراحة وبشكل رسمي عن إعترافات المتهم في وطنيته والذي تم إعدامه بقرار ثوري باسم الجبهة أم أنه قتل بالخطأ لتكون كلمة الفصل في قضية إغتيال القيق رحمه الله .