أردوغان يؤجج نار الصراع الديني والطائفي في المنطقة
تاريخ النشر : 2020-07-13 15:35

 اردوغان ذو الطموح السياسي في أن يكون بمقام سلاطين الدولة العثمانية يقوم بتحويل كتدرائية (أبا صوفيا ) في اسطنبول إلى مسجد وهو العمل الذي من شأنه يؤجج  نار الصراع الديني والطائفي وقد يعطي المبرر لدولة  الكيان الصهيوني في مضي مخططها التهويدي للمسجد الأقصى بإعادة ما يسمى بهيكل سليمان او  باقتسامه زمنيا ومكانيا  كما فعلت في المسجد الإبراهيمي بالخليل.

أردوغان يمارس دورا تخريبيا في المنطقة بتدخل بلاده عسكريا في سوريا الجارة الجنوبية القريبة التي سلبت تركيا العلمانية منها لواء الاسكندرون العربي  والآن بشكل سافر يتدخل  في ليبيا البعيدة جغرافيا فيرسل قواته والمرتزقة من العناصر الظلامية في سوريا للوقوف بجانب حكومة الوفاق الوطني ذات التوجه الإسلامي  والمدعومة من المليشيات الإسلامية وفي هذا التدخل السافر طمعا بتحقيق مصالح اقتصادية نفطية يدفع مصر للانغماس أكثر في الصراع الداخلي الليبي في مواجهة طموحات أردوغان السياسية  القومية  باعتبار العامل الجغرافي الذي يجعل من  الأمن والاستقرار في الجارة الغربية ليبيا جزء من الأمن القومي المصري وقد يبحث أردوغان في تطلعاته التوسعية  عن مناطق فوضى في المنطقة العربية ربما يكون لبنان في المرة القادمة وهو الذي  تشهد دولته الطائفية  احتجاجات شعبية مستمرة  على خلقية أزمة مالية قاسية ويجيء هذا التدخل كله  في اطار سياسة التمدد التركي على شاكلة  التمدد الإيراني رغم الاختلاف القائم بين أهدافهما ومصالحهما.

وكلاهما في الأساس تمدد معاد للعروبة لانهما ذو طابع قومي وطائفي حيث الدور التركي هو دور قومي طوراني بغطاء الإسلام السياسي السني والدور الإيراني هو دور قومي فارسي بغطاء ايضا الإسلام السياسي الشيعي (  نشر التشيع ) ...أردوغان في سياساته الإشكالية الهوجاء التي تنقصها الحكمة وهي بذلك شبيه بسياسات  ترامب الإنجيلي المتصهين في مواقفه الدينية و القومية والعنصرية.

أردوغان هذا ينحو في سياسته دائما  باتحاه دور تركي قومي فاعل  ذو نزعة عرقية طورانية بغطاء الإسلام السياسي وفي ظل غياب اي دور قومي عربي غير أن الحقيقة تقول ان أمجاد الرجل المريض وهو الوصف الأوروبي الذي أطلق على  دولة الخلافة العثمانية في آخر أيامها

هذه الأمجاد الذي يسعى أردوغان عودتها غير قابلة للتحقيق باعتبار أن هذا العصر هو عصر   الدولة القومية الكبرى امريكا الصين روسيا الهند البرازيل وعصر ايضا، التكتلات القارية كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي  وقد  يضمهم جميعا في الظروف الحاضرة بما يطلق عليه في السياسة الدولية  بعصر العولمة.