قراءة برواية "هوى أسوان
تاريخ النشر : 2020-07-13 07:35

هوى اسوان
لست بناقدة ادبية، لكني قارئة محترفة، تقرأ الرواية عدة مرات، لأنها مؤمنة أن القراءة حمالة اوجه، اوحادية الفكرة. والقراءة الاجمل برأي هي تلك التي تأخذك لصفحات عمل أدبي لا تشبهك فكرته، او لم يسبق لك أن انتبهت لها. خاصة عندما تقرأ نيابة عن صديق اهداك العمل، وطلب إليك أن تقرأها.
"هوى اسوان" للروائي فلسطيني، محمد سامي غرة، الذي بدل إسمه بإسم أخيه الشهيد ماجد غرة ليظل خالدا ومخلدا. حصلت عليها من صديق اثق به، وهو يعرف مدى شغفي بالقراءة وخاصة بكل ما يتعلق بالادب والروايات منه على وجه التحديد.
"هوى اسوان" رواية كلاسيكية، تصف بدقة الصراع بينا ما سمه الروائي برفاق السوء والعالم الفاسد، وبين العالم نقي والورع. وهذا طبعا من وجهة نظر الروائي الذي رصد بروايته رحلة البطل (اشرف) منذ لحظة تخرجه من المرحلة الثانوية لغاية متابعة دراسته الجامعية إلتحاقه بالعمل الفني، ومرورا بدخول زميلته بالجامعة المهندسة المتدينة إيمان، دخولها حياته حبيبة ثم زوجة فشريكة عمل، لتسحبه من عالمه الفاسد والخمور والمخدرات لعالم العبادة والتعبد، وما يراه الروائي من عالم نقي وتقرب من الله.
للوهلة الاولى اعتقدت اني سأقرأ رواية فلسطينية بحكم هوى الكاتب فلسطيني الولادة، لذلك من الطبيعي ان تولد روايته ببيئة فلسطينية، وتدور أحداثها بمجتمع فلسطيني يشبه مجتمع الكاتب، فجاءت المفاجأة الاولى.تدور احداث الرواية بالقاهرة وبيئة مصرية محافظة حد التدين والتعبد.
والمفاجأة الثانية كانت بزواج ايمان البنت المتدينة حتى النخاع بأشرف المستهتر والمدلل، صحيح كان متفوقا بتعليمه للهندسة لكن التمثيل كان يجذبه، وكذلك سهرات والمخدرات.
جاءت المفاجأة الثالثة، حيث كانت عمرة اشرف وايمان التي حولتهما لاصحاب شركة، وتعبد اشرف بسبب وجودةةة.
الغريب بالرواية أنها حملت أسم اسوان، وهي البلدة التي حملت برحمها بذرة التحول بحياة البطل الذي زارها ممثلا وفنانا،وعاد منها وهو يبتلع بذرة الرغبة بالتغير...
الرواية مكتوبة بلغة سلسة، ودينية حتى النخاع، تناصر الخير الذي يتمثل بالاسلام والالتزام الديني والتعبد، من وجهة نظر الكاتب، وبين الشر الذي تلخص بمطاردة الحلم ومرافقة اصدقاء السوء.
سيخرج القارئ العادي بسؤال هل فعلا الفن والتمثيل هما الدرب للمخدرات والسُكر؟
أما القارئ المتدين، المسلم تحديدا سيبتهج لإنتصار حالة التعبد، أما القارئ العلماني فيجد نفسه امام رواية عادية وقد يصل حد الاختلاف مع الكاتب.
رواية تثير الجدل، وتصور الحياة اليومية لمجتمعاتنا المحافظة المنحصرة ما بين الخير والشر والربح والخسارة...يغلب عليها عنصر البساطة وممكن السذاجة وهو العنصر السائد بمجتمعاتنا.
لا اريد التطرق للغتها، ولا المبنى الادبي فيها فهذا عمل يحتاج لناقد ادبي، وأنا لا املك ادواته.
تجربتي مع الرواية شيقة، قرأتها بحذر وعناية، فهي نوع يختلف عن كل قراءاتي السابقة.
بالاهداء يتجلى مدى الوفاء لدى الكاتب الذي اهدى عمله للشيخ الذي علمه الحرف الاول بالابجدية، الكاتب الذي غير إسمه من " محمد سامي غرة" لماجد غرة، وفاءا لذكرى شقيقه الشهيد.