فروانة: إرسال وفد طبي دولي محايد إلى السجون الإسرائيلية بات مطلباً عاجلاً
تاريخ النشر : 2020-07-12 16:50

غزة: دعا المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، كافة الجهات المعنية والمختصة بالأسرى وحقوق الإنسان في فلسطين، إلى توظيف كافة الآليات الإقليمية والدولية واللجوء إلى أدوات ضاغطة ومؤثرة، بما يضمن توفير الحماية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وارسال وفد طبي دولي محايد الى السجون الإسرائيلية للاطلاع عن كثب على طبيعة الأوضاع الصحية الصعبة هناك، والاجراءات الإسرائيلية المتخذة منذ بدء أزمة "كورونا" وتفشي الوباء في المنطقة، وكذلك الاجراءات الواجب اتخاذها، والزام سلطات الاحتلال بمراعاة القانون الدولي واتخاذ اجراءات الوقاية وتدابير السلامة بما يحمي الأسرى والأسيرات من خطر الفايروس، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل المرضى وكبار السجن.

وأكد فروانة، على أن إرسال وفد طبي دولي محايد إلى السجون الإسرائيلية، بات مطلباً عاجلاً، فيما توفير الحماية الإنسانية والقانونية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أضحى ضرورة ملحة وقد آن الوان للتحرك الجاد والفاعل لتحقيق ذلك. وهذه مسؤولية جماعية.

ورأى أنه وبجانب ذلك يجب أن نخطو خطوات أكثر جدية تقربنا من المحاكم الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والتي من الممكن أن تشكل رادعا للاحتلال وتحد من جرائمه بحق الأسرى والمعتقلين.

وقال: "لقد داهم فايروس "كورونا" بالفعل اجساد الاسرى بعدما تمكن من اختراق جدران السجون وإصابة العديد من السجانين، وبعد تأكد اصابة الأسير المريض "كمال أبو وعر" فان القلق يزداد ويعمق الخشية  لدينا من اصابة آخرين بالفايروس القاتل، في ظل استمرار سياسة الاهمال الطبي المتعمد وتصاعد الاستهتار الإسرائيلي بأوضاع الأسرى الصحية وحياتهم".

وأعرب عن خشيته بأن يكون هناك اسرى آخرين مصابين بالفايروس وادارة السجون تخفي ذلك، ففي مرات سابقة كثيرة أخفت فيها ادارة السجون الملفات الطبية للأسرى المرضى وفي العديد من المرات لم تفصح عن طبيعة المرض المصاب به الأسير، لذا فان الرواية الإسرائيلية مشكك بها دوما ولا نثق بها.

وحمّل فروانة، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير "كمال أبو وعر" بعد الاعلان رسمياً عن اصابته بالوباء، خاصة وأنه واحد من الأسرى المرضى الذين يعانون من السرطان.

وطالب المنظمات الدولية بالتدخل العاجل وضمان الافراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء الذين هم عرضة للإصابة بفايروس "كورونا"، وحياتهم في خطر.

ودعا منظمة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالضغط على الاحتلال وادارة السجون الإسرائيلية والاشراف على اجراء فحص "كورونا" لجميع الأسرى في سجون جلبوع، وكذلك المرضى في ما يسمى مستشفى سجن الرملة بشكل فوري وعاجل، حيث أن الأسير "ابو وعر" قد اختلط بهم وخالطهم قبل التأكد من اصابته.

وأوضح فروانة، أنه وبالرغم من المطالبات والنداءات والحملات المحلية والاقليمية والدولية التي أطلقتها  المؤسسات واللجان المختصة والناشطون والمختصون منذ بدء أزمة "كورونا" وتفشي الوباء في المنطقة للإفراج عن المرضى وكبار السجن والأطفال والنساء، إلا أن سلطات الاحتلال لم تكترث ولم تستجب ورفضت الافراج عن أي اسير منهم، في وقت مارست فيه التمييز العنصري و أفرجت عن سجناء اسرائيليين،  وتجاهلت الفلسطينيين وأبقتهم في سجونها دون رعاية ودون اتخاذ اجراءات الوقاية وتدابير السلامة لحمايتهم من خطر الاصابة بالفايروس. بل و صعدت من اعتقالاتها للفلسطينيين واعتقلت ما يزيد عن (1200) فلسطيني منذ أزمة "كورونا"، وكذلك صعّدت من اجراءاتها القمعية بحق الأسرى في السجون واستمرت في استهتارها بأوضاعهم الصحية مما عرض ويعرض حياتهم للخطر.

يذكر بأن الأسير  "كمال أبو وعر" (46 عاماً) من جنين ومحكوم بالسجن المؤبد 6 مرات و(50) عاماً والمعتقل منذ عام 2003م، ومصاب بالسرطان في الحنجرة منذ عام تقريبا، وكان قد نُقل من سجن "جلبوع" نهاية الأسبوع الماضي، الى مستشفى "أساف هروفيه" بالداخل المحتلة لإجراء عملية جراحية له، وعند إجراء فحص الكورونا للأسير اتضح أنه مصاباً بالفيروس.

وذكر فروانة، إن (224) أسيراً سقطوا شهداء داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967، بينهم (69) اسيرا استشهدوا بسبب الاهمال الطبي، بالإضافة إلى مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجون متأثرين بما ورثوه عن تلك السجون من أمراض جراء التعذيب، وظروف الاحتجاز القاسية والاهمال الطبي المتعمد.