إستياء دولي بعد توقيع أردوغان مرسومًا يقضي بفتح معلم آيا صوفيا "كمسجد"
تاريخ النشر : 2020-07-10 20:22

عواصم - وكالات: أثار قرار مجلس الدولة التركي، يوم الجمعة 30 يوليو، والذي يقضي بفتح الطريق أمام إعادة كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، وإبطال وضعها الحالي كمتحف، العديد من الإنتقادات والإستياء، الأمر الذي أظهر شكوى جديدة في العلاقة الجيوسياسية بين تركيا والعديد من الدول.

وفي أول رد فعل دولي، عبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يوم الجمعة، عن أسفها لعدم إصغاء القضاء التركي إلى "مخاوف ملايين المسيحيين".

وانتقدت الحكومة اليونانية بشدة قرار السلطات التركية إعادة تحويل معلم آيا صوفيا التاريخي في اسطنبول إلى مسجد.

وصرحت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني، في بيان أصدرته يوم الجمعة، بأن هذا القرار ناجم عن الإرادة السياسية الشخصية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفة هذا القرار بأنه "استفزاز سافر بحق العالم المتحضر بأسره والذي يعترف بالقيمة الاستثنائية والطابع المسكوني لهذا المعلم الأثري".

وقالت الوزيرة إن اليونان لا تنوي التدخل في شؤون تركيا الداخلية، لكن آيا صوفيا تشكل معلما بالغ الأهمية بالنسبة للبشرية بأكملها.

وذكرت: "القومية التي يمارسها الرئيس أردوغان تدفع بلاده إلى الوراء ستة قرون"، مشددة على أن الحكم الذي أصدرته اليوم المحكمة الإدارية العليا التركية "يؤكد بوضوح غياب أي قضاء مستقل في البلاد".

وتصريحات الوزيرة اليونانية عن "الطابع المسكوني" للمعلم، تأتي في إشارة إلى مصطلح المسكونية الذي يعني الدعوة إلى توحيد الكنائس أساسا إلى المبادرات الهادفة إلى زيادة الوحدة أو التعاون المسيحي.

ومن جهتها، دعت الخارجية الأمريكية، تركيا، في وقت سابق، إلى الحفاظ على "آيا صوفيا" كمتحف في إسطنبول، وعدم تحويله إلى مسجد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان، إن تركيا تدير "آيا صوفيا" كمتحف منذ نحو قرن من الزمان، لكنه أضاف "كمثال على احترام التقاليد الدينية للجمهورية التركية وللعصور المختلفة، ندعو حكومة تركيا إلى مواصلة الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، وضمان بقاء المكان متاحا للجميع".

بدورها، دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تركيا إلى الحوار قبل أي قرار من المرجح أن "يقوّض القيمة العالمية" لهذا النصب التذكاري العالمي.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، شددت اليونسكو التي تتخذ مقرا لها في باريس عبر رسالة بالبريد الإلكتروني على أن "آيا صوفيا كان مدرجا في قائمة التراث العالمي للبشرية كمتحف، ما يستتبع عددا من الالتزامات القانونية".

وأضافت "بالتالي يجب على الدولة ضمان ألا يؤثر أي تعديل سلبا على القيمة العالمية للمواقع المدرجة على لائحة اليونيسكو. ويتطلب أي تعديل إخطارا مسبقا لليونسكو من الدولة المعنية ثم فحصا تجريه لجنة التراث العالمي".

وعبّرت اليونسكو عن "هذه المخاوف لتركيا في رسائل عدة"، وكذلك عبر رسالة بعثت بها إلى الممثل التركي في اليونسكو مساء الخميس، داعية "السلطات التركية إلى بدء حوار قبل اتخاذ أي قرار قد يقوّض القيمة العالمية للموقع".

وألغت المحكمة الإدارية العليا، يوم الجمعة، قرار مجلس الوزاء الصادر بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934، بتحويل "آياصوفيا" بإسطنبول من مسجد إلى متحف.

وقال مجلس الدولة، إن "آياصوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره.

وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن "مجلس الدولة"، أعلى سلطة قضائية بالبلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، ولا سيما اليونان التي تعتبر أن "آيا صوفيا" إرث مرتبط بها. 

وعلى الفور، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرسوم الجمهوري الخاص، باعتماد قرار مجلس الدولة، بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

ونشرت الجريدة الرسمية التركية، القرار الرئاسي بافتتاح "آيا صوفيا" للعبادة وتحويل إدارته إلى رئاسة الشؤون الدينية.

وبني معلم آيا صوفيا التاريخي عام 537 ككنيسة، وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية عام 1453 تم تحويله إلى مسجد، فيما جرى تحويله إلى متحف في الثلاثينيات من القرن العشرين.