أردوغان يوقع مرسوما يقضي بفتح معلم آيا صوفيا التاريخي كمسجد
تاريخ النشر : 2020-07-10 17:26

انقرة- وكالات: وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة على مرسوم يقضي بفتح معلم آيا صوفيا التاريخي كمسجد.

وجاء ذلك عقب إصدار المحكمة الإدارية العليا التركية يوم الجمعة، حكما تاريخيا بإلغاء قرار الحكومة عام 1934 الذي حول معلم آيا صوفيا التاريخي إلى متحف، واعتبرته غير قانوني.

ويعد هذا القرار عمليا تحويل المتحف إلى مسجد رسميا، وفق ما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد طلب.

ويتعلق الأمر بمدى مشروعية قرار اتخذ في عام 1934، بعد مرور عشرة أعوام على تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية العلمانية الحديثة، بتحويل المبنى الأثري إلى متحف بعد أن كان مسجدا في عهد الإمبراطورية العثمانية، بعدما حولته من كنيسة كاتدرائية إلى مسجد بعد فتح القسطنطينة وسقوط الإمبراطورية البيزنطية.

وقالت الهيئة التي أقامت الدعوى إن آيا صوفيا من أملاك السلطان العثماني، محمد الثاني، الملقب بمحمد الفاتح، الذي سيطر على المدينة عام 1453، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم القسطنطينية، وحول الكنيسة التي كان عمرها 900 عام بالفعل إلى مسجد.
وتلقى هذه الخطوة التركية معارضة كبيرة من عدد من الدول، وكذلك من الطوائف المسيحية الأرثوذكسية.

وكان متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، طمأن زوار متحف آيا صوفيا التاريخي، بأن فتح آيا صوفيا للعبادة لا ينقص شيئا من هويته التاريخية العالمية، وبإمكان المزيد من الناس زيارته.

من جهتها، انتقدت اليونان قرار أردوغان بشأن تغيير وضع آيا صوفيا واعتبرت ذلك استفزازا علنيا للمجتمع الدولي.

وكانت روسيا قد أعربت عن أملها بأن تأخذ تركيا في الاعتبار الأهمية العالمية لـ "آيا صوفيا" عند البت في مستقبل هذا النصب التاريخي.

وشدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية يوم الاثنين، على أن "آيا صوفيا" موقع تراث ثقافي عالمي.

وقال: "بالطبع، هذه تحفة عالمية مفضلة للسائحين من جميع البلدان الذين يزورون تركيا، بما في ذلك السياح الروس، الذين لـ"آيا صوفيا" في أعينهم قيمة روحية مقدسة في غاية الأهمية، بالإضافة إلى قيمتها السياحية".
وأضاف: "بالطبع، نأمل بأن يأخذ زملاؤنا وشركاؤنا الأتراك كل ذلك في الاعتبار".

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، يوم الاثنين: "نحن لا نخفي موقفنا، وطبعا نعتقد أن الحديث يدور عن القرارات التي يتخذها الجانب التركي. 

ونتوقع أن يتم خلالها الأخذ بالاعتبار، الأهمية العالمية لهذا الصرح".

وفي وقت سابق، أفادت CNN Turk بأن مجلس الدولة التركي، عقد اجتماعا في 2 يوليو لمناقشة التغيير المحتمل في وضع متحف آيا صوفيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أثار جدلا، بعد أن ظهر في متحف آيا صوفيا بالذكرى 567 لفتح اسطنبول وقرأ سورة الفتح، ثم أعلن عن اتخاذ خطوات من أجل إعادة فتحه للعبادة مرة أخرى.

ويعد متحف آيا صوفيا، الذي كان كاتدرائية في السابق، من النصب التذكارية التي تمثل العمارة البيزنطية، وتم بناؤه بين عامي 532 و537 بتوجيه من الإمبراطور جستنيان، الذي قرر تكريس مجد القسطنطينية.