الشذوذ الجنسي بين الحرية والفوضى
تاريخ النشر : 2020-07-09 22:52

حاولت عقب انتشار خبر انتحار الناشطة المصرية، سارة حجازي، كتابة مقال وقد كتبته بالفعل رغم انني لم يكن لديّ راي في الشذوذ الجنسي. فأنا كإنسانة طبيعية، وكذلك كل من حولي، لن استطيع معايشة مشاعر وصراعات الميل الجنسي التي لم اجربها. لكنني خضت صراعات أخرى جعلتني إميل إلى خلق الأعذار لأي إنسان ومحاولة تفهم مشاعره بشكل عام ومساعدته إن استطعت، كذلك رفض التنكيل واصدار الاحكام. ولكن لفت نظري سطر في الخبر الخاص بوفاة سارة قيل فيه: " انها لم تكن تحظى بمتابعة كبيرة على مواقع التواصل الأجتماعي". فمن أين جاء كل هؤلاء الاصدقاء فجأة؟!
ولا اندهش ان موتها كان انتحارا في المنفى الإجباري بعد ما عاشت تنكيلا داخل مصر وإهمالا ووحدة في الغربة. وهذا ما كنت اود الحديث عنه وهو اهتمام ما بعد الموت الذي لو توفر بعضه من قبل ما كان الامر ليصل إلى الانتحار!

موجة مضادة.

لكن لم تلبث موجة التعاطف طويلا حتى خرجت علينا موجة مضادة تسخر من المترحمين عليها. و كأن الله منح هؤلاء إجازة إدخال و اخراج الأخرين من رحمته! وتجد غلا غير مبرر يتجسد في كتابة تعليقات تدعو لها بالجحيم وتتمنى لها العذاب الأليم! وبالطبع لا يوجد عداء شخصي معها ومع ذلك تفرغ الكثيرون للدعاء عليها وسبها كما تفرغ الطرف الآخر للتعاطف معها و رفع علم المثليين!

دار الإفتاء: المنتحر ليس بكافر.

حتى جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية، نشرت من خلال موقعها على الإنترنت وتناقلته الصحف والمواقع الالكترونية،:" الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين"(١)
ورغم ان دار الإفتاء المصرية هي الهيئة الشرعية المخولة للإفتاء في البلاد فقد اغضبت الفتوى الكثيرين أيضًا لإعلانها أن المنتحر ليس بكافر.

ويبدو ان سارة كانت مادة اخرى لمواقع التواصل الأجتماعي، فالحب او الكره ليس لشخصها إنما هو لغط يشبه لغط الدجاج لا أكثر وينتهي الامر” بالترند” التالي.!
واذا كان البعض يرى نفسه أكثر علما حتى من علماء الدين فإن البعض الأخر يتغنى بالحرية الشخصية اكثر من اصحاب الامر انفسهم!

خيط رفيع بين الحرية والفوضى.

و قد لفت نظري انتشار الداعمين للشذوذ الجنسي من خلال وضع علم قوس قزح على الكثير من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بدافع دعمهم للحرية الشخصية وعدم الإزدواجية رغم ان هناك خيط رفيع بين الحرية والفوضى.
وانا هنا لا أتحدث من منطلق عقائدي بل إنساني محض، فلو سلمنا بالحرية المطلقة فإن الضرر يقع على الجميع لأن هناك امورا اخرى تتوفر فيها الحرية الشخصية ومع ذلك هناك عشرات الحملات للتوعية بمخاطرها و محاولة مساعدة من يقومون بممارستها دون التنكيل بهم والنفور منهم.

هل ممارسة البيدوفيليا، الإدمان، العنف الأسري يعد حرية شخصية؟

هناك شعور بالمسؤولية ومحاولة مد يد المساعدة تظهر جليا لو تطرقنا إلى بعض المواضيع مثل البيدوفيليا، الغلمانية، وهى استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، أو يكون بين قاصرين فارق العمر بينهما فوق الخمس سنوات. والسن الفاصل المعتبر لدى غالبية دول العالم هو ثمانية عشر عاما، ويشمل التحرش تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي، ويتضمن غالبًا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المُتحرش جنسيا.

الميل الجنسي للأطفال.

وقد جاء في "مقابلة عام 2009 مع الطبيبة النفسية "اسا لاندبرج" أجابت على أسئلة قراء مجلة افتونبلاديت السويدية. الأسئلة تتعلق بالاعتداءات الجنسية على الاطفال و طبيعتها و كيف يمكن إيقافها والحد منها.
الطبيبة النفسية تعمل يوميًا مع منظمة Rädda barnen ( انقذوا الأطفال ) لمكافحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال. وتقول أن 3000 حالة يتم الابلاغ عنها سنويًا. بينما غالبية الحالات لا يبلغ عنها.

وقالت ردا على سؤال: هل يمكن أن يكون مشتهي الأطفال شخصًا سليمًا؟
أن تكون مشتهي للأطفال( الغلمانية) هو توجه جنسي، و ليس مرض. بعض الناس يستطيعون تغيير ميولهم الجنسية ، بعضهم الآخر يستطيع التوقف عن ممارسة الجنس كليا. لكن أغلب الاعتداءات الجنسية لا ترتكب من قبل أولئك الذين نتصورهم أنهم يشتهون الأطفال فقط، ولكن ترتكب من أشخاص ينجذبون جنسيًا للبالغين و الأطفال معًا.

- هل هو صحيح أن أغلب المعتديين جنسيا لا يقومون باعتداءات متعددة ؟
لا يوجد احصائيات بذلك و لكن كما قلت سابقا إن شعر أحدهم بالانجذاب للطفل فإنه سيمارس الجنس معه."(٢)

فهل تندرج البيدوفيليا تحت شعار الحرية الشخصية ويجب دعمها واستمرار تفشيها؟
فهل سنترك الأطفال ضحايا لمن يعانون من البيدوفليا بزعم إنه توجه جنسي؟
و لا يمكن إغفال أن هناك بعض الأطفال، تحديدا، في مرحلة ما قبل المراهقة مباشرة لديهم الشغف الكافي لتجربة الحياة الجنسية في محاولة منهم لاستكشاف كل ما حولهم بالطرق المتاحة.

الإدمان.

ولو تطرقنا لأمر أخر كالإدمان، فهل يعد حرية شخصية؟ فعندما يقرر شخص ما بمحض إرادته تعاطي اي نوع من أنواع المخدرات، رغم التحذيرات المعلنة من مخاطر الإدمان، لكنه وجد في ذلك لذته ومتعته الخاصة ظنا منه انه بإمكانه السيطرة على نفسه ولكنه يفشل فيما بعد، فهل ندعمه في الاستمرار في التعاطي تحت شعار دعم الحرية الشخصية وعدم الإزدواجية؟!.
إذا لماذا يوجد الكثير والكثير من الحملات حول العالم توضح اضرار الإدمان، وطرق الوقاية منه، والحد من انتشاره وتقديم الدعم النفسي والطبي للمدمنين؟!

العنف الأسري.

كذلك العنف الأسري، ضد الزوحة تحديدا، فإن الزوجة في حالات كثيرة تتقبل هذا وتوافق عليه حتى لو ضمنيا عن طريق خلق أعذار للزوج مثل: عصبي، غيرة، انا السبب فقد قمت باستفزازه ..إلخ.

إن اغلب الزوجات يرفضن الطلاق او حتى الشكوى مهما كان الضرر الواقع عليهن، بل ان الامر يبدو عاديا في اغلب مجتماعاتنا العربية وحق اصيل للزوج ولا يخلو بيت منه الا نادرا، والحالات المعلن عنها هى التي وصل فيها العنف إلى حد القتل او التشويه الجسدي و تستلزم التدخل الطبي فينكشف الامر وتكون هذه المرة ليست الاولى بل الأعنف.

كل هذه الحالات تندرج تحت بند الحرية الشخصية إذ يتوفر في كلا منها عناصر مثل حرية الاختيار أو القبول أو الرغبة أو الميل الجنسي، ومع ذلك هناك حملات توعية ضد خطر الإدمان والحد منه، كذلك هناك حملات نسوية لتوعية المرأة ان لها حق و يجب ان ترفض العنف ضدها.

تقرير صدر بعد دراسة وابحاث متعددة.

لو عدنا إلى موضوعنا الأساسي فقد وجدت من خلال تقرير مطول، نشر في ذا نيويورك و ذا نيو اتلاتنس، وبالطبع كان مثيرا للجدل،(٣) قدمه لورنس س. ماير، بكالوريوس في الطب والجراحة، دكتوراه، بناء على طلب الدكتور بول ر. مك هيو، وهو دكتور في الطب و الرئيس السابق لقسم الطب النفسي في
مستشفى جونز هوبكنز وأحد الأطباء النفسيين الرائدين في العالم.
وقد قال في مقدمة التقرير :"طلب مني الدكتور مك هيو مراجعة دراسة أعدها مع زملاءه
حول مواضيع تتعلق بالميل الجنسي والهوية الجنسية. وقد كملت مهمتي الأصلية في التأكد من دقة الاستدالات الإحصائية ومراجعة مصادر إضافية. و في الإشهر التي تلت ذلك، راجعت عن كثب أكثر من 500 مقالة علمية حول هذه المواضيع واطلعت على مئات المقالات الأخرى انتابني القلق شديد لدى معرفتي أن مجتمع الإل جي بي تي،
(المثليات والمثليين وثنائيي الجنسي)، يعاني من معدل من مشاكل الصحة العقلية غير متجانس مع معدل هذه المشاكل لدى السكان ككل.
ومع نمو اهتمامي بالموضوع، وسعت البحث ليشمل مجموعة متنوعة من المجالات العلمية، بما في ذلك علم الأوبئة، وعلم الوراثة، و أمراض الغدد الصماء، والطب النفسي، وعلم األاعصاب ، وعدد من الدراسات الأكاديمية التجريبية التي أجريت في مجال العلوم الأجتماعية بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتناع والعلوم السياسية
و علم الأقتصاد والدراسات الجندرية. وقد وافقت على أن أكون الكاتب الرئيسي، وأن أعيد كتابة النص و تنظيمه وأنا أؤيد
كل جملة واردة في هذا التقرير، من دون أي تحفظ و من دون أي انحياز في ما يتعلق بأي مناقشات سياسية أو فلسفية. فهذا التقرير يتمحور حول العلم والطب، لا أكثر ولا أقل."(٤)

وقد جاء في تقرير دكتور ماير تفاصيل تم تقديمها من خلال مائة وأربعون صحفة
وسرد عدد كبير من الابحاث والتقاير الطبية والنفسية و التجارب السريرية التى أجريت من خلال عدد كبير من الاطباء والمتخصصين حيث تم التأكيد ان مجتمع (المثليات والمثليين وثنائيي الجنسي) يعانون من الضغوط النفسية والصحية وغير معروف بالضبط مدى تأثير الضغط الأجتماعي على الصحة النفسية للأقليات الجنسية، "وبالمقارنة مع السكان عموما، يتعرض الأشخاص غير متبايني الجنس بنسبة مرتفعة إلى خطر مواجهة مجموعة متنوعة من النتائج السلبية على الصحة الجسدية و العقلية.
يتعرض الأشخاص غير متبايني الجنس لحوالى 5.1 مرات أكثر من اضطرابات القلق من متبايني الجنس، وحوالى ضعف خطر الأصابة بالأكتئاب، و5.1 مرات خطر تعاطي المخدرات، ونحو 5.2 مرات خطر الانتحار."(٥)

"كما ذكر ايضًا أن فرضية أن الهوية الجندرية عبارة عن سمة فطرية وثابتة للإنسان مستقلة عن الجنس البيولوجي، أي أن الشخص قد يكون رجل محتجز في جسم امرأة" أو "امرأة محتجزة في جسم رجل"، ليست مدعومة بأدلة علمية.
وفقا لتقديرات صدرت مؤخرا، يتطابق حوالي 6.0 في المئة من الراشدين في الولايات المتحدة مع جندر لا يتوافق مع جنسهم البيولوجي.

مقارنة مع السكان عموما، يبقى الراشدون الذين خضعوا لجراحة إعادة تحديد الجنس أكثر عرضة لنتائج سيئة على الصحة النفسية. إذ وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين قاموا بإعادة تحديد جنسهم، مقارنة مع الذين يكبحون أنفسهم، كانوا أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بحوالي 5 مرات، وأكثر عرضة للموت انتحارًا ب19 مرة.

كما يشّكل الأطفال حالة خاصة في معالجة قضايا مغايري الهوية الجندرية. فأقلية من الأطفال فقط من الذين يعيشون حالة التطابق مع الجندر الآخر يستمرون بذلك عندما يصبحون مراهقين أو راشدين.
على الرغم من أن حالة بعض الأطفال النفسية قد تتحسن إذا ما تم تشجيعهم ودعمهم في عملية التطابق مع الجندر الآخر. لا وجود لأي دليل على أنه يجب تشجيع جميع الأطفال الذين يكشفون عن أفكار أو سلوكيات جندرية غير نمطية على أن يصبحوا من مغايري الهوية الجندرية."(٦)
"أظهر مغايرو الهوية الجندرية من ذكور إلى إناث في حقبة 1973 – 1988 من الدراسة خطر جريمة أعلى مقارنة بالنساء اللواتي لم يجرين عملية إعادة تحديد الجنس، ويشير ذلك إلى أنهن حافظن على نمط ذكوري الإجرامية. ولكن أظهر مغايرو
الهوية الجندرية من إناث إلى ذكور في هذه الحقبة من الدراسة خطر جريمة أعلى مقارنة بالنساء اللواتي لم يجرين عملية إعادة تحديد الجنس، ويرتبط ذلك ربما بآثار التستوستيرون الخارجي الذي يتلقينه."(٧)

أمراض تصيب مثليي الجنسية.

هذا وقد حرصت على الاطلاع على عدد من المواقع الطبية كما حرصت على أن يكون القائمون عليها يعرفون انفسهم، أو يكون تعريف الموقع نفسه تعريفا علميا بعيدا عن اي اتتماء ديني. كانت كالتالي:

"تشير المعطيات الى ان ما يتراوح بين 4%- 13% من مجموع الرجال البالغين في الولايات المتحدة يمارسون المثلية الجنسية (اللواط) أو الجنس المزدوج، وأن أكثر من 12 مليون مريض جديد يصابون بأمراض جنسية في فتحة الشرج كل سنة.

أنواع الأمرض: داء السيلان وهو جرثومة قادرة على إصابة الأعضاء الجنسية. تؤدي للحكة المؤلمة و جروح وإفرازات قيحية موضعية. يصاب الرجال بالعدوى نتيجة للقيام بعلاقة جنسية شرجية.
وكذلك الزهري يصيب بالأساس مثليي الجنس. ويؤدي لقرحة صلبة تظهر بعد عدة أسابيع حتى أشهر من الإصابة بالعدوى.

والهربس البسيط وهو فيروس يسبب التهيج و الالم ونشوء حويصلات مليئة بسائل صاف. إحتمال تكرار المرض ومعاودته مرتفع جدا.

الثآليل التناسلية وهو فيروس يؤدي لنشوء آفات عديدة صغيرة وناصعة (تذكر بالقرنبيط)، حول الشرج وأحيانا في المستقيم .ويسبب تهيجًا موضعيًا ونزيفًا. يكون العلاج بالكيّ و الإستئصال بواسطة مشرط كهربائي أو الليزر.
إحتمال تكرار الآفات مرتفع جدا. ومن الممكن تحولها لورم سرطاني خبيث (سرطانة حرشفية الخلايا)
و الإيدز ويحدث بسبب فيروس ينتقل بواسطة الإتصال الجنسي أو الدم. ويؤدي لفشل جهاز المناعة وبالتالي إلى حدوث عدوى مجموعية وعدوى في فتحة الشرج، بالإضافة إلى ذلك ينشأ إلتهاب في فتحة الشرج بسبب الفيروس المضخم للخلايا وتظهر قرحة تحدث بشكل مباشر بسبب فيروس الـ HIV نفسه. لذلك من المهم إجراء فحص الإيدز لكل شخص مصاب بمرض جنسي في منطقة فتحة الشرج. يجب أن نتذكر وجود إحتمال لإصابة هؤلاء المرضى بأورام سرطانية في فتحة الشرج. لا يوجد حتى الآن تطعيم يقي من الإصابة بالمرض أو علاج يؤدي لشفاء تام منه."(٨)

بجانب هذه الامراض الخطيرة والقاتلة فهناك إنقطاع النسل.
فهل ندفع الأخرين إلى الهلاك من اجل أن نبدو متحضرين وندعم الاقليات حتى لو كان في دعمهم ضرر مؤكد بحسب ما جاء في تقارير طبية متعددة؟!
هل تعي حجم الضرر الذي سيصيبهم ويؤدي إلى هلاكهم؟
لو كنت تعرف وتُصر على موقفك حسنا، فأنت لا تقل وحشية عن هؤلاء الذين يتمنون لهم الهلاك والجحيم وشريك في جرم مثل من يقدم المخدر لمدمن فيكون سببا في سعادة لحظية، كفاكم متجارة بالأخرين.
............

المصادر:
(١)- الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، فسيبوك، 14 يونيو 2020.
(٢)-موقع الواقع السويدي، 21 ديسمبر2018، المصدر: الافتونبلاديت.
(٣)- مقال نشر بتاريخ 11 أكتوبر2016 ( يدافع المؤلفون عن تقرير مثير للجدل حول النشاط الجنسي،Authors defend controversial report on sexuality )، بالتيمور صن‏؛ صحيفة يومية أمريكية، تعد أكبر صحيفة تصدر في ولاية ماريلند.
(٤)- جريدة The New Atlantis، (العدد50) لعام 2016، صفحة3
(٥)- المصدر نفسه صفحة ٦
(٦)-المصدر نفسه صفحة ٧
(٧)- المصدر نفسه صفحة ١٤٠
(٨)- (الأمراض المنقولة بالجنس الشرجي) موقع ويب طب