"أمد" يرصد ترقب طلبة "التوجيهي" لنتائج الثانوية العامة واستعدادات أهالي غزة لاستقبالها
تاريخ النشر : 2020-07-09 12:00

غزة – أحلام عفانة: أيام معدودة تفصلنا عن نتيجة الثانوية العامة لعام 2020، التي شهدت ظروفاً مغايرة في ظل انتشار جائحة كورونا في فلسطين، إذ أنها أثرت بشكل سلبي على طلاب "التوجيهي".

الترقب سيد الموقف في معظم المنازل، حيث تنتاب مشاعر متناقضة من الفرحة والانتظار طلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، الذين يترقبون نتائجهم المزمع إعلانها يوم السبت المقبل 11 يوليو 2020، بفارغ الحيرة والصبر.

كما أن متاجر الهدايا ومصانع الحلويات تستعد لاستقبال موسم التوجيهي الذي يعتبر مميزاً ومختلفاً عن غيره من المناسبات على الرغم من قصر مدته.

استقبال حافل

ويبقى التوجيهي ضيفاً من ضيوف السعادة، يحل على متاجر القطاع في كل عام، لينفض بذلك الركود الذي بات ضيفاً ثقيلاً يهدد رزقهم، حاملاً معه البهجة لآلاف الطلبة بعد طول انتظار ليرسم لهم طريق المستقبل الذي ينتظرهم.

حيث تتنوع المحال التجارية والشركات التي تتسابق فيما بينها لتقديم إنتاجها المختلف في هذه المناسبة التي تعد فرصة للكثيرين لتحقيق الربح في ظل أزمات اقتصادية متتالية يشهدها قطاع غزة، فتكون بمثابة طوق نجاة مؤقت.

كما تتنوع أشكال الهدايا التي يتم تجهيزها لتلبية طلبات طلاب الثانوية العامة، منها القطع الخشبية والمشغولات اليدوية والورود وبراويز الصور المنحوتة بآلة الحرق على الخشب، إلى جانب الشوكولاتة المغلفة باسم الناجح وأدوات المكياج وشالات الرأس للفتيات وغيرها، حيث إن هدايا التهنئة بالتوجيهي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس المواطنين في كل عام.

"التوجيهي" له هيبته ورهبته التي تسكن قلوب الطلاب ومن قبلهم أولياء الأمور الذين يترقبون بكل لهفة نتائج أبنائهم، ليصدحوا عالياً بالزغاريد والأغاني التي تعبر عن مكنون التعب وسهر الليالي طوال عام دراسي كامل، وتكون الهدايا المرافقة للتبريكات والتهاني هي التتويج الأجمل والمنتظر لديهم قبل البدء بمرحلة جديدة تؤهلهم لسوق العمل.

قال أحد أصحاب محلات الحلويات لـ"أمد للإعلام"، إنه يتم تجهيز ألف صينية من الحلويات المختلفة وتغلف جيداً قبل صدور النتائج بثلاث أسابيع لتكون جاهزة للبيع، مضيفاً: "صحيح أن ظروف المدينة صعبة وهناك تأخير للرواتب وخصومات وأزمات متعددة، ولكن فرحة النتائج أصبحت عادة مجتمعية والجميع يحتفل بها على الرغم من كل الظروف الموجودة".

طموح وتفاؤل

طموحات طلاب الثانوية العامة لا تتوقف قبل صدور النتائج أو حتى بعد صدورها حتى ولو كانت النتيجة غير المتوقعة، الكل يريد أن يبنى أحلامه رغم الصعاب، اختلفت الأمنيات والأحلام والطموح والسعي للمستقبل من طالب لأخر.

قالت الطالبة سندس إنها تنتظر نتيجتها في امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، بفارغ الصبر مع كثير من القلق، مضيفة أن طموحها في هذه الحياة هو النجاح واستكمال مسيرتها التعليمية لخدمة نفسها ووطنها.

وأضافت لـ"أمد للإعلام"، أن معدل الثانوية العامة ليس مقياساً للنجاح حيث أن حياتها لا تتوقف على نتيجة هذه السنة فقط، لكن الأهم في وجهة نظرها النجاح وتكملة الدراسة الجامعية.

وأوضحت الطالبة بيسان، أنها تنتظر المعدل الذي ستبني عليه طموحاتها، لافتة إلى أن ذلك لن يؤثر عليها أبداً، لأن المعدل لا يدل على قدراتها، مؤكدة على أن طموحها سيستمر لآخر عمرها، وأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

وبيّن الطالب بدر أن طموحاته كثيرة وأبرزها أن يصبح طبيب وأن يتعلم في بلد أخر، مضيفاً أن "الشخص الذي يصر على أي شيء في هذا الحياة لن يتوقف عند أي عقبة وسيستمر في الطريق لأن حياتنا في بدايتها وتحتاج منا الصبر وأن النتيجة مها كانت سيكون لها تأثير على الشخص لكن يجب أن يستمر في حياته ولا يتوقف".

تخوف وقلق

أوضحت الطالبة منار أن "فترة تعطل المدارس وبداية الحظر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا، أثرت على الطلاب بشكل كبير، حيث أنهم لم يعرفوا كيف سيواصلون دراستهم، كما أنها أثرت على نفسيتهم بالسلب، إلى أن تم إصدار التعميم بالحذف والتخفيف من المنهج من قبل الوزارة".

وأكدت منار لـ"أمد للإعلام"، على صعوبة الامتحانات لهذا العام، خصوصاً الرياضيات والفيزياء، لافتةً إلى تخوفها وتحمسها في ذات الوقت للإعلان عن نتائج التوجيهي، معربةً عن تفاؤلها بأن الله لن يضيع تعبه وجهده.

وبيّنت الطالبة دينا، أن فيروس كورونا أثر بشكل سلبي على طلاب توجيهي، كما أن الإعلان عن حذف أجزاء من المنهج نتيجة تعطل المدارس فترة تفشي كورونا في قطاع غزة، كانت عواقبه وخيمة حيث أن الامتحانات جاءت صعبة جداً ولا تقارن بالسنوات الماضية.

وعبّرت دينا لـ"أمد للإعلام"، عن رضاها الكبير في جهدها بالدراسة، في حين عدم تفاؤلها بالنتائج وانتظارها على أحر من الجمر بكثير من القلق والخوف وقلة النوم إلى جانب كثرة التفكير، مؤكدةً على أن ذلك لن يؤثر على نفسيتها بل إنها متفائلة بمستقبلها وسعيها بكل حزم إلى تحقيقه.

وأعرب الطالب عطالله لـ"أمد للإعلام"، عن ترقبه وتخوفه من نتائج امتحانات الثانوية العامة، مضيفاً أنه يتوقع الحصول على نتيجة عالية نظراً لبذله كل جهده في الدراسة وتقديمه الامتحانات بشكل جيد.

تختلف الآراء والطموحات بين الأشخاص، ولكن الغاية واحدة وهي المستقبل الجميل الذي يسعى له كل طالب رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها في قطاع غزة.

وكانت لجنة الامتحانات في وزارة التربية والتعليم برام الله، قد أعلنت يوم الثلاثاء 7 يوليو 2020، أن نتائج امتحان الثانوية العامة ستعلن إلكترونيا عند الساعة الثامنة من صباح السبت المقبل 11 يوليو 2020، وفقا لقرار مجلس الوزراء الفلسطيني.

وأوضحت الوزارة، أن النتائج ستنشر إلكترونيا على النحو الآتي: الموقع الخاص بالثانوية العامة لهذا العام  www.psge.ps، ومن خلال مواقع الوزارة والمديريات وصفحاتها الإلكترونية، وعبر الرسائل القصيرة SMS المجانية من خلال شركات الاتصالات الفلسطينية.

وأشارت إلى أن كشوف الطلبة سيتم توزيعها اعتباراً من الأحد المقبل 12 يوليو 2020، وفق ترتيب خاص في مديريات التربية والتعليم، بما يضمن إجراءات السلامة العامة، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها فلسطين كسائر دول العالم، لمجابهة تداعيات جائحة "كورونا" المستجد.