صحف غربية: حماس في أزمة دقيقة نتيجة للأزمة المالية الناجمة عن جائحة كورونا
تاريخ النشر : 2020-07-07 23:03

القاهرة - أحمد محمد : يمثل العمل المسلح أو العسكري عموما لحركة حماس القوة المركزية، وهو ما تعترف به الكثير من الأدبيات الخاصة بها.

غير أن المصاعب المالية التي تواجهها حركة حماس باتت تؤثر على هذا الذراع، والأهم باتت تؤثر ايضا على أنشطة حركة حماس، التأثير الذي تشي كافة البيانات إلى أنه سيتواصل مع التداعيات التي يعيشها العالم نتيجة لوباء كورونا، ما يزيد من حدة هذه الأزمة على مختلف الاصعدة، خاصة من ناحية العمل العسكري وتمويله.

وتقول دورية algemeiner الاستراتيجية الأمريكية، أن حركة حماس ونتيجة لهذه الأزمة فإنها لا تستطيع الإنفاق على الكثير من أركانها المسلحة، مشيرة في ذات الوقت إلى المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها ويعيشها عناصر الحركة سواء في الضفة الغربية أو غزة على حد سواء.

وتوضح الدورية، أن قله هذه الموارد انعكست سلبا على المخططات الاستراتيجية لعناصر الحركة ممن يحاولون إدارة أمورها من عزة، خاصة إدارة المقاومة المسلحة.

ويشير مصدر فلسطيني إلى حصول تلك العناصر على ميزانيات وموارد كبيرة من أموال حماس، وهي الأموال التي تتزايد بقوة رغم أن مشاركتهم في المقاومة تكاد تكون معدومة الآن في ظل الأزمة التي تعيشها الحركة.

من جانيها قالت صحيفة اندبندنت البريطانية، أن الأزمة العالمية جراء جائحة كورونا انعكست على حركة حماس في قطاع غزة، وقالت الصحيفة " تعاني الحركة من أزمة مالية خانقة في الفترة الأخيرة، وقد عمقتها جائحة الكورونا، ما جعل الحركة تصل إلى حافة الإفلاس كما يقول مصدر حمساوي يتابع الأوضاع المالية للحركة. وأفاد المصدر أن الأموال التي تدفعها الحركة لمسؤوليها في الخارج تتقلص بشكل كبير، ويبدو أنها لن تستطيع دفع المخصصات لهؤلاء في الشهر المقبل، كما أن الدول التي تدعم حماس مشغولة بأوضاعها الداخلية في مواجهة كورونا."

وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن الكثير من المصادر تؤكد أن غالبية هذه العناصر ربما ضلت طريق النضال وباتوا يتصرفون لصالح تحقيق مصالحهم الشخصية فقط.

 وتشير اندبندنت أيضا إلى أن الأزمة الحقيقية لحركة حماس تتمثل في النكسات أو الازمات الاقتصادية التي تعيشها الدول الممولة للحركة، مثل قطر أو إيران أو تركيا، وهي الدول التي تعاني أزمة مالية خانقة بسبب كورونا، ما أدى إلى تأجيل الدفعات التي تستلهما حماس منهما.

وزعمت الصحيفة أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة تحدث مؤخرا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومع أمير قطر تميم بن حمد، في هذا الموضوع، ومع قائد الحرس الثوري الإيراني، إلا أن الإجابات كانت غير كافية بحسب مصدر تحدث للصحيفة، والذي لفت إلى أن تلك الدول مشغولة بأمورها وباقتصادها الذي تأثر كثيرا بسبب الفايروس والإغلاق العالمي.

اللافت ان نفس الزاوية اهتمت بها ايضا صحيفة عرب نيوز اللندنية، مشيرة إلى أن تفاقم الأزمة المالية لحركة «حماس» وصت إلى الحد الذي اضطرت معه إلى اتخاذ قرارات صعبة بإغلاق مؤسسات ودمج أخرى ووقف موازنات وتقليص رواتب ودفع سُلف لموظفيها في الجناحين السياسي والعسكري، وهو وضع لم تختبره الحركة سابقاً.

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن الأزمة المالية التي تعاني منها الحركة "ليست جديدة، لكنها وصلت إلى مرحلة دقيقة وصعبة وغير مسبوقة". وأضافت: "لقد ضاق الخناق على الحركة إلى الحد الذي بدأت فيه الأزمة تخرج إلى العلن".

وأوضحت أن «(حماس) لجأت مضطرة إلى إغلاق مؤسسات ومكاتب إعلامية، فيما تدرس إغلاق مزيد من هذه المؤسسات، كما أغلقت مكاتب فرعية تنظيمية ودمجتها في الرئيسية، وخفضت موازنات لطالما كانت ثابتة للجناحين السياسي والعسكري».

عموما فإن حركة حماس تمثل فصيلا مهما في العمل الفلسطيني، وهو الفصيل الذي يتعرض الان لضغوط اقتصادية ومالية نتيجة للازمات التي يعيشها العالم نتيجة لوباء كورونا، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد على الصعيد السياسي والاستراتيجي المرتبط بالحركة.