مابين العبقرية ..والسادية..
تاريخ النشر : 2020-07-07 10:15

عندما تُلجمُ الأفواه..وتكبّلُ الأقلامُ..ويُغتالُ الطموحُ ..ويٌجلدُ الحق..
فاعلم أن هناك مصيبة..
وعندما يتحولُ الوطنُ إلى مقبرةٍ للفكر والإبداع..فاعلم أن المصيبة..أعظم...
أما وعندما يتجاوزُ رغيفُ الخبزِ حجمَ الوطن..فاعلم أن المواطن افتقدَ ما تبقى من آدميتَه..
الحياديةُ الجبانة..تساوقٌ رخيص غيرُ متناقضٍ مع الإنحياز النّفعي والمُتملّق للمنظومة السياسية والتي أخذت على عاتِقها مكانةً نوعيةً لأبراجِها العاجية..فباتت تنأى بنفسِها عن قاعدتِها الشعبية..مما أدّي إلى انحطاط في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتخبّط والمُتناقض ما بين أهدافه..وغاياته..
مستنقعُ باتت تتعفّن فيه المعايير الوطنية والأخلاقية..وقد أصابها ما أصابَ من العطب..
مستنقعٌ ..تتقلب فيه القِيم...ويُفَصّلُ فيه الدينُ وفقَ مقاساتٍ وستايلات خاصة..
مستنقعٌ.. لا يصلح أن تعيش فيه كائنات صحيّة ..بل لطفيليات ومخلوقات غريبة باتت تغزو أفكارنا وثقافتنا وأخلاقياتنا..
تدمّرُ أبناءَنا وأجيالنا..
كائنات لا تعيشُ إلا على قضم المبادئ.. وابتلاع القيم...لا لشئٍ إلا لإشباعِ نقصِها وعفنِها..
وعندما يتزاوج النقص مع الجهل بحضور مرجعيات مريضة مُتخلفة جعل من هذه النكرات والطفيليات تُصدّق نفسها أنها الحوت القادر على ابتلاع ما تبقى ..مساوية حجمها بحجم ما اغتصبته من قوت من يدفع الثمن..
لكنّها لا تعلم أنها تحمل في ذات جهلِها جيناتِ فنائها..وأسباب انقراضها ..
وعودتها لحجمها الطبيعي. .
فقط أسجل إعجاباً حزينا لتلك العبقرية التي أوصلتنا إلى هذا المستوى.