بالتزامن مع مؤتمر الرجوب والعاروري ...دوائر غربية تبرز "بشائر" تبلور الوحدة الفلسطينية 
تاريخ النشر : 2020-07-02 23:01

متابعة_ أحمد محمد: اهتمت بعض من الدوائر الغربية بالمؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب.
واشارت هذه الدوائر في أول رد فعل غربي عن هذا المؤتمر إن هذا التقارب يأتي في مبادرات تقودها كلا من حركة فتح وحماس، مشيرة في ذات الوقت إلى وجود جهات في حركة حماس تحاول التواصل  حركة فتح، الأمر الذي يثير من جديد تساؤلات عدة عن مصداقية حماس في هذا التقارب وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع. 

وتشير مصادر قريبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات خاصة ومقتضبة لدورية فورين أفيرز الأمريكية إلى أنها تشعر بالقلق من هذا التقارب الذي بات ملموسا في الضفة الغربية مع قيادات من حركة فتح، مشيرة إلى أنه وبعد سنوات من الانقلاب في قطاع غزة، تحاول حركة حماس حماس حركة فتح مرة أخرى وتتظاهر بالمساعدة في مقاومة الضم.

وأعربت هذه المصادر السياسية في حديثها للدورية عن توجسها من هذا التقارب الذي تجلى خلال الفترة الاخيرة ، وهو ما بات حاصلا على أرض الواقع الآن. 

اللافت أن التلفزيون البريطاني اشار في تقرير له إلى أن المؤتمر الصحفي المشترك بين الرجوب والعاروري طرح من جديد إمكانية التقارب الفلسطيني بين أكبر فصيلين بالشارع، وهو التقارب الذي بات مهما الان في ظل جملة التطورات السياسية والاستراتيجية على الساحة في ظل الأزمات التي تلاحق الساحة الفلسطينية نتيجة لمحاولات إسرائيل ضم المزيد من الأراضي بالضفة الغربية إلى حدودها، فضلا عن انعكس سياسات الاحتلال سلبا على الفلسطينيين. 

وعن هذه القضية تشير الدورية أيضا إلى تأكيد بعض من القيادات الفلسطينية على أهمية التقارب بين حركتي فتح وحماس، وهي الأهمية التي تتجلى الآن.
  
غير أن بعض من المصادر السياسية التي تحدثت للدورية اشارت إلى توجسها من إمكانية مراوغة حركة حماس لحركة فتح سياسيا وعدم صدق نيتها وخطواتها لتحقيق المصالحة بصورة كاملة. 
ونبهت هذه المصادر ، التي لم تكشف عنها الصحيفة، إلى أن السلوك الواقعي لحركة حماس على الأرض يؤكد ذلك، حيث لا تزال تسيطر على قطاع غزة وترفض دخول أعضاء الحكومة إليه، بالاضافة إلى انتهاجها الكثير من السياسات الظالمة ضد نشطاء حركة فتح والمظاهرة فقط برغبتها في التصدي لمحاولات إسرائيل ضم المزيد من أراضي الضفة إليها . 
وأشار مصدر فلسطيني إلى أن حماس ترغب فقط في حصد المكاسب والمراوغة سياسيا من جراء ذلك.  

اللافت أن ما يجري دفع ببعض من الأوساط السياسية الفلسطينية إلى الزعم بأن حركة حماس ترغب في السيطرة على الضفة الغربية بالمستقبل، حيث ترغب في الظهور في صورة الحزب البراغماتي المنفتح على الجميع بالضفة الآن، الأمر الذي بات واضحا مع هذه التحركات السياسية الأخيرة للحركة. 
بدورها أشارت مصادر أمنية إلى توجس مصادر أمنية فلسطينية من مراوغات حركة حماس، خاصة مع نشاط الحركة في الضفة الغربية ووجود حديث يشير إلى رغبتها ايضا في السيطرة على الأمور سياسيا هنا.

ونبهت هذه المصادر لصحيفة jns الدولية إلى أن حركة حماس هي المنتصرة وحدها من هذا التقارب، الأمر الذي يفسر سعيها الجدي إلى دعم هذا التقارب وتواصله بهذه الطريقة، خاصة في ظل الأزمات السياسية التي تعيشها القضية الفلسطينية الان في هذا الوقت الدقيق.

بدورها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج توجسه من هذا التعاون بين فتح وحماس، مشيرا إلى أن هذا التعاون من الممكن أن يؤدي إلى استيلاء حماس على الحكم في الضفة الغربية، وهو ماستدفع ثمنه السلطة الفلسطينية بعد ذلك. 

وأشار مسؤول كبير في السلطة إلى أن الأسلوب الذي انتهجته حماس في الانقلاب على السلطة في غزة ، وهو الانقلاب الذي لم يأخذ إلا يوما واحدا يمثل جرس إنذار يجب الحذر منه، خاصة وأن جميع القيادات الفلسطينية لم تنس السرعة التي حدث بها انقلاب حماس ، حتى أن مسؤولي حماس لم يصدقوا عيونهم، وفي غضون يوم واحد استولوا على غزة وألقوا مسؤولي فتح من الأسطح قتلى. 
عموما فإن التطورات الميدانية المرتبطة بالتحديات الفلسطينية الان تزيد من مخاطر ودقة المشهد الفلسطيني.