واقعنا الاجتماعي اليوم والتصدع الأخلاقي
تاريخ النشر : 2020-07-01 00:17

الواقع الاجتماعي في أيامنا يندى له الجبين، عندما نقارن  بين ما كان وما نحن عليه. فنحن نعيش أزمة قيمية، وما يحدث في مجتمعنا العربي من عنف دامي وانفلات وتسيب وتصدع أخلاقي، هو إثبات ودليل قاطع على الاخفاق والفشل الذريع في تربية أبنائنا واولادنا بصورة سليمة.

إننا نعيش في عصر ثقافة العنف والكراهية والفتن والعائلية البغيضة والطائفية المقيتة، وفي ظل تراجع وغياب القيم الاخلاقية التي كانت سائدة في الماضي، حد التلاشي.

وإذا تأملنا في واقعنا الأسري والعائلي نجد أن اللمة العائلية لم تعد قائمة، ولم يعد تبادل وتجاذب أطراف الحديث في الأسرة الواحدة، فنتيجة وسائل الاتصال الحديثة تباعدنا وتباعدت المسافات بين أفراد البيت الواحد، وأصبحنا دمى متحركة في العالم الافتراضي.

لقد عاش آباؤنا وأجدادنا في أجواء من التراحم والتكافل الاجتماعي والألفة والمحبة والتسامح، ولكن في زماننا هذا بتنا نفتقد لكل هذه القيم والأشياء.

فعلى ضوء الحال المتردي وأجواء العنف التي تسود قرانا ومدننا العربية كافة، هنالك حاجة ماسة وضرورة عاجلة للإرشاد والتنوير والتوعية المجتمعية ونبذ العنف المستشري، والاهتمام أكثر بالتربية والتعليم، وحل جميع المشاكل الاجتماعية العالقة، والتخلص من رواسب الانتخابات المحلية، ومحاربة وتذويب كل مظاهر التعصب العائلي والقبلي والعشائري والطائفي، والعمل على استعادة القيم الجميلة المفقودة، وتربية أبنائنا بشكل سليم، ونشر ثقافة التسامح واحترام الرأي الآخر، وحفظ السلم الاهلي المجتمعي. وهذه هي مهمتنا ومسؤوليتنا جميعًا، آباء وأمهات ومؤسسات تعليمية وأهلية وأحزاب وسلطات محلية ورجال دين، وكل الغيورين على مستقبل مجتمعنا.