تحشيد يسبق التمهيد
تاريخ النشر : 2020-06-24 10:48

شرعت العديد من الفصائل الفلسطينية المقاومة بحملة تحريض ضد الاحتلال الصهيوني سواء بالتصريحات او البيانات او المواقف وذلك على خلفية مخطط الضم لأراضي الاغوار وشمال البحر الميت والتوسع الاستيطاني, وهناك حالة من التحشيد الجماهيري لمواجهة هذا المخطط, وهو التحشيد الذي يسبق التمهيد لمواجهة شعبية ممتدة مع هذا الاحتلال الصهيوني البغيض, فقد دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور وليد القططي، إلى «توحيد طاقات الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيونية التصفوية، مطالبا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بإعادة المفاهيم والترتيبات التي بنيت عليها مشاريع التسوية, وقال القططي، في ندوة سياسية بعنوان «قراءة سياسية حول فكرة الضم وسبل مواجهتها»، إن حركته ترفض وجود الاحتلال الإسرائيلي ولا تعترف بشرعيته على أرض فلسطين. وشدد على رفض حركة الجهاد مخططات الاحتلال الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومنها خطة ضم الضفة الغربية والأغوار», وهو ما يوحي باستعداد الحركة لموجة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني عبر عنها بشكل واضح القيادي في الجهاد الاسلامي احمد المدلل فقال «نعول أولا وأخيراً على إرادة وقوة شعبنا في مواجهة جريمة الضم وغيرها من جرائم الاحتلال من خلال انتفاضة جماهيرية تشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال جنودا ومستوطنين في كل فلسطين وخصوصا في الضفة الغربية بؤرة الصراع الحقيقية في الأيام القادمة ، ونحن نعيش الحالة التي سبقت انتفاضة الحجارة عام الـ87 وانتفاضة عام 2000 الذي أبدع فيها الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال» وبات خيار الجهاد واضحا.

في المقابل دعت حركة حماس امس الثلاثاء، جماهير شعبنا الفلسطيني وجماهير الأمة العربية والإسلامية إلى ثورة جماهيرية غاضبة في كل مكان رفضاً لسياسة الاحتلال الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الحركة في بيان لها: « فلنهب يا شعبنا ويا أمتنا، ولتكن هبتنا ثورة جماهيرية عارمة في كل مكان، ليعلم العدو ومن خلفه أن في فلسطين رجالًا، وفي الأمة أبطالًا سيحمون الأرض والإنسان والمقدسات، رجال قادرون على لجم هذا العدو وصده حماية للتاريخ والقضية والأرض والشعب», وحماس تملك رصيدا شعبيا كبيرا في الساحة الفلسطينية, وتستطيع ان تفجر انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال.

وهي دعت الجماهير للثورة قائلة: «ليكتب التاريخ أن هذا الجيل من شعب فلسطين وشعوب الأمة قد حمى أرضه ومقدساته، وأفشل العدوان والمؤامرات مهما بلغت الأثمان», ان هذه اللغة الحادة المباشرة لحركة حماس في مواجهة مخطط الضم يعني انه لا خيار امامها سوى خيار المواجهة, وهي رسالة واضحة موجهة للاحتلال انه يخوض مغامرة غير محسوبة النتائج وعليه ان يدفع ثمنها, وبيان حماس موجهة لشعبنا وامتنا العربية والاسلامية, لان مخطط الضم الذي هو جزء من صفقة القرن , «ولأن الخطر القادم كبير وكبير جدًا ليس على فلسطين فحسب، بل على المنطقة بأسرها» حسب بيان حماس.

انها دعوة لثورة جماهيرية غاضبة في كل مكان رفضًا لسياسة الاحتلال الصهيوني بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة, وهذا يوحى بمدى خطورة الضم وتبعاته التي قد تؤدي الى استيلاء الاحتلال الصهيوني على «يهودا والسامرة» استجابة لمطالب اليمين الصهيوني المتطرف.

اننا نحذر من الركون الى ما أعلن عنه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات امس ان لدى الفلسطينيين ائتلافا دوليا يضم 192 دولة ضد خطة «اسرائيل» ضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة, وان “الائتلاف يضم المجموعة العربية أولا ومجموعة عدم الانحياز والمجموعة الافريقية والاوروبية”, فهذه المواقف لا يمكن الرهان عليها طويلا, ولا يمكن ان نضمن استمرار مواجهة هذه الدول لقرار الضم, كما لا يمكننا أن نركن الى مثل هذه التصريحات, فالتجربة علمتنا ان هذه المواقف تبقى شكلية ولا ترتقي الى اتخاذ أي خطوات عملية لمواجهة سياسة الاحتلال الصهيوني, لذلك يجب ان نعول على انفسنا وعلى شعبنا الفلسطيني لإحباط هذا المخطط, وان كانت السلطة جادة في معارضتها لمخطط الضم, فعليها ان تضغط على الاحتلال الصهيوني بالحراك الجماهيري, لان ما يخشاه الاحتلال ويحذر منه غانتس والمعارضة الصهيونية هو انفجار شعبي فلسطيني في وجه الاحتلال, وتصعيد عسكري في وقت صعب وحساس تمر به «اسرائيل», وعدم الرهان مطلقا على تماسك الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني, في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع قطاع غزة, فالضمانة الاولى الناجعة لانفجار الشارع الفلسطيني, هو قناعة السلطة وتحركها باتجاه هذا الخيار, وهي الوسيلة الانجع لإفشال مخطط الضم بحراك شعبي جماهيري داخليا وخارجيا وعلى كافة المستويات, يجب ان تتوافق السلطة مع الفصائل على خيارات المواجهة, كي تضمن نتائج حقيقية لإفشال مخطط الضم.