\"على أسوار دمشق\" الشاعر المصرى : على السيد
تاريخ النشر : 2014-07-30 02:13

أمـِّـى، خـطوب الموت تدنو، تزأرُ

أمّى، نجـوم الــرشــد خــابـت تخبرُ

 

أيـَّـام عمرى ترتجى صمتُ الوغى

الصـوت من أجـلِ الردى لا يصـبرُ

 

جـئـتُ دمـشـقاً فـى يـدى كرّاستى

أسـوارهــا بالــحـزن نــاحـت تهدرُ

 

نيـرانـهم بالـسَّـهل جـابت كـرمتى

أمـِّـى أجيـبيـنى مــتــى قــد أنــصرُ

 

أيُّ خـريـفٍ ذاك يـطوى زهرتى ؟

أيُّ عـيـونٍ تـلكَ تــعـوى، تـغــدرُ ؟

 

شـهباءُ أرض السلمِ غابت شمسها

والـذئـب فــى الـعـليـاء يدمى، يقْبرُ

 

نـاحـت ثـكـالى ضيعتى حزناً على

طـفـلٍ بــوادى الـنــار أضحى يزأرُ

 

غــابَ ولــم يـــلـقِ ســلامـاً للدمى

غــابَ ولــم يســــقِ بــذوراً تُبــذرُ

 

أرخـى الـدجــى أسـتارهُ فى رحْله

ألـقـى الــعلا رمــحــاً لــهُ لا يُنـظرُ

 

جادت ســرابيل الـوغى فى جرحهِ

أمـَّـا هــو الــدانــى لـنــصــرٍ يعـبرُ

 

أمـِّـى أجيـبى، لا تــردِّى صيــحتى

أمّى ، دمى فى الرملِ أضحى يُنـثرُ

 

أيُّ سـمـاءِ للــوغــى قــالــت لـهم ؟

أيُّ إلـهٍ للـــــردى قـــد يـــأمــــرُ ؟

 

الـمــوت للأطـفـال أضـحى شـرعةً

الـجـبـنُ للاوطــان هــدمــاً يبـــكرُ

 

رســولـــنــــا قـــال لنا أن للــــعـلا

تــراحــمــوا وللــهـوى لا تـفـتروا

 

شـيـخاً وطـفـلاً ونـســاءاً ارحــمـوا

عـلـمـاً وزهـداً وجـمــالاً أنـشــروا

 

هــذا عـلـيٌّ قــد عــلــت أخــــلاقــهُ

ما كـان بالـسيــف قــتــالاً يمــــكرُ

 

بـل كــان فى الأصـحاب نوراً سالماً

مـن ظلــمةِ الـجـهـل الذى لا يعذرُ

 

لـيـس الـحـسـينُ قــاتلاً كــى تقــتلوا

ما كــان إلا فى الــســلام الـمُـــظـهـرُ

 

جــادت غـيـومُ الـحـبِّ مــن أقـوالهِ

وللــعــلا مـن راحـتــيهِ تمـــطرُ

 

أيُّ رســولٍ قـــال أن لا تــرحــمـوا

والــديــن فـيــنـا رحــمــةً لا تنكرُ

 

أمِّى سئمتُ الخوف من أيدى البلى

أمـِّـى هـبـى أمْـنَـكِ حــتــى أكــبرُ

 

أمـِّى رواك الــنــومُ قســطاً وافـــراً

والجهلُ فى الأحشاء أضحى يبحرُ

 

يا أمـَّــةً فـى الخــلـق خانت مجـدها

المــجـد كــدَّاً لــيـس قــولاً يـــذكرُ

 

هــل تحــفظي من قولتى أهــزوجةً

عــلَّ عيونا غفلت ، لى تبصرُ

 

قد صـرتِ فـى أسـواقهم معـروضةً

نـفـطـا وأرضــأ وأنـاسـاً يُـنـحروا

 

أمـِّـى كـفـى جـهـلاً كفى صمتاً كفى

إنـِّـى جـريــحٌ مـن خــمــولٍ يجهرُ

 

قد ارضــعونى ضـادكِ القانى سنيـ

ـنـاً جـمَّــةً مـنـــهُ قــصــيـدٌ يـُنــذرُ

 

يــا أمـَّــتـى أن كـنــتُ فيـهم رافضاً

لا تنــقمى حـتـى زمــانــى يُــؤثــرُ