عودة فعاليات الفجر العظيم
تاريخ النشر : 2020-06-19 11:39

الدعوة التي وجهها خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، بالمشاركة الواسعة في حملة «الفجر العظيم»؛ بدءاً من اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك تأتي بهدف حماية الاقصى من مخطط التهويد، ورفضًا لضم الضفة الغربية المحتلة, بعد أن استشعر خطورة كبيرة باتت تهدد المسجد الاقصى بعد أن كثف الاحتلال من عمليات الاقتحام للأقصى, وكثف من تواجده على بواباته الرئيسية, واعادة انتشاره من جديد, واستمرار حماية جنود الاحتلال للمستوطنين اثناء اقتحامهم للأقصى, فبالأمس فقط اقتحمت مستوطنة متطرفة، باحات المسجد الأقصى المبارك، وهي تحمل بيدها زجاجة «خمر»، وفق شهود عيان من الأقصى, وقام حراس المسجد الاقصى بطردها من محيط الاقصى بالقوة. وهذا ما يدلل على أنه في الآونة الأخيرة، ازدادت عمليات اقتحامات المستوطنين المتطرفين للأقصى على شكل مجموعات، برفقة حراسات مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وسط قيامهم باستفزاز المصلين لافتعال ازمات تمكنهم من فرض واقع جديد داخل الاقصى, ودفع الحكومة الصهيونية لاتخاذ خطوات عملية لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا, وهو ما تطلب التنبه لهذه المؤامرات, والدعوة لشد الرحال للمسجد الاقصى, واعادة احياء فعاليات الفجر العظيم والتي تزلزل اركان الاحتلال وتحبط مخططاته العدوانية ومؤامراته تجاه الاقصى.

الشيخ عكرمة صبري أكد على ضرورة تكثيف التواجد في الأقصى، وخاصة من سكان البلدة القديمة وأحياء القدس كافة، استجابة لواجب إعماره والحفاظ عليه, ونحن نثق في قدرة اهلنا المقدسيين على تحدي كل العقبات التي يضعها الاحتلال من اجل الوصول للأقصى, وهو ما يتطلب ان يكون هناك احتضان لأهلنا المقدسيين من الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة ومن قبلهم السلطة الفلسطينية وذلك لتعزيز صمودهم وتصليب مواقفهم, وقيادة مرحلة النضال التي يدشنها اهلنا المقدسيون للتصدي لمخططات الاحتلال في الاقصى, هذه المرحلة التي تذكرنا بالملحمة التي دشنها المقدسيون في معركة باب الرحمة وخرجوا منها منتصرين, فالاحتلال كما يقول الشيخ عكرمة صبري يحاول منع فعالية الفجر العظيم, ولإحباط مسعاهم يجب زيادة أعداد المسلمين في المسجد فهذا يعطيهم مزيداً من القوة ويجبر الاحتلال على التراجع عن اقتحاماته وانتهاكاته المتكررة وأطماعه التي لا تتوقف بدعم من الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة بزعامة المجرم نتنياهو, والتي تعمل على تحقيق مخططاتها الإرهابية بفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين, وعلى أصحاب الوصاية على المسجد الاقصى, معركة منع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى أشد وأكبر من معركة البوابات, وتتطلب تكاتفا فلسطينيا ورصا للصفوف, فهي معركة موعودة للإسرائيليين يجب احباطها.

الاحتلال يسلك طرقاً عدة في محاولة لمنع حراك الفجر العظيم, فهو يقوم بإبعاد شيوخ القدس وموظفي الاوقاف والحراس والسدنة عن المسجد الاقصى, ويقوم بإبعاد المواطنين المقدسيين عنه, حتى أن أوامر الابعاد عن الاقصى طالت السيدات المقدسيات واهلنا في الاراضي المحتلة عام 48م, وهو يتذرع بأي أمور أمنية لإغلاق الطرق أو بوابات البلدة القديمة من أجل إعاقة وصول المصلين للمسجد الأقصى, وعدم الاستجابة للدعوة التي اطلقها نشطاء للحشد في صلاة «الفجر العظيم» اليوم الجمعة في المسجد الأقصى ومساجد الضفة الغربية, تحت عنوان «عودة الفجر العظيم في مساجد الضفة», لذلك فكل من يستطيع الوصول للأقصى اصبح لزاما عليه ان يشد الرحال اليه, انه واجب ديني ووطني واخلاقي, لان الاحتلال يعمل كل مما في وسعه لكي يؤثر في حالة الالتفاف الفلسطيني والعربي والاسلامي حول المسجد الاقصى, وهذا الالتفاف الشعبي هو الذي يمنع الاحتلال منذ العام 1967م الى الآن من فرض واقع جديد داخل الاقصى, كما حدث ويحدث في الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل, لذلك لا يجوز التهاون او التراخي او غض الطرف عما يخطط الاحتلال بفرضه في الاقصى, ولا يجب ان تحبطنا تلك المواقف الرسمية العربية والاسلامية التي تتنكر لواجبها في حماية المسجد الاقصى, فنحن كشعب فلسطيني وعربي واسلامي اولى الناس في حماية المسجد الاقصى المبارك والدفاع عنه من تلك المخططات التي يحيكها الاحتلال ليل نهار للسيطرة عليه واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, انها انتفاضة الفجر العظيم لحماية الاقصى واحباط مخططات الاحتلال.