ما بعد اوسلو...كيف سيكون الزمن الفلسطيني ...!!!
تاريخ النشر : 2020-05-26 16:37

الزمن وعاء شامل للاحداث التي نودعها داخل بناءه المتحرك ،

والمتنوع ..لذا فالزمن الفلسطيني ..يسير وفق ..مقولات .عقلية ..تتصف بالثبات والمرونة الوجودية

لانها تحاكي واقع وطني ثابت ...لا يخضع لمفاهيم التغير الذي يطرأ على عامل الزمن .

من هنا اقول ان فلسطين ما قبل اوسلو ..هي نفسها فلسطين مابعد اوسلو...

فلا تغير لمكونها التاريخي ..ولا تغير في مكونها الجغرافي

و لا تغير في مفهومها السياسي ...!!!

فالقيادة الفلسطينية ..التي شكلها الرئيس ابو مازن وفقا لمفاهيمه وبرنامجه السياسي جاءت في الماهية والكنه محاكية للقيادة التي شكلها الرئيس ابو عمار ..ولكن باشكال وادوات قد تختلف في البعد الفينومنلوجي لكنها ثابته في البعد الوطني بشقيه السياسي والفكري - والايدولوجي الجغرافي ..لكن هناك اختلاف في وسائل الوصول الى الهدف

فالرئيس الشهيد ابو عمار زاوج في وسائل النضال بين العسكري ( الكفاح المسلح ) وبين السياسي ( التفاوض)...وكان بارعا جدا في استخدام كل خيار على حده حسب متطلبات المرحلة ونوعها ..واهدافها ..لكن الرئيس ابو مازن ..احدث قطيعة نضالية وطنية شاملة مع خيار الكفاح المسلح ...واعلى من وتيرة نضاله السياسي ، وحول عقيدة ..قواتنا الفلسطينية بكل الوانها ..الى عقيدة سلام وامن ..داخلي ..ليس لها علاقة بفكرة التحرير او الكفاح المسلح ..بل واعطى اوامره ..لكتائب شهداء الاقصى الذراع العسكري الضارب لحركة فتح بالاستكانه والسبات وحتى حل نفسها وخروجها نهائيا من فكرة العمل المسلح...ايمانا منه برؤيته وبرنامجه لصنع السلام مع اسرائيل عبر التفاوض المقدس ..وعبثية سفك الدماء ...

لكن هذه الرؤية وهذا التوجه السلامي الحقيقي لابو مازن استطدم بصخرة اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يقوده بن يامين نتنياهو في رؤاه وعقيدته واحلامه ..وتبدد اربا بين التيه والمنفى ..والوطن المستحلم به ...بعد ان ازدادات حركة القضم الصهيونية لاراضي الضفة ..ورفضها لقيام الدولة الفلسطينية ..وشعورها الصارخ بعامل القوة التي تؤهلها لفرض فلسفتها واهدافها التوراتية المكبوتة في اعماق التوراة ..والتلمود ..والمزامير الداوودية ..والتي تؤكد ان يهودا والسامرة هي ارض توراتية يغضب الرب يهوى اذا فرطنا بها لذا علينا اعادتها لاحضان التوراة الاورشليمية التي ولدت كلماتها وانبثقت من فوق جغرافيتها ...وهنا رمي الرئيس ابو مازن في بئر يوسف..بعد ان تخلى عنه البعض من اخوته ..العرب .لذا فهو يفكر بكيفية الخروج من البئر والحفاظ على ماتبقى من جغرافية وطنه المستباح...والسؤال الكبير الذي يلقي بنفسه ..على الجميع ..هل يتحول ابو مازن ..الى شمشوم فلسطيني ؟!

وهل يطلق العنان لفكرة الكفاح المسلح ..ويطق سراحها من داخل سجون عقله الذي امن لاكثر من خمسين عاما بالسلام والحوار كوسيلة وحيدة لاسترجاع الحقوق الوطنية الفلسطينية ..ام سيبقي على حبسها لتموت معه وياتي جيلا فلسطينيا جديدا يحررها ويطلق سراحها من سجون العقول الماضية ؟؟؟خاصة وان الحقائق الوطنية والسياسية تؤكد عقم الحوار وفلسفة التفاوض التي لا تحميها قوة مادية على الارض..كعقم منطق ارسطو الذي لم يآت بالجديد لعالم الفلسفة المتجدد.