رسالة طريفة من ملفاتي الشخصية!
تاريخ النشر : 2020-05-23 22:19

هذه الرسالة الموجهة إلى مدير بريد لندن في بريطانيا اعتاد الفلسطينيون العاملون في البلدان العربية، أن يحتفظوا بها لكي يتمكنوا من مراسلة أهلهم الواقعين تحت الاحتلال، بهذه الطريقة المعقدة والغريبة، لأنهم لا يستطيعون مراسلة الأهل، لعدم وجود روابط بريدية بين الدول العربية وإسرائيل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

كان الفلسطينيون المغتربون يضعون رسائلهم إلى أهلهم في المناطق الفلسطينية المحتلة داخل هذه الرسالة، مكتوبا عليها عنوان الأهل في غزة أو الضفة، ويضعون معها طابعا دوليا، ليقوم مسؤول الرسائل في بريد لندن بفتح الرسالة الخارجية الموجهة لمدير بريد لندن، ثم يستبدل الطابع الدولي، بطابع بريد بريطاني، يُلصقه على الرسالة الداخلية، ويرسلها إلى بريد إسرائيل.

كانت هذه العملية جزءا من عذابات الفلسطينيين، ليس لأنهم يُضطرون إلى شراء طابعي بريد على الرسالة الواحدة، بل لأن رسائلهم كانت تخضع للمراقبة من دولتين، بريطانيا، وإسرائيل، كانت الرسائل تستغرق أكثر من شهر لتصل إلى الأهل.

إنها جزءٌ من المعاناة التي لم تُرصد ضمن ظلم وقهر الاحتلال، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان!