أجراس الخطر فى ليبيا!
تاريخ النشر : 2020-05-21 15:45

لست أتحرج مثل غالبية شعب مصر في المجاهرة بالتأييد المطلق للإرادة الحرة علي أرض ليبيا التي ترفض وتقاوم التدخل العسكري السافر من جانب حكومة أردوغان بالتعاون مع التابع القطري تميم والذي يستهدف تغيير أرقام المعادلة في المشهد الليبي لصالح فصائل الإرهاب والتطرف التي تدعم حكومة السراج في طرابلس.

وإذا كان ما تقوم به مصر هو أمرا طبيعيا يؤكد صدق التزامها بمسئوليتها التاريخية تجاه أشقائها فإن من حق شعب ليبيا في هذه اللحظات أن يسمع صوت الأمة العربية ويحس بيدها التي تمتد إليه لوقف وردع هذا التدخل العسكري السافر من جانب تركيا !

إنني أكاد أسمع أصوات وصيحات الشرفاء من أبناء ليبيا وهم يتنادون علي أشقائهم العرب من المحيط إلي الخليج أن يعلنوا وقوفهم إلي جانب الشعب الليبي ضد ألغام الفتنة التي يزرعها أردوغان فوق الأرض الليبية.

إن كثيرا من الرسائل التي وصلتني من داخل ليبيا تتحدث عن الثمن الباهظ الذي يدفعه الليبيون كل يوم منذ تسللت فصائل الإرهاب إلي ليبيا تحت رعاية ومباركة أردوغان الذي يزعم أنه جاء إلي ليبيا بطلب شرعي من حكومة السراج في طرابلس والتي لا تملك من أمرها شيئا حيث الكلمة الأولي والأخيرة لأمراء الإرهاب في طرابلس ومصراتة والذين يستهدفهم الجيش الوطني الليبي الذي يحاصر طرابلس منذ عدة أشهر بعد أن نجح خلال السنوات الأخيرة في تطهير المنطقة الشرقية ومعظم أنحاء ليبيا من هذه العصابات الإرهابية التي كانت تدير أنشطتها من قلب بني غازي ودرنة قبل تحريرهما!

وليت الأشقاء العرب المترددين في إعلان تأييدهم الصريح للجيش الوطني الليبي الذي يتصدي للغزو التركي السافر ويواصل مهمته لتطهير التراب الليبي من فصائل الإرهاب أن يعيدوا قراءة الصور التي رصدت حجم التأييد الشعبي للجيش الليبي في كافة المحافظات التي تم تحريرها تأييدا للجيش الذي استجاب لندائها وتفاعل مع حلمها المشروع في الخلاص من الإرهابيين الذين استباحوا كل شيء واستمرأوا جرائمهم تحت وهم الإحساس الخاطئ بأن لا أحد في ليبيا يملك القدرة علي مواجهتهم!

لقد حان الوقت لكي تقوم الأمة العربية بدورها من أجل تفادي وقوع كارثة عربية مفزعة تهدد سلامة ووحدة واستقلال التراب الليبي بتواجد قوات احتلال تركية تشكل خطرا علي الأمن القومي العربي .

إن ما حدث في معركة القاعدة الجوية المهجورة في منطقة « الوطية » جنوب غرب طرابلس والقريبة جدا من الحدود مع تونس تحمل إشارات ورسائل ينبغي فهمها وقراءتها جيدا وبما يحتم إجراء فرز شامل للمشهد الليبي وامتداداته، لأن ما بعد معركة « الوطية » ينبغي أن يختلف تماما عما كان قبلها!

خير الكلام:

<< . ليس من الحكمة أن تسمع أجراس الخطر وتلتزم الصمت !