بين أصمين يا بلد (د. طلال الشريف)
تاريخ النشر : 2013-11-03 17:06

كررت حديثي لمن هو على يميني

كان ضخم الجثة عريض المنكبين

لم يرد على ما قلته

رفعت صوتي أكثر

ولكن لا تعبير على قسماته إطلاقا

أدرت وجهي إلى النحيف الوسيم على يساري

سألته هل رحلتنا ستطول؟

لم ينبس هو الآخر ببنت شفة

رفعت صوتي، وقلت له بعصبية، الرحلة مطولة يا رفيق؟

لم يرف له رمش

استمر مثبتا وجهه نحوي بلا تعبير

عندها إلتفتُ إلى يميني لعريض المنكبين مرة ثانية

أشرت بالسبابة نحوه مرتين

رفعت يدي قرب رأسي

كورت أصابعي وهززتها في حركة دائرية مرتين

لكمني كالمجنون في وجهي بكل قوة

أدرت وجهي نحو اليسار مرة أخرى

وجدت النحيف الوسيم واقفاً كرجل المرور

مد يداً نحو عريض المنكبين

ويده الأخرى تملس في ذقنه مترجياً

عرفت لحظتها أن الرحلة ستطول

صار أمامي خيارين

إما أن أثور عليه

أو أن أغادر الحافلة