" أغاني المهرجانات".. فايروس جديد يهدد الذوق العام!
تاريخ النشر : 2020-05-15 00:00

غزة- إيمان الناطور: انتشرت مؤخراً ظاهره المهرجانات الشعبية كنتاج  لعدم الاستقرار السياسي  والمجتمعي، بالتالي ليعود الحديث عن أثر هذه الأغاني الشائعة بين أبنائنا  وخاصة الأطفال واليافعين يتجدد بالإضافة إلى المسلسلات الشعبية التي أصبحت تركز على قصص الأحياء الشعبية والعشوائيات التي تذيع القصص البطولية أو بالأحرى "البلطجية" ، وتربطها بفكرة الشهامة والنخوة والأخلاق لتنال إعجاب جماهيري واسع، قد يلحق حتى طبقة المثقفين  ذوي الوعي المرتفع .

وقد يغيب عن أذهاننا تأثير هذه السلوكيات التي يتم نقلها إلى جيلنا المعاصر عبر السينما وأغاني المهرجانات، فيقوموا بتقليدها لتنتقل إلى تصرفاتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كما لا يخفى علينا تأثيرها في تكوين شخصيات الشباب في مجتمعنا العرب  وقد تعددت الآراء حول هذه المسلسلات الشعبية وهذه الاغاني التي تروج لفكرة الانحراف والبلطجة والإدمان و تسمى بمفهوم اخر أغاني" المهرجانات" فالبعض مدحها والبعض الآخر ذمها وسيما، بعد أن أصبحت هذه الأغاني و هذه المسلسلات محط اهتمام ومتابعة الجميع  فأصبح يدمنها الأطفال واليافعين وحتى بعض المثقفين ما جعل الأمر يمثل خطراً خاصة وأننا اصبحنا نسمع هذه الاغاني الهابطة  في كل مكان في الشوارع والمقاهي وفي حتى غرف أطفالنا في بيوتنا وهي آخذه بالانحدار  نحو مستوى أكثر هبوطاً وخاصة أبطال المسلسلات الذين يشكلون نماذج يقوم شبابنا بتقليدها .

وفي هذا السياق تحدثت إلى" أمد للإعلام" الأخصائية النفسية ختام الشيخ علي،  رئيس قسم الاستقبال بمستشفى الطب النفسي بغزة عن امتداد مخاطر هذه الأغاني والمسلسلات قائلة :

" إنها تؤدي إلى جعل المستمع ضحية للظروف وتواسيه ليرضى بالقليل وتلهيه عن أهدافه وتجعله يقلدهم في كل شيء وتهدم الثقة بين الناس، وخاصة  الشباب المراهق في سن النضوج والإدراك فهو يميل إلى التقليد وتقمص الشخصيات بشكل مباشر بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تؤثر على اضطراب السلوك لديه ، أما الآثار الأكثر خطورة وتدميرًا تكمن في تأثيرها على السلوك العدواني والأخلاقي ، فهي تحول المستمع لبلطجي، لأن كلماتها عنيفة وفرضية فتتناول ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء  و تعاطي المخدرات، فرفقاء الدرب الأغاني المهرجانات هم المخدرات و زجاجة الخمر و الحشيش.

وعن الهدم الأخلاقي، فأغاني المهرجانات مليئة بالألفاظ الخارجة التي لا تناسب أي بيئة كانت فيما يخص الخمور والمخدرات والألفاظ الخادشة و قد يكون الأطفال عُرضة لتعلم تلك الألفاظ والأفعال، وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات بتأثر الطفل بما يشاهده ، لذا يجب أن يبتعد الأطفال قدر الإمكان عن مثل هذه الأجواء واستبدالها بمؤثرات بيئية إيجابية لأن الطفل والمراهق كما ذكرنا سابقاً سيتأثر بالبيئة والمحيطة ويقلد كل شيء يتأثر به .

ومن مركز حياة لحماية المرأة والطفولة تحدثت لـ "أمد للإعلام" الأخصائية الاجتماعية تركيا أبو كريم حيث قالت : إن إهمال الأسرة لأطفالها قد يؤديهم ليس فقط لمتابعة هذه السلوكيات الهابطة بل إلى تقمصها وتقليدها أيضا، فالوعي يلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر والمهمة الأكبر تقع على الأسرة في توعية أبنائها، وهذا ليس صعباً فالطفل من سن العشر سنوات فما فوق يبدأ بالارتباط بالواقع أكثر من الخيال ويمكننا توعيته وتعبئته بالسلوكيات القويمة وتنبيهه على بذاءة بعض السلوكيات المجتمعية الغير مقبولة .