جدل الأطفال وكورونا.. هل يصابون وينقلون العدوى؟
تاريخ النشر : 2020-05-14 22:40

لا يزال فيروس كورونا المستجد يخفي الكثير من الأسرار. فمنذ الأيام الأولى للوباء، كان التساؤل عن دور الأطفال في نشر الفيروس التاجي ملحاً. والآن، بينما تسمح بعض البلدان للمدارس ببدء إعادة فتح أبوابها بعد أسابيع من الإغلاق، يتسابق العلماء للإجابة عن السؤال.

و دعا أنتوني فاوتشي، كبير الخبراء في مجال مكافحة الأمراض المعدية بالولايات المتحدة، الكونغرس يوم الثلاثاء، إلى الحذر في القول إن الأطفال يتمتعون بمناعة، في ظل ظهور مرض نادر مرتبط بكورونا. كما أكد أنهم بدأوا يلاحظون ما لم تبينه الدراسات في الصين وأوروبا من ظهور التهاب نادر لدى الأطفال المصابين.

و ينقسم الباحثون حول ما إذا كان الأطفال أقل عرضة للإصابة ونقل الفيروس من البالغين. يقول البعض إن الأدلة تشير إلى أن الأطفال أقل عرضة للخطر.
فألاسدير مونرو، وهو باحث في الأمراض المعدية لدى الأطفال في مستشفى جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا، ذكر أن الأطفال ليسوا مسؤولين في معظم الحالات عن نقل العدوى، داعماً فتح المدارس، وفق ما ذكرت مجلة “nature”.

فقد عاد الأطفال في ألمانيا والدنمارك بالفعل إلى المدرسة، ومن المقرر أن يعود الطلاب في بعض مناطق أستراليا وفرنسا تدريجياً خلال الأسابيع القادمة.

يذكر إلى أنه لحتى الآن، لا يزال الأطفال نسبة قليلة من المصابين بكوفيد-19 أي أن أقل من 2% من الإصابات المبلغ عنها في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة كانت لأشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

و يقول غاري وونغ، باحث في طب الجهاز التنفسي للأطفال في جامعة هونغ كونغ الصينية لا يرى "أي سبب بيولوجي أو وبائي قوي للاعتقاد بأن الأطفال لا يصابون بالعدوى (..) طالما أن هناك عدوى بين البالغين، فإن إعادة فتح المدارس من المرجح أن تسهل انتقال الفيروس"، مطالباً بوضع أنظمة مراقبة واختبار جيدة قبل إعادة فتح المدارس.

وإذا كان للأطفال دور فعلاً في نقل الفيروس، فمن المحتمل أن تزداد العدوى في الأسابيع القليلة المقبلة في البلدان التي عاد فيها الأطفال بالفعل إلى المدرسة، وفق العلماء.

لكن حسم الجدل سيتطلب دراسات تشمل اختبارات لوجود الأجسام المضادة في الدم كعلامة للعدوى السابقة.

ويدرس علماء آخرون الاستجابات المناعية للأطفال لمعرفة سبب ظهور أعراض أكثر اعتدالاً من البالغين عند الإصابة، وما إذا كان ذلك يقدم أدلة على العلاجات المحتملة.