بعض المنظمات الدولية  تمكيج الواقع المؤلم
تاريخ النشر : 2020-05-10 08:13

كثيرا ما تستخدم  بعض المنظمات الدولية مصطلح Resilience " الصمود " في وصفها  لقدرة سكان قطاع غزة  على العيش تحت الحصار.. هذا المصطلح الجميل قصد به  أن  الحصار على قطاع غزة لم  يقتل الناس بعد. هو مصطلح يدغدغ مشاعر البعض  و لكنه يخفي وراءه معاني سلبية خطيرة.  فهو يعني أن الوضع، رغم قساوته مازال محتملا.  وأن الناس يعيشون حياتهم كالمعتاد. هذه المؤسسات تعتمد على مؤشرات شكلية و كمية دون الغوص في تداعيات الحصار على  جودة الحياة حاضرا و مستقبلا . أتذكر  أن مؤسسة أممية نظمت مؤتمرا إقليميا عن قطاع غزة  كان عنوانه الصمود  resilience .
هو مصطلح  يصطنع بطولة وهمية غير إنسانية لسكان قطاع غزة.  هذا المصطلح  يصب في صالح المؤسسات التي تعتاش على إدارة الازمة و  بقائها و يعفيها من بذل جهد حقيقي لإنهائها. كنت أقول لكل الوفود الأجنبية التي تصف الوضع في غزة بهذا الوصف " مادام الوضع جيدا كما تراه فلماذا لا تعيش هنا معنا.
هو مصطلح عنصري و إستعلائي بإمتياز عندما يقوله شخص ينعم  بحرية الحركة و السفر و العمل و  يشرب مياه نقية و يتمتع بخدمات صحية راقية و مطمئن لمستقبل أبنائه لشخص  محروم من كل هذه الأساسيات.

حقيقة الامر أن الجميع في قطاع غزة : البشر و المؤسسات و الجماد و النباتات و الحيوانات مرهق جدا و يموت يوميا ألف  مرة. من حق الناس في قطاع غزة كما في أي منطقة في العالم  أن ينعموا بحياة طبيعية. 
كتبت كثيرا أن  الانقسام الفلسطيني و الحصار الإسرائيلي  كانا  كالدجاجة التي  تبيض ذهبا لبعض المنظمات الدولية التي لا تعاني من أيهما. بعض هذه المؤسسات تعتاش  على  ضعف و إنشطار النظام السياسي الفلسطيني.منظمة الأمم المتحدة التي  تحولت إلى مقاول في إعادة إعمار قطاع غزة و مازالت هي مثال مؤكد عن كيفية إستفادة المؤسسات الدولية من غياب الدور  الرسمي و الاهلي في عملية إعادة الإعمار. كنت قد كتبت عدة مرات  عن خطورة تولي الأمم المتحدة عملية الإشراف على إعمار قطاع غزة. 
مصطلح الصمود هو  كمن يضع السم في العسل ، شكله جذاب و باطنه قاتل.