مقابر غزة لم تعد تسع الموتى!
تاريخ النشر : 2014-07-26 09:23

\"\"

أمد/ غزة - رويترز: أصبح أكثر من نصف قطاع غزة منطقة محظورة نتيجة القصف الإسرائيلي والتوغل البري خلال القتال الذي بدأ منذ نحو ثلاثة أسابيع مما أدى الى بحث الأحياء والموتى على حد سواء عن مكان آمن للراحة.

وأصبحت الكثير من المقابر بالإضافة الى أحياء كاملة كان يقطنها في وقت من الاوقات مئات الاف السكان أماكن بالغة الخطورة بدرجة تحول دون الإقتراب منها، مما دفع بعض العائلات الى تكديس موتاهم الذين سقطوا ضمن 800 شخص قتلوا في القصف في مقابر قديمة أو مملوءة بالجثث في مناطق آمنة نسبياً.

وعُلقت لافتة خارج مقبرة الشهداء بشمال غزة تشير الى أنها كاملة العدد مثل مقابر كثيرة غيرها في القطاع الساحلي المزدحم، لكن هذا لم يمنع مواكب الجنازات من الحضور. وقال حفارو القبور انهم لجأوا الى دفن شخصين في حيز يتسع لشخص واحد فقط أو فتح مقابر قديمة للعائلة وجمع عظام شاغليها ووضعها في جانب من القبر لدفن جثمان جديد.

وأوضح أبو بلال الذي يعمل حفارا للقبور: \"في الأوضاع الطبيعية يذهب الناس الى مقابر الشهداء في الشمال أو يدفنون موتاهم في مقابر منفصلة. لكن ليس هناك شيء طبيعي هذه الايام.\" ولوح بيديه المتسختين وهو يجفف عرق جبينه بساعده واشتكى من أنه رغم قيامه بدفن المئات من ضحايا الحرب فإن دفن الاطفال القتلى يهزه.

ورغم أن التجمعات تجذب اهتمام الطائرات الاسرائيلية بدون طيار التي تعتبر المساحات المكشوفة مواقع محتملة لإطلاق الصواريخ فإن علي حسن ومجموعة صغيرة من المشيعين وصلوا الى المكان. وقتل الشاب الذي كانوا يدفنونه في ضربة جوية اسرائيلية على منزل عائلته وسط غزة يوم الاربعاء. أما الذين نجوا من سكان المنزل فقد هربوا تاركين أطقم الانقاذ التي عملت لمدة يومين لإخراج جثته من تحت الأنقاض. وقال حسن \"اسرائيل لم تشرد الأحياء وتجبرهم على البحث عن ملاذ وحدهم فنحن لا نستطيع دفن موتانا في مقابر منفصلة. يجب دفنهم مع جثث الأقارب\". وأضاف \"ليس لدينا وقت لنرتاح سواء كنا أحياء او أموات\".

وفر أكثر من 150 ألف شخص الى ملاجئ الامم المتحدة بما فيها مدرسة قصفت امس الخميس وقتل فيها 15 شخصاً. وانتقلت أعداد لا تحصى للإقامة مع الاقارب.