بقيت القُبلة معلقة إلى حين
تاريخ النشر : 2020-04-29 16:19

وقفت أمامه وقبلت جبينه ووضعت يديها عليه وهمست له :"الشمس غائبة اليوم، والكون مظلم وغصة ألمك تخنقني ،كلما اقترب موعد سفرك ،المتبقي منه القليل.

كأني أراك اليوم، ولم تمازحني طيلة عمري، ولم تحتضنني .

هل لك أن تقف الان وتقبلني؟ لعل قبلتك تعيد للكون نوره.

حاول، قف على قدميك وخذني إليك حتى أستشعر الأمان الذي كان.

جاءها صوت الطبيب من بعيد:" ضعي كمامتك ،المريض نائم وحديثك معه خطر على صحته!
تخنقت بدموعها وتمتمت :"أنا خطر على صحتك، أتسمعه ؟؟
يديها تجمدت شعرت بقبضة تضغط عليهما، عيون تفتحت جعلت زرقة السماء تعود والكون يضيئ.

تمتم بحروف غير مفهومة، اَخرها:" سأقف وأقبلك, وأحضنك حضن يشفي قلبي بعدد ما سأغيبه من أيام.

عاد صوت الطبيب :"جهزوا المريض بسرعة لا يوجد وقت كافي، الإسعاف جاهز لنقله!
صرخت: اسمه أبي ليس مريض.

أخرجوها بقوة وعيناها معلقة بسريره تنتظر وقوفه ،لتنعم بحضنه وقُبلته قبل سفره.
لم يقو على الوقوف وقبلها بدمع عينيه.

غادرت المكان وبقيت القُبلة معلقة إلى حين عودة!