الأزهر الشريف 1000 سنة من العلم والنضال والتنوير
تاريخ النشر : 2020-04-27 12:31

الحلقة الأولى: شيوخ الازهر

لفت انتباهي وانا اقرا تاريخ الجزائر ارسال الامير عبدالقادر الى الازهر يستشيره في القضايا الحساسة التي كانت تواجهه اثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي ثم انتبهت الى ثورة فلسطين التي قادها الشيخ الازهري عز الدين القسام والحاج امين الحسيني وثورات مصر العديدة التي كان الازهر في قلبها لاسيما ضد الحملة الفرنسية وكيف قتل ازهري شامي -سليمان الحلبي-قائد الحملة كليبر نائب نابليون و لفت انتباهي كذلك البعثات التعليمية الازهرية في الجزائر وبلاد افريقيا واسيا والعالم لتعليم اللغة العربية والدين الاسلامي فاتجهت الى قراءة الازهر تاريخه ورجاله ومسيرته والمؤامرات عليه.. وانتهيت الى دراسة شاملة عن ذلك بمنهج استقصائي تحليلي شمولي وفي سياق حضاري في اطار معركتنا المتواصلة في مواجهة الحملات الاستعمارية بجيوشها ومستشرقيها وهنا ابدي اشارة للموضوع وسأواصل الحلقات ان شا الله لاكمل الصورة تماما.. اسال الله التوفيق في تبيان قيمة الازهر ودوره هذه المنارة العظيمة.
احد اهم العلامات الفارقة التي يتميز بها الازهر تكمن في شيوخه العظام وهيئة كبار العلماء فيه هؤلاء الرجال الذين كانوا الى ابعد حد يعبرون عن ارادة حرة وقوة وحيوية وتوسع معرفي للدفع بالاسلام بعيدا عن التطرف والغلو في اوساط المسلمين وتبني قضايا الامة.ولازال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.

لم يتسن لاي من منارات العالم الاسلامي ما توفر للازهر من دور عالمي متواصل عبر 10 قرون وقد تميز الازهر بصفات متعددة جعلت منه بحق قلب الامة وضميرها فبعد القضاء على تطرف الفاطميين وغلوهم عاد الازهر الى طبيعة الدين المتجانس الصافي وهنا يمكن متابعة شيوخ الازهر وسيرتهم وادوار الازهر في مصر والوطن العربي وافريقيا والعالم باسره.

اول ما يتميز به الازهر هو شيوخه اي من يتجشم مسئولية الامام الاكبر يصبح في كامل الجهوزية للدفاع عن الاسلام ورسالته هكذا كان حال معظم شيوخ الازهر الثماني واربعين فمنذ شيخ الازهر الاول الامام محمد بن عبدالله الخراشي حتى الامام احمد الطيب سجل شيوخ الزهر ملاحم البطولة في التصدي للاستعمار الفرنسي والبريطاني والامريكي والصهيوني كما كان التصدي الباسل للانحراف السياسي والحاكم والمواجهة الصنديدة لتيارات الغزو الفكري و كان تنصيب شيخ الأزهر يتم باتفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه ثم يقومون بإخطار ديوان أفندي سكرتير عام ديوان القاهرة، ليقوم بإبلاغ الوالى باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الإختيار..

ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.

وهنا تسمع مواقف سجلها تاريخ شيوخ الازهر
شيوخ الازهر في مواجهة الطاغوت والفساد.. وهذه احدى فتاويه: “الخديو توفيق قد مرق من الدين مروق السهم من الرمية لخيانته لدينه ووطنه وانحيازه لعدو بلاده”.

شيخ الازهر الشيخ إبراهيم الباجوري:
كان الخديوي عباس الأول يحضر دروسه ولايقف له الشيخ بل يجعله يجلس بجوار التلاميذ.
أصدر الخديوي إسماعيل ـ لأول مرة في تاريخ مشيخة الأزهر ـ قرارا بعزل الشيخ العروسي من المشيخة دون أن يبدي الأسباب، وقد عزا البعض قرار العزل إلى خوف الخديوي من قوة الشيخ أن يقوم بثورة ضد الخديو بعد أن ساءت الأحوال المعيشية في عهده بينما كان الخديو يعيش حياة مترفة.
، شيخ الأزهر الشريف السادس عشر، إنه كان من علماء مصر الأعلام، وامتاز بالتضلع في الأدب وفنونه، والتقدم في العلوم العصرية، وكان هذا نادراً بين علماء الأزهر
الشيخ عبدالله الشرقاوي:
كانت له مواقف شجاعة أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وارتفع إلى زعامة المقاومة الشعبيَّة، وطلب من الحاكم العدلَ بين الناس، ورفع الظلم، وإقامة الشرع.وقام محمد علي باشا بوضع الشيخ الشرقاوي تحت الإقامة الجبرية في محاولة منه للقضاء على نفوذ علماء الأزهر.

أحمد عبد المنعم بن صيام شيخ الأزهر في الفترة بين «1182هـ -1190هـ / 1767 م - 1776م»، وكان عالما في الطب علاوة علي علوم الدين.

الشيخ محمود شلتوت،
ويعتبر الشيخ محمود شلتوت أول من حصل على لقب الإمام الأكبر. وهو عالم كبير مجدد له طول باع في مواجهة قضايا العصر ووحدة الامة

الشيخ محمد الخضر حسين1952م، وهو جزائري الأصل.. وهو عالم علامة على مستوى قيادة الازهر وكانت له اداوار كبيرة في توسعة نشاط الازهر.

كان الازهر حصن الامة في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر عندما اعلن النفير العام و ودعا الشعب الى الوقوف في مواجهة عدوان فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني

شيخ الإسلام الامام الاكبر الشيخ عبدالحليم محمود رضى الله عنه القائد الروحى للقوات المسلحة المصرية فى حرب اكتوبر 73 وقائد التعبئة الروحية ،وقد رفض أن يكون مع الرئيس محمد أنور السادات فى زيارته للقدس.

أما شيخ الازهر جاد الحق فقد أفتى : من يذهب إلى القدس من المسلمين فى ظل الاحتلال آثم آثم
شيخ الازهر سيد طنطاوى: " زيارتي للقدس لن تتم فى ظل الاحتلال الإسرائيلى"

- الإمام الأكبر أحمد الطيب: زيارة القدس فى ظل الاحتلال لا تحقق مصلحة للمسلمين

في الازهر كان موقع الامام دوما هو للاعلم والانقى والاطهر والاوعي وكان شيخ الازهر وهيئة كبار العلماء دوما تعيش الاستقلالية فصنعت بثقافتها الحرة الموسوعية تيارا شعبيا اصبح هو الامة بعقيدتها وفقهها المتعدد والمتسع لكل المذاهب الاسلامية.

وفي موقع الامام لم يكن حكرا على جهة او طبقة او بلد فلقد كان المصري والشامي والجزائري وكان الصوفي والسلفي والفيلسوف والطبيب

في موقع القيادة تمتع الازهر دوما بقيادة تاريخية تدافع عن قضايا الامة وتشحذ الهمم نحوها .. هذه اشارة لما كان عليه شيوخ الازهر رحمة الله عليهم..