إنه الوقت المناسب لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر : 2014-07-25 23:48

مع مرور ثمانية عشر يوما على الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ومع الإنجازات المرموقة التي حققها قطاع غزة و المقاومة ، ليس فقط على المواجهة العسكرية بل على الصعيد السياسي و الاعلامي و القانوني ، وطبقا لمعادلة التكفلة و العائد ، و التي يجب أن تحكم أي قرار فقد بات من من المناسب ، حسب رأيي أن تتعاطى قوى المقاومة بمرونة و إيجابية مع مقترحات وقف إطلاق النار أخذا في الاعتبار الإنجازات المتحققة التالية :-

• أثبتت المقاومة بما لا يدع للشك أنها قادرة على الوقوف بصلابة في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية المتنوعة و المتطورة . و تكبيدها خسائر فادحة و التأثير بشكل كبير على مجريات الحياة في إسرائيل على الصعيد الاقتصادي و السياسي و السياحي و الاعلامي و على صورتها في الغرب.

• إبراز قضية الحصار الاسرائيلي المفروض منذ 2007 ، و إن خفف بشكل ملحوظ بعيد حادثة إسطول الحرية في نهاية مايو 2010 إلى دائرة الاهتمام الرسمي و الشعبي العربي و الدولي. لقد باتت قناعة الكثير من دوائر إتخاذ القرار في الغرب أنه لا بديل عن رفع الحصار عن قطاع غزة ، ثلاث حروب في سبع سنوات لم تحل مشكلة غزة و حماس ، لذا يجب العمل لتجنب حربا رابعة.

• إعادة الاهتمام الشعبي و الرسمي العربي و الاسلامي و الغربي بالقضية الفلسطينية عامة و بمأساة قطاع غزة خاصة ، والذي تمظهر في عشرات المظاهرات الضخمة في عشرات المدن حول العالم بما يؤكد مرة أخرى أن القضية الفلسطينية مازالت قضية هامة و يحب العمل على إيجاد حل إستراتيجي لها .

• تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني و التي تمظهر في خطاب الرئيس محمود عباس و بيان القيادة الفلسطينية حيث أخذا موقفا ملتصقا كليا بموقف المقاومة . مع الحاجة لتحويل هذ الموقف إلى أفعال . سوف يحسب للمقاومة وصمود أهلنا في قطاع غزة فضل تحقيق الوحدة الفلسطينية و هو ما لم تحققه عشرات جولات الحوار و العديد من إتفاقيات المصالحة .

• إعادة و تعزيز روابط الاخوة و وحدة المصير بين الضفة الغريبة و القدس مع قطاع غزة ، و التي تأثرت سلبا في سنوات الحصار وذلك من خلال المسيرات الحاشدة التي جابت مدن و قرى الضفة الغربية و كذلك مناطق 48 .

• تحسين الاجواء في المحيط العربي منها على سبيل المثال عودة العلاقات الرسمية بين قطر والسعودية وعودة التواصل ، وإن كان على إستحياء بين مصر و قيادة حماس. كذلك ساهمت المقاومة في عودة الاهتمام الرسمي العربي بالقضية الفلسطينية .

في تقديري إنها إنجازات كافية و مقنعة جدا تبرر التعاطي الايجابي مع مبادرات وقف إطلاق النار سواء إن كانت المبادرة المصرية أو مبادرات أخرى . إن الانجاز على صعيد المقاومة سيتبعه عمل سياسي حثيث لديه القدرة الفائقة على توظيف إنجاز المقاومة إلى ثمار على المستوى السياسي و الوطني . فالعمل لن يتوقف مع إنتهاء العدوان بل سيتواصل و بوتيرة متسارعة لفك الحصار الظالم و تعزيز الوحدة الوطنية و تفعيل العمل الفلسطيني و ترميم العلاقة مع المحيط العربي بما يعيد القضية الفلسطينية للصدارة

إن قطاع غزة يتعرض لعدوان لم يسبق له مثيل في قسوته و تدميره و وقد أنتج مأساة إنسانية غير محتملة. آلاف المواطنين و العائلات إجبروا على ترك منازلهم دون أن يحملوا أي من ممتلكاتهم مع إنقطاع متواصل للكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا في ظل أجواء الصيام المباركة و شدة الحرارة و شح في الكثير من السلع الاساسية. و الاهم من ذلك كله مئات الشهداء و آلاف الجرحى و تدمير آلاف المنازل و البنية التحتية.

إن صراعنا مع إسرائيل لا يحسم بمعركة واحدة أو بالضربة القاضية بل هو مسار طويل من النضال بكافة أنماطه ، هذا المسار يتضمن الكثير من محطات المواجهة و التهدئة و تجميع الانجازات ، ليس في مجال المقاومة في معناها الضيق ، بل في معناها الواسع الذي يتضمن حماية و تقوية الجبهة الداخلية وتحديث النظام السياسي الفلسطيني وإجراء إنتخابات تجدد الحياة فيه و إحداث تنمية بشرية مستدامة مستقلة عن التمويل الدولي و تعزيز حالة التضامن الدولي مع قضيتنا حتى ننال حقوقنا في الحرية و الاستقلال .