واقع .. لابد لأن نتجاوزه
تاريخ النشر : 2020-04-22 21:45

لا يختلف أهلنا وأبناء شعبنا اننا نواجه واقعا مريرا يهدد وجودنا الوطنى فى ظل هجمة متصاعدة تقودها الادارة الامريكية العنصرية وحليفتها الصهيونية التى استطاعت ان تفرض هيمنتها على هذه الادارة وتتحكم بالقرارات الامريكية التى تستهدف وطننا ووجودنا وكل احلامنا , وتتخذ قرارات وترسم خططا لتحقيق اغراضها فى ظل غياب عربى وتقاعس دولى . الموجة الاخيرة من استهدافنا تتمثل فى انتصار نتنياهو بعد اتفاقه مع جانتس وتخلصه من حلفائه ليسير سريعا نحو ضم ما تبقى من الضفة الغربية فى الاغوار وشمال البحر الميت والسيادة على المستوطنات . لم يقبل نتنياهو بتاجيل ضم الاراضى العربية الذى اقترحه جانس وبدا يبحث المخططات الاحلالية مع الادارة الامريكيه التى فرضت ما اراده نتنياهو على العنصرى جانس فهو لا يختلف عن نتنياهو فى توجهاته الصهيونية العنصرية ولا يختلف عن القيادات الصهيونية الاخرى مثل ليبرمان وكحول ناتان وغيرهم . امام هذه الهجمة الصهيونية الامريكية وما اتخذته من قرارات تخالف الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحده استهدفت اقتلاعنا من هذا الوطن فى كل اجزائه . وبالرغم من صمود شعبنا وتضحياته وما قدمه من شهداء واسرى ومعتقلين وجرحى لكن هناك عوائق تقف امام هذا الشعب تهدد وجوده فى المدى القريب لا بد ان نتعرض لها وصولا الى مالعمل ؟؟؟
اولا :- لا تدرك قيادات العمل الوطنى او قد تدرك لكنها تنصاع الى مصالحها الشخصية والفئوية غير مقدرة لحجم الاخطار التى تحيق بهذا الوطن واهما الدولة اليهودية العنصرية التى يخطط نتنياهو لتحقيقها فى ظل اعتراف امريكى وتجاهل دولى . وفى ظل ضم اراضى الضفة الغربية او معظمها كمرحلة اولى يتبعها تنفيذ لمخطط الضم الكلى . والتغول الاستيطانى وتوسيع المستوطنات والسيادة عليها بالاضافة الى تهويد القدس والاستيلاء على اراضى الحرم الابراهيمى .
ثانيا :- تتوجه القيادة الصهيونية بعد ان اتفق جانس ونتنياهو على تطبيق الخطة الامريكية ( صفقة القرن ) التى ليس من المستغرب ان تدعمها بعض الانظمة العربية التى تنسق مع الادارة الامريكية والعدو الصهيونى حيث اقامت تطبيعا مع هذا العدو وباركت تحركاته التى تستهدف وطننا وقضيتنا وهذا بدا تنفيذه فى الحديث عن ضم الاراضى والمستوطنات وصفقة القرن قادمة قبل الانتخابات الامريكية فى نوفمبر القادم .
ثالثا :- رغم انتشار وباء الكورونا فى محيط الكيان الصهيونى وفى امريكا الا ان هذا لم يمنع من تفكير هؤلاء وتخطيطهم لاتمام الصفقة وكانه توجيه الهى تلموذى للاستجابة لنداء السماء . وتحقيق وطن لليهود وحدهم فى فلسطين لشعب الله المختار فى ارض الميعاد كما يحلمون ويخططون .
وامام ما يدور ويتعرض له شعبنا ووطننا ماذا يجب ان نعمل ؟؟
اولا :- ان كل فلسطينى فى الوطن وفى الشتات وكل الفصائل الفلسطينية وعلى راسها فصائل المقاومة وكافة الرموز الوطنية تتحمل المسؤلية الوطنية للتصدى لهذا الخطر الداهم الذى يهدد وجودنا فى القريب العاجل . ولن تبقى لنا سيادة او حكم او وزارات او سفارات فكل هذا سينتزعه العدو الصهيونى بمساعدة امريكية وتجاهل دولى . لن يفيدنا التنسيق الامنى ولا المفاوضات العبثية التى ينكرها هذا العدو ويتنكر لحل الدولتين بل ويتنكر لكل حق منحقوقنا .
ثانيا :- ان تحقيق الوحدة الوطنيه التى تشمل القوى الوطنية التى امنت ان منظمة التحرير الفلسطينية هى اداتنا الوطنية تقود شعبنا فى الوطن والشتات نحو التحرير والعودة واقامة الدولة الفلسطينية .وهنا لا بد ان ننهى الانقسام المخجل الذى تحقق بين الفصيلين حماس وفتح لا بد ان ننهى بعزيمتنا وارادة جماهيرنا الخلاص من هذا الانقسام الذى يشكل حاجزا امام نضالنا وممزقا لوحدتنا ومقاومتنا . ورغم توجه شعبنا بكل فئاته للمطالبة بانهاء الانقسام الا ان هذه المطالبة قوبلت بالرفض والتجاهل الامر الذى يهدد نضالنا ووحدة شعبنا والتصدى لهذا العدوان الصهيونى الامريكى . لا بد ان يفكر كل منا بتحقيق انهاء الانقسام فهو يرتبط ارتباطا مباشرا بالتغلب على هذا العدو وانهاء الاحتلال . واقول ان الفصائل الفلسطينية مطالبة ان يكون لها دور متميز فى تحقيق هذا الامر انهاء الانقسام .
ثالثا :- علينا ان نعيد البنية التحتية للفصائل الوطنية لان المرحلة القادمة ستكون معركة مواجهة لهذا العدو ليست مظهرية وانما ستكون مستهدفة لكوادرنا وعناصرنا الوطنية فى كل المواقع وفى كافة الميادين وليتحمل جيل الشباب مسؤلية هذه المواجهة والتصدى للمستوطنين الذين يستهدفون قرانا ومدننا واهلنا .
رابعا :- اولى الخطوات العملية تتمثل فى تسليم قطاع غزه الى القيادة الشرعية الفلسطينية وتطيق كافة القوانين بشفافية على شعبنا فى شطريه دون تمييز مع تطيق كافة الاتفاقات التى وافقت عليها الفصائل والرموز الوطنية فى القاهرة فى اكتوبر 2017 . ان الشروع فى بناء مؤسساتنا فى ظل الوحدة الوطنية سيشكل المحطة الرئيسية فى مقاومتنا مقاومة كل الشعب وننهى هذه الثغرة التى شكلت ضعفا فى بنياننا الوطنى .
خامسا :- المقاومة الشعبية مقاومة كل الشعب فى الوطن والشتات بكل خياراتها هى عنوان نضالنا فى المرحلة القادمة . لا بد ان ندافع عن هذا الوطن ولا نسمح لقطعان المستوطنين ان ينتهكوا مقدساتنا وقرانا ومدننا . وان نحمى شعبنا ونتصدى لهذا العدو . ان شعبنا يستحق منا ان نقف على ارادته ونحترم هذه الاراده . لان شعبنا لم يبخل علينا بتضحيات كبيره من شهداء واسرى وتضحيات .
للحديث بقية فى الجانب العربى وفى الجانب السياسى وهذا تتحمله الجاليات الفلسطينية فى الشتات لاقامة تحرك على ساحات العالم فى الدول الصديقه فى ظل شفافية الاداء وجدية العمل . وعلى المستوى الدبلوماسى لا بد من وضع خطة لسفاراتنا ومؤسساتنا بكفاءات تكون قادرة على حسن الاداء .