الكورونا لا تستثني المساجد في رمضان
تاريخ النشر : 2020-04-22 18:29

أيّام قليلة تفصل العالم العربي والإسلاميّ عن شهر رمضان، هذا الشهر الذي سيكون متمايزا عن سالف الشهور نظرا للظرف الخاص التي تعيشه هذه الدّول جنبا إلى جنب مع بقيّة دول العالم. فيروس الكورونا الذي أقضّ مضاجع النّاس حول العالم وألزم مليارات البشر البقاء في منازلهم سيجعل هذا الرمضان بلا مثيل في التاريخ الإسلاميّ.

في الأثناء، تستنفر الدول الإسلاميّة كلّ إمكانيّاتها لمحاربة فيروس كورونا ووأده قبل أن يستفحل ويخرج عن السيطرة، بعض هذه الدول كإيران وتركيا قد انتشر فيها الفيروس بالفعل كالنار في الهشيم، وبعضها الآخر يسعى لكبح الوباء ووأده في مهده، وفي كلتا الحالتين، يستلزم التعامل مع وضع وبائي مثيل الكثير من الحزم وبعض التضحيات التي قد تكون موجعة.
وكما هو متوقّع، ستبقى المساجد موصدةً خلال شهر رمضان في جُلّ الدول الإسلامية وربّما كلّها، ولن تُقام فيها صلاة الفريضة ولا نافلة التراويح، والهدف من ذلك إبقاء النّاس بعيدين عن بعضهم البعض قدر الإمكان تجنّبا لانتقال العدوى.

ورغم أنّ بعض المواقع والصفحات تنشر دعوات لإقامة صلاة الجماعة في المساجد مع الحفاظ طبعا على إجراءات السلامة، إلا أنّ هذه الدعوات لا تلقى رواجا كبيرا وتُقابل بالكثير من التحفّظ من الجهات الرسمية ومن المؤسسات الدينية والرموز الإسلامية، لأنّها لن تزيد إلا الطّين بلّة وقد تساهم في انتشار سريع للعدوى ولن ينفع حينها الندم.

لم تمرّ البشريّة منذ الحرب العالمية الثانية جمعاء بظرف أصعب من هذا الظرف، والعالم العربي والإسلامي في هذا سواء. في أوقات مثيلة، تنجو الأمم الموحّدة التي تقبل بعض التضحيات وإن كانت موجعة في سبيل خير الأمة واستمرارها ونجاحها.