عبقرية عرب الـ48 للقرن الحادي والعشرين
تاريخ النشر : 2020-04-21 08:26

في الوقتِ الذي تجتاحُ فيها جائحةُ كورونا سائرَ أرجاءِ المعمورةِ.. وصولاً لمنطقتنا العربية , سواء عن قصد أو غير قصد..تخرج فلتاتُ لسان ..تصدحُ بكلمةِ حقٍ من رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مُقرّاً ومُعترِفاً بعبقرية الكوادر الطبية العربية في إسرائيل قائلاً :
(لولا الطواقم الطبية العربية لانهارت المنظومة الصحية بإسرائيل..) تصريحٌ يستحقُ وقفةَ فخرٍ واعتزازٍ وتقدير لأهلِنا في الداخل.. إنها لسابقةٌ جاءت في ظروف تحددُ من هو الذي ينتمي إلى الإنسانية , ومن هو الذي يتحلّى بالأمانة المهنية .. أليس ما ذكرتَ يا هذا .. لفارِقةً مفصلية تستحق منكم أيها الاحتلال صحوةً وإعادةَ تقييم للمفاهيم الأخلاقية في ثقافة المجتمع الإسرائيلي والوسط اليهودي بشكل خاص , سواءٌ على المستوى الشعبي العام أو على المستوى الرسمي من صنّاعٍ للقرار والذي ما فتئ يمارس الفوقية والعنصرية وثقافة الاحتلال.. إنما أهلنا الذين لازالوا متشبثين بأصالتِهم ورُقي وعيِهم وثقافتِهم استطاعوا أن يُسطّروا أروعَ ملاحمِ الإبداعِ في شتّى الميادين, والذين لطالما اثبتوا قدرتهم وروعةَ تجذرِهم بأرضِهم في ظل معادلةٍ فريدةٍ من نوعها .. بل وشديدةِ التعقيد , أجادوا خلالها إثباتَ هويتِهم وانتمائِهم الوطني الفلسطيني العروبي العريق . ما بين تمسكهم بالثوابت وما بين مواكبتهم لمؤسسات الدولة كتمثيلٍ تجرّعوا مجاراتَه على مضضٍ من أجلِ تسيير أمورِ حياتهم والحفاظ على بقائِهم وحقوقِهم يصارعون الموتَ في انتزاعِها رُغمَ كلِّ ما يواجهونه من عنجهية فوقية وعنصريةٍ حاقدة ما انفكت تمارسُها أيادٍ خفية هدفُها الإصرارُ على تكريسِ سياسةِ الكراهيةِ ومواصلةِ العداءِ والصراع تحت شعارات دنيئة وزائفة لا علاقةَ لها بالإنسانية والحضارة المدنية .. هذه العبقرية التي جاءت في أتون محدودية الدور السياسي لهذا الوسط العربي الأصيل الذي يتحدى فيه تلك القوانين العنصرية الجائرة فهو لازال يجيد العوم في بحر تعلو فيه أمواجٌ من التأزيم والتقزيم.. يواجهون التعجيز بإصرارهم على التقدم والتحفيز .حقّاً...إنهم عباقرة عصرهم. إن ما قدمه أهلنا في ال48 لأهلنا في الضفة وغزة يفوق الكثيرَ والكثير ..أكاد أزعم أن هناك تقصير في حقهم على ما يربو من سبعةِ عقود مضت سواء على المستوى العربي الرسمي أو على المستوى الفلسطيني المسؤول.. يخوضون حياةً مليئةً بالأشواك.. محفوفةً بتناقضات الاحتلال واصطناع الصراعات ..لكنهم أثبتوا جدارتهم ولا يزالون .حقاً.. إنهم عباقرة القرن الحادي والعشرين...كل التحية لجذورنا الراسخات ..كل التحية لأهلنا في ال48.