الحدائق المنزلية الإنتاجية ... مُبادرة تُعَزّز القيم الوطنية والإنسانية
تاريخ النشر : 2020-04-20 22:14

أطلقت الحكومة الفلسطينية مطلع شهر نيسان الحالي ومن خلال وزارة الزراعة الفلسطينية حملة "زراعة مليون شتلة منزلية"، وذلك تحقيقا لشعار "معاً نحو فلسطين آمنة وخضراء" في ظل جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم، وشلت الحياة العامة، وما رافق ذلك من إجراءات احترازية قامت بها دول العالم أجمع، وقد استبقت القيادة الفلسطينية الخطر الداهم لتلك الجائحة من خلال اعلان حالة الطوارئ في فلسطين، والبدء الفوري بجملة إجراءات وقائية واحترازية من أجل حماية فلسطين وشعبها من ذاك الخطر غير المرئي، والذي فتك بحياة عشرات الالاف وتعدّت اصاباته المليون الثاني حول العالم لغاية الآن.

وتناغما مع توجّه الحكومة الفلسطينية، وانبثاقا من رؤية وزارة التربية والتعليم بخلق تواصل مستمر ما بين المدرسة والطلبة، ودمج أولياء الأمور في عملية المتابعة للطلبة في ظل جائحة الكورونا، ولضرورة الالتزام بالواجب الوطني بالبقاء في البيت من اجل الحماية والوقاية من جائحة كرونا، أطلقت مديرية التربية والتعليم في محافظة قلقيلية مبادرة "الحدائق المنزلية الإنتاجية"، وبالتعاون مع مديرية الزراعة، والتي هدفت ايضا الى استثمار وقت الطلبة وطاقاتهم بشكل إيجابي وبما يعزز النماء السويّ لهم، ويحفزّهم للتعلم النشط، وتوثيق أواصر العلاقة ما بين المدرسة والمجتمع المحلي من خلال مشاركة الطلبة والأهالي في زراعة النباتات المنتجة في حدائق المنازل، والالتزام بمبدأ الوقاية من خلال تحقيق شعار "خليك بالبيت" في مواجهة جائحة كرونا، إضافة الى تعزيز قيمة الاهتمام بالأرض والزراعة، وتجاه تمتين الاقتصاد المحلي.

حيث لاقت المبادرة تجاوبا كبيرا من الطلبة واولياء الأمور على حد سواء، وحققت المبادرة أهدافها بتعزيز التواصل ما بين المدرسة والطالب حتى في ظل حالة الطوارئ من جهة، ومن الجهة الثانية تعزيز التواصل ما بين الطالب وعائلته النووية، وخلقت حالة من الشغف والعمل في البيت من قبل الطلبة، من خلال زراعة الاشتال ومتابعتها، وحفزت التعلم الذاتي من خلال مراجعة الطلبة لمعلومات علمية حول النباتات والاشتال وطرق العناية بها، إضافة الى تعميق علاقة الطالب بالبيت والأسرة خاصة في ظل "الاغتراب التكنولوجي" بفعل اثر وسطوة وسائط التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز قيمة الزراعة والإنتاج من خلال التطبيق العملي لهذه المفاهيم.

ان مبادرة الحدائق المنزلية الإنتاجية، مبادرة مُلهمة تصلح للتعميم على المستوى الوطني، نظرا لكم الأهداف التربوية والوطنية والقيمية التي تحملها في ثناياها، ولضرورة غرس القيم الوطنية والإنسانية الجميلة في أذهان الجيل الناشئ مثل الانتماء للأسرة، والتكامل فيما بينها، وتعزيز التواصل ما بين كافة مكونات الاسرة الفلسطينية، وخلق كيمياء ذهنية تفاعلية إيجابية داخلها بما يضمن النماء السويّ للأطفال، حيث ان خط الأمان والحماية الأول للطفل الفلسطيني هو الأسرة المتناغمة والمتعاضدة، إضافة الى غرس وبناء القيم الوطنية الأصيلة تجاه الانتماء للأرض الفلسطينية المباركة، وتعزيز مهارات التعلم النشط لدى الطلبة وانفاذ أهداف التعليم والتعلم عن بعد من خلال تعزيز القيم والسلوك واستمرار البناء المعرفي لدى الطلبة.