تداعيات حرب الاتهامات والكورونا
تاريخ النشر : 2020-04-20 20:53

بعد تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان الصينية في منتصف كانون اول/ ديسمبر 2019 والإتهامات، والتسريبات عن المؤامرة تتركز بين الولايات المتحدة والصين، وطالت بهذا القدر أو ذاك فرنسا وبعض الدول الأوروبية وإسرائيل الإستعمارية. وهذة الإتهامات ليست بريئة، ولا هي وليدة الصدفة المحضة، وانما لها خلفياتها ودوافعها السياسية والأمنية والمالية والإقتصادية. كما انها جزء من المخطط الأعم والأشمل لتفشي الجائحة الكونية الخطرة المعد سلفا في الدوائر الرأسمالية.

وحتى يكون للإستنتاج آنف الذكر رصيد، واساس علمي بعيدا عن الإستشراف، والإفتراضات، تفرض المسؤولية الإعتراف بمواهب الرأسمالية، وقدراتها الإبداعية في إنتاج سيناريوهات عديدة لكل مسألة سياسية أو إقتصادية أو عسكرية أمنية أو حتى بيئية ودينية. وكذلك يمكن الجزم، ان الصين الشعبية بعد عام 1978، ومؤامتها بين الأشتراكية وإقتصاد السوق والخصخصة، تعلمت الكثير من المدرسة الليبرالية في إدارة الصراع معها، وإستلهمت خبرتها الطويلة، ولم تعد أسيرة الجمود العقائدي، والإكتفاء بالدفاع عن المبادىء والقيم الثورية، الذي رافق تجربتها خلال العقود السابقة على التحولات الإستراتيجية في تطورها الإقتصادي، وبالتالي تملي الضرورة الإقرار بإعتبارها التلميذ النجيب، الذي سبق معلمه، وتفوق عليه.     

أردت مما تقدم، الإشارة إلى ان النيوليبرالية الأميركية، سيدة هيوليود السينمائية، تعد العدة لمشروع الفايروس منذ زمن ليس قريب، ومن بين الدلائل على ذلك، أولا إنتاج وإخراج فيلم "العدوى" (contagion)، الذي عرض لأول مرة عام 2011 للمخرج الأميركي ستيفن سودربيرغ، وبطولة كل من مات ديمون، وكيت وينسلت وماريون كوتيار. وتدور أحداث الفيلم حول الثيمة الأميركية، التي تحذر من فناء البشرية بسبب إنتشار عدوى مرض غير معروف ... إلخ ويبدأ بالإنتشار من خلال زيارة سيدة أميركية لمدينة هونغ كونغ الصينية. المقاربة وأعراض المرض، وطريقة إنتشاره تتماثل مع ما يجري في بلدان العالم منذ إنتشاره؛ ثانيا تأكيد المتحدث بإسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان في تايخ 16/3/2020 وجود إثباتات على ان الفايروس تم تصنيعه وتطويره من قبل علماء أميركيين عام 2015؛ ثالثا أكدت مجلة أميركية (nature Medicine) في بحث نشرته في احد أعدادهاعام 2015، ان علماء اميركيين تمكنوا من الحصول على نوع جديد من فايروس كورونا، له تأثير خطير على الإنسان؛ رابعا محاولة الرئيس ترامب شراء شركة ألمانية (كيور فاك) بمبلغ خيالي لإحتكار الدواء والأمصال التي تنتجها، غير ان القيادة الألمانية رفضت ذلك، وعزلت رئيس الشركة، وغيرت مجلس الإدارة؛ خامسا أعلن رسميا متحدث عسكري روسي،عن أن اميركا هي المسؤولة عن تصنيع الفايروس في مختبراتها الموجودة في أوكرانيا وأفغانستان؛ سادسا بالمقابل مازالت الولايات المتحدة ممثلة بشخص الرئيس ترامب تحمل جمهورية الصين المسؤولية عن تصنيع الفايروس في مختبر مدينة ووهان؛ سابعا شن الرئيس الأميركي حملة شعواء على منظمة الصحة العالمية لعدم تحميلها المسؤولية للصين، وتوجها بقطع الدعم الأميركي عن المنظمة الأممية في هذة اللحظة بالذات؛ ثامنا شكك البرفيسور الفرنسي، لوك مونتانييه المثير للجدل بالرواية الصينية، وخلص إلى ان إمكانية، ان تكون الصين صنعته في مختبر ووهان في حديث لموقعين مختصين في الشؤون الطبية يوم الجمعة الموافق 17/4/2020 ... إلخ من الإتهامات المتبادلة بين البلدين الندين، وعنوان الصراع الحالي والقادم على مركز القيادة للعالم.

أسباب الإتهامات المتبادلة، كما ذكرت ليست وليدة الصدفة، إنما لها تبعات سياسية وأمنية ومالية وإقتصادية، منها 1- في حال تثبيت المسؤولية على أي منهما، يعني ان تتحمل الدولة المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية والمالية عن خسائر الدول، التي تعرضت للوباء؛ 2- هذا الإستقطاب بين البلدين تحديدا يعتبر التمهيد لخطوات تصعيدية لاحقة بين البلدين وحلفائهما قد تصل حد الحرب الكونية بالإسلحة الحربية؛ ثالثا الملاحظ ان المستشارة الألمانية، ميركل رفضت قطع المساعدات الأميركية عن منظمة الصحة العالمية، وهي عمليا كأنها ترفض إتهام الصين بشكل غير مباشر، وقد يكون الموقف الألماني مؤشر على تصفية حساب تاريخي مع اميركا يعود لما بعد الحرب العالمية الثانية؛ رابعا موقف البرفيسور الفرنسي لوك مونتانييه ضعيف، لا سيما وانه عالم مثير للجدل في الأوساط العلمية الفرنسية؛ خامسا كافة القرائن تشير إلى ان أميركا تتحمل المسؤولية عن تصنيع الوباء، ونشره في الصين من خلال الجنود الأميركيين، الذين شاركوا في العرض العسكري في ووهان في إكتوبر  2019.

النتيجة المنطقية تحتم على العالم أخذ الإتهامات بتداعياتها المختلفة، والإستعداد لما هو أبعد وأخطر على البشرية، والعمل على إطفاء الحرائق قبل إشتعالها، لإن اخطارها تهدد العالم كله بالفناء، وليس الصين وأميركا فقط، لإن الحرب لن تقتصر عليهما فقط.