إنهاء القتال في غزة يعتمد على إحساس الجميع بالانتصار
تاريخ النشر : 2014-07-25 01:39

أمد / القاهرة - من ياسمين صالح وارشد محمد:  يتوقف ابرام هدنة محتملة لإنهاء اراقة الدماء في غزة اثناء عطلة عيد الفطر الاسبوع المقبل على مفاوضات معقدة يجب ان تعطي حماس واسرائيل والقوى الاقليمية فرصة لزعم تحقيق انتصارات سياسية وعسكرية.

وتحاول مصر التوسط في هدنة إنسانية مؤقتة تبدأ مع نهاية شهر رمضان على أمل أن تسهل محادثات لوقف أكثر دواما لإطلاق النار.

ويعتمد الكثير على التغلب على التنافس العربي. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يشترك مع اسرائيل في العداء تجاه حركة حماس الإسلامية التي يعتبرها أيضا جماعة ارهابية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين التي اطاح بها من السلطة في مصر قبل عام.

وتستضيف قطر وهي اكبر خصم اقليمي له واكبر داعم للإخوان المسلمين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتعتبر الدولة الخليجية الصغيرة اساسية لنجاح المحادثات.

وقتلت اسرائيل أكثر من 700 فلسطيني في غزة أغلبهم مدنيون وتريد تدمير المزيد من الأنفاق التي تتيح لمقاتلي حماس تنفيذ هجمات داخل اسرائيل قبل أن تقبل بأي اتفاق دائم لوقف اطلاق لنار.

وضمن القضايا الاساسية ما إن كانت حماس مستعدة للوفاء بالمطلب الرئيسي لإسرائيل بأن توقف اطلاق الصواريخ عليها. ولحركة حماس مطالبها الخاصة هي الأخرى.

وتريد حماس التي قتلت مع نشطاء فلسطينيين آخرين 32 جنديا اسرائيليا داخل غزة وثلاثة مدنيين في اسرائيل باستخدام الصواريخ وقذائف المورتر انهاء حصار تفرضه اسرائيل وإجراءات مصرية مشددة على معبر رفح بين غزة ومصر.

وقال مسؤول مصري كبير \"التحدي الآن هو في حمل الجميع على قبول اتفاق يجعل كل جانب يخرج كأنه المنتصر الذي سحق الطرف الآخر\".

وقف اطلاق نار \"نظيف\"

وأفاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموجود في القاهرة الخميس لمزيد من المحادثات مع الوسطاء المصريين بحدوث بعض التقدم في محادثات وقف اطلاق النار مع دخول القتال اسبوعه الثالث.

وقال كيري أمس \"لقد أحرزنا بالتأكيد بعض التقدم إلى الامام. ومازال يوجد عمل ينبغي القيام به\".

وقال المسؤولون الأميركيون مرارا انهم يودون التوصل لاتفاق \"نظيف\" قدر الإمكان لوقف اطلاق النار وهو ما يعني اتفاقا خاليا من الشروط مثل تخفيف الحصار الاقتصادي لغزة.

ويقولون انهم يمكنهم حينئذ بدء مفاوضات بشأن قضايا أوسع مثل اعادة فتح معبر رفح الذي أغلق أغلب الوقت منذ الاطاحة بحركة الاخوان المسلمين من السلطة في مصر في يوليو/تموز 2013.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين الاربعاء \"تحدث الاسرائيليون ملايين المرات عن نزع السلاح.. سمعتم حماس تقول (ارفعوا الحصار عن غزة).. إذا بدأت محاولة التفاوض حول هذه القضايا قبل التوصل لوقف لاطلاق النار فستكون هذه امور معقدة بصورة مذهلة تمنع حلّها\".

لكن مع رغبة كل الأطراف في استغلال الضغط لانهاء العنف يجري بحث الشروط ويبدو التوصل لوقف غير مشروط لإطلاق النار امرا مستبعدا.

وقال خالد مشعل زعيم حماس يوم الاربعاء إنه يدعم هدنة مؤقتة للسماح بدخول المساعدات الانسانية إلى غزة لكن الحركة ستواصل القتال بعد ذلك ولن توافق على وقف أكثر دواما لإطلاق النار دون تفاوض كامل حول الشروط.

وأضاف في مؤتمر صحفي في قطر أن الجميع يريدون من حماس قبول وقف لإطلاق النار ثم التفاوض حول \"حقوقنا\". وتابع ان الحركة ترفض ذلك وترفضه مرة اخرى اليوم.

دور مصر

ومصر هي الوسيط الرسمي لكنها لا تتحدث بصورة مباشرة مع حركة حماس في غزة وهي سياسة يلقي كثيرون باللوم عليها عن انهيار وقف أول لإطلاق النار يوم 15 يوليو/تموز.

وتحت قيادة السيسي القائد السابق للجيش شددت مصر قبضتها على الطرف الجنوبي لقطاع غزة وكثفت عملية للجيش لتدمير الانفاق في محاولة لمنع امدادات الأسلحة ومنع عبور مسلحين.

وقال مصدر بالجيش المصري إن موقف مصر بشأن حماس لم يتغير. وأضاف \"نراهم تهديدا كبيرا.. فرع لحركة الإخوان المسلمين يرقد على حدودنا مباشرة\".

وتابع \"لكن علينا التزام تجاه الشعب الفلسطيني\". وأشار إلى بعض التخفيف في التعامل المصري مع حماس بعد الغضب الدولي من هجمات اسرائيل على غزة.

وقال مسؤول مصري كبير آخر إنه رغم القلق الاسرائيلي تثق اسرائيل في مراقبة السلطات المصرية الجديدة للحدود عن كثب وسعيها لمنع تهريب الأسلحة.

وتسامحت قطر مع وجود الوساطة المصرية لكن ضغطت من أجل مزيد من التمثيل لحماس.

وقال مصدر مطلع على التطورات مقره قطر \"ليس لقطر مشكلة في افساح الطريق امام محاولة مصرية جديدة لتحقيق وقف لإطلاق النار.. هذه ليست مسابقة\".

واضاف \"كي يكون أي اتفاق فعالا ينبغي ان تشارك حماس لأنهم الموجودون على الأرض في غزة ولا يمكنك ببساطة إقصاءهم لأنك تختلف مع فكرهم\".

الأنفاق

ومن القضايا المحورة الأخرى ما إن كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر انه قلص قدرات حماس العسكرية بدرجة كافية لإنهاء الهجوم الذي بدأ هذا الشهر.

وتحركت اسرائيل يوم الثامن من يوليو/تموز لوقف نيران الصواريخ التي تطلقها حماس وحلفاؤها، وبدأت حملة قمع ضد مؤيديهم في الضفة الغربية المحتلة القريبة بعد خطف ثلاثة شبان اسرائيليين من مستوطنة يهودية وقتلهم.

وبعدما فشل قصف جوي وبحري في قمع النشطاء الذين يفوقهم الجيش الاسرائيلي عدة، تدفقت القوات البرية الى قطاع غزة الخميس الماضي.

وتبدو الاصوات من داخل اسرائيل اقل تفاؤلا بشأن التوصل لهدنة. وقال الوزير جلعاد اردان عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر إن الأمر سيستغرق اسبوعا آخر على الأقل لتدمير الأنفاق وان اسرائيل قد يكون عليها عمل المزيد.

وقال لراديو اسرائيل الاربعاء \"إزالة وتدمير الأنفاق شيء سيستغرق أسبوعا آخر أو أسبوعين وحين تنتهي مهمة الأنفاق وإذا استمر إطلاق الصواريخ هنا فسنواجه فعلا مأزقا ما إن كان علينا زيادة التوغل (البري)\".

ويقول الجيش إنه اكتشف حتى الآن 28 نفقا وهو تقريبا نصف الشبكة التي يعتقد أن حماس شيدتها.

وأوضح اردان أن اسرائيل مستعدة للنظر في وقفة في القتال. وقال \"اعتقد أن من الممكن بحث وقفة انسانية قصيرة لا تضر انتشار جيش الدفاع الاسرائيلي ولا يدور خلالها حديث عن ترك الميدان\".