لا تظلموا النساء فهن نعمة الحياة
تاريخ النشر : 2020-04-05 08:39

(بعيدا عن السياسة)
أيها الرجال إعلموا أن بعض الظن إثم 

كان في القرية رجل صالح وله زوجه صالحة تحافظ على نفسها وزوجها وبيتها وكانوا يعيشون حياة سعيدة ملؤها المحبة والطمأنينة 

وكانت له دكان لبيع الأقمشة الحريرية وذات يوم مرت به إمرأة لتشتري قطعة قماش وبعد أن أعجبها نوع القماش سألها البائع لمن تودي إهداؤه فقالت لحبيبة أخي فإن أخي يحب إمرأة وأراد أن يهديها قطعة قماش حرير لتفصيلها ولبسها في المناسبات السعيدة

ودفعت المرأة ثمنها وغادرت المحل إلى بيتها وفي الطريق شعرت المرأة بتعب وإجهاد كبير ولم تستطع السير على قدميها من شدة الإعياء

فنظرت إلى أقرب بيت أمامها وطرقت الباب فخرجت إمرأة وقالت لها تفضلي قالت لها أنا منهكة ولم أستطع مواصلة طريقي فإذا أمكن أن أرتاح قليلا عندكم ثم أغادر وأكمل طريقي

قالت لها صاحبة البيت تفضلي وأجلستها وذهبت لتصنع لها واجب الضيافة فما كان من الزائرة إلا أن وضعت قطعت القماش تحت وسادة السرير الذي ينام عليه الزوجين عن غير قصد لغاية ما تغادر البيت وبعد أن إستراحت من الإرهاق غادرت البيت متجهة إلى بيتها ونسيت قطعة القماش

وفي المساء جاء الرجل إلى بيته وقدمت الزوجة له طعام العشاء وبعد تناول الحديث ذهب الزوجين إلى النوم وبطريق الصدفة مد الزوج يده تحت الوسادة فوجد قطعة القماش التي باعها لتلك المرأة

بدأ الشك يساوره وبدأت علامات الغضب تظهر على وجهه وإسترجع ما قالته تلك المرأة أن قطعة القماش يود أخيها أن يهديها لحبيبته لتلبسها في المناسبات السعيدة

فجن جنون الزوج ونادى زوجته ووجه لها تهمة الخيانة الزوجية مع رجل آخر وأخرج لها قطعة القماش وقال لها لقد إشترتها إمرأة من عندي اليوم لأخيها كي يهديها لحبيبته إذا أنتي حبيته 

وإشتد الحوار بينهما وأدى إلى طرد زوجته الصالحة من البيت بتهمة الخيانة الزوجية وذهبت إلى بيت أهلها وإستمرت الخلافات ثلاثة أيام

ونعود إلى المرأة التي نسيت قطعت القماش تحت الوسادة فقد عادت إلى بيت أخيها وسألها هل أحضرتي قطعة القماش الحرير فضربت يدا بيد وقالت لقد أرهقني المشوار ودخلت بيت للراحة قليلا ونسيت القماش هناك 

فرجعت لصاحب الدكان وقالت له قبل ثلاثة أيام إشتريت منك قطعة قماش وفي طريق عودتي للبيت أرهقني التعب فقصدت بيتا لكي أرتاح قليلا فنسيت قطعة القماش تحت الوسادة ولا أعرف مكان البيت الآن وأريد أن تعطيني قطعة مثلها 

فقال لها أنتي متأكدة مما تقولين قالت له نعم وقال لها يعني أخوكي لا يحب المرأة التي نسيتي عندها قطعة القماش قالت له مطلقا لم يعرفها ولم يراها في حياته فحبيبته ليست في القرية إنها تعيش في المدينة مع أهلها 

فأعطاها قطعة قماش ثانية ودفعت ثمنها وغادرت وما أن غادرت تلك المرأة المحل حتى أغلق دكانه وهب مسرعا لزوجته يستسمح خاطرها ويعتذر لها وقال لها إن بعض الظن إثم وأنا غواني الشيطان فوجهت لكي تهما باطلة 

فأخذ زوجته بعد تقديم الإعتذار لها ولأهلها وعاد بها إلى بيت الزوجية ليعيشوا في ثبات ونبات وعادت حياتهم الزوجية إلى سابق عهدها بالمحبة والسعادة 

أتمنى أن يكون درسا وعبرة لكل من يوجه تهمة الشك في زوجته قبل التريث وعدم التسرع وإصدار الأحكام الظالمة على الزوجة الطاهرة الغافلة 

ودمتم بسعادة مع زوجاتكم