لجنة طوارئ فلسطينية عليا الآن وليس غدا!
تاريخ النشر : 2020-04-04 08:27

كتب حسن عصفور/ مع كل التقدير لما يقال في "جناحي" بقايا الوطن عن نجاحهما في اتخاذ ما يلزم لمواجهة فايروس كورونا، وكل منهما يستخدم ما يقال هنا وهناك عن خطواتهما، لكن الحقيقة التي لا يمكن لأي من تلك الإجراءات مقاومتها، ما يثيره "العدوان الكوروني"، غير المحدود خطره ولا زمنه، من هلع ورعب لكل أهل فلسطين، مضافا لما سينتج من كارثة فعلية لو تسرب الى بلدات في الضفة وضواحي القدس، وكذلك الى قطاع غزة، المنطقة الأكثف سكانيا في عالمنا، خارج حدود مواقع الحجر الصحي.

التقدير لكل جهد كان، ولكن ما يجب ان يكون هو الأكثر قيمة وأهمية، وتقييما للحاكمين في جناحي بقايا الوطن، وبلا شك فقد برز د. محمد أشتية رئيس الوزراء بشكل ملف حضورا وقيادة للحملة في الضفة وبعض ضواحي القدس، مع إخفاقات نتاج المفاجآت والقدرات المحدودة، خاصة مع عمال فلسطينيين في المستوطنات وداخل الكيان، لكنه بشكل ما ترك بصمة إيجابية بمشاركة المسؤول التنفيذي الأول الدائم، دون الانتباه لبعض "سلوك" قد يبدو شعبويا أكثر منه مسؤولية.

الخطر لا يبتعد في الضفة والقدس، كما قد يعتقد البعض، لكنه قد يتسع فجأة وبدون أي إنذار مسبق فعوامل انتشاره متوفرة جدا، وقد المح لها الوزير الأول أكثر من مرة، ما يفترض تطورا نوعيا في شكل المواجهة وطبيعتها.
وقطاع غزة، الذي تتحدث الأرقام حتى ساعته، ان خطر "الوباء المعادي" لا زال تحت حصار المتواجدين في الحجر الصحي، وغالبيتهم من العائدين ومن اختلط بهم من مسؤولين أمنيين وطبيين، ولم تسجل حالة واحدة من المحليين.

الصحة في غزة، التي هي جزء من حكومة حماس الخاصة، تتحدث أيضا عن نجاحات لكنها تتعلق بما هو آني، دون ان تشير الى أي "كارثة إنسانية" يمكن ان تحدث لو تسربت بعض حالات من ذلك الفيروس الى خارج مناطق الحجر الصحي، وقطاع غزة لا يحتاج كثيرا لتبدأ تسجيل حركة أرقام مفزعة بل وقد تكون كارثية.

نجاح طرفي القسمة الوطنية كل في حدوده آنيا، لا يمكن له أن يكتمل نجاحا دون مواجهة موحدة، تكون بداية لـ "زمن فلسطيني جديد" يسجل أول ثمار التفاعل الإيجابي لمواجهة الوباء العدواني الكبير، ولذا أصبح ضرورة كبرى، ان يتم تشكيل "لجنة طوارئ وطنية عليا" بين جناحي "بقايا الوطن"، تتولى رسم كل المهام التي تتطلبها المقاومة القادمة. (ليس يليق وطنيا أن يسجل تعاون إيجابي مع دولة العدو القومي، أو نناشدها بمساعدة طبية تحت التهديد، والقسمة الوطنية قائمة).

وكي لا يبقى الأمر مقترحا عاما، تكون لجنة الطوارئ العليا، برئاسة د.محمد اشتية، يكون له نائبان من حركة فتح محمود العالول نائب رئيس الحركة بصفته، ويحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة بصفته، مع تمثيل سياسي عام، تتفرع عنها لجان طبية، أمنية، إعلامية وغيرها، تتوزع رئاستها على القوى والشخصيات المشاركة، بعيدا عن مفهوم التقاسم الآلي، لكن مراعاة للوزن السياسي القائم والمهنية الخاصة.

لا نحتاج لرسم المهام والوظائف فغالبها بات معلنا في الضفة وقطاع غزة، وتشكيل اللجنة ليس بديلا للمصالحة الوطنية، فلتكن "مهادنة وطنية كبرى فوق ضرورية"، الخطر لن يكون "حاجزا أمنيا" يسأل عن هوية الذي عليه أن يصل اليه، ولا مكانته الحزبية الوظيفية، وكل "نجاح مناطقي" لن يسجله التاريخ نجاحا في ظل الانقسام.

هي فرصة نعم، يجب الا تمر مرورا عابرا في سماء الوطن أو بقايا الوطن...

من يبادر لإعلان ذلك ليس تلك المسالة، ولتكن من الرئيس التنفيذي الأول بصفته الوطنية وليست الفصائلية، ونتطلع عندها لقيادة حركة حماس وتحديدا رئيسها في قطاع غزة السنوار، الذي ظهر متحدثا بشكل جديد إعلاميا (بعيدا عما لنا على تلك المقابلة وما له فيها).

التاريخ سيذكر النجاح الوطني العام ولن يقف كثيرا عند أي فوز فردي أو مناطقي، بل ربما يكتب لعنة سياسية ابدية.
هي الفرصة التي قد تكون تاريخية تنتظر تفاعلا من الرئيس التنفيذي د. أشتية والحاكم الفعلي في قطاع غزة يحيى السنوار..."هوراااااااااااااااا لمواجهة العدو الأخطر بعد الاحتلال".

ملاحظة: اللصوصية الأمريكية جزء من منظومة فكرية لنظام جوهره سرقة ما للغير..وزير ألماني كشف أن الولايات المتحدة قرصنت 200 ألف كمامة كانت في طريقها الى برلين.. عينيك عينك أو "خاوة" بس مش "سنوارية"!

تنويه خاص: لا يجب أن تمر حركة تصدير فايروس كورونا من داخل إسرائيل الى الضفة والقدس مرورا إعلاميا، يجب تقديم مذكرة رسمية الى الأمم المتحدة و"الصحة العالمية"..العدوان هنا لا يحتاج الى دليل إثبات،!