إغلاق "دير جرير" و"قصرة" في الضفة بشكل كامل منعاً لتفشي فايروس كورونا
تاريخ النشر : 2020-04-03 23:00

أمد/ رام الله: فرضت سلطة رام الله إغلاقًا على بلدتي دير جرير شرق رام الله، وقصره جنوب نابلس، مساء يوم الجمعة، عقب اكتشاف عدد من الحالات المُصابة بفايروس كورونا، وتزامن ذلك مع تمديد رئيس سلطة الحكم المحدود محمود عباس، حالة الطوارئ في جميع أنحاء فلسطين.

وأعلنت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ومحافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، في بيانين منفصلين، مساء يوم الجمعة، عن اغلاق بلدتي دير جرير شرق رام الله، نحو ( 5 آلاف نسمة)، وقصره جنوب نابلس نحو (7 آلاف نسمة)، اغلاقاً كاملا بدء من الليلة، وذلك منعا لانتشار فيروس كورونا ومنعا لازدياد الحالات المصابة بالفيروس نتيجة المخالطة.

وقالت غنام، إن "هذا القرار يأتي ضمن مقتضيات المصلحة العامة وحرصاً على سلامة كافة مواطنينا".

كما قرر المحافظ رمضان إغلاق بلدة قصرة أمام الداخلين والخارجين؛ عقب ظهور إصابة عاملين بفيروس كورونا، ومنعا لتفشي الفيروس فيها.

وقال رمضان: إن الإصابتين رقم 172، 173 المعلن عنهما ضمن الـ22 إصابة مساء اليوم، وهما لعامليْن من بلدة قصرة من عمال "عطروت"، أبلغوا الطب الوقائي بعدما وصلوهما مع 17 عاملًا من البلدة لمنازلهم".

وأضاف أن وزارة الصحة أرسلت طواقم الطب الوقائي لأخذ عينات منهم، وخرجت النتيجة ايجابية لهما، وجاري نقلهما لمركز الحجر في مدينة نابلس، وهنالك إجراءات أخرى تتم كذلك لأخذ عينات مستعجلة للمخالطين المحتملين لهم من البلدة ومن ذويهم.

وأهاب المحافظ بالمواطنين وبناء على هذه التطورات الالتزام بالحجر المنزلي وأخذ تعليمات الجهات الرسمية على محمل الجد، والإبلاغ عن أي حالة محتملة لعمال مخالطين لمصابين، كما وسيتم اتخاذ إجراءات مشددة على الأرض متعلقة بتقييد حركة المواطنين أكثر فأكثر في جميع أنحاء محافظة نابلس حرصًا على السلامة العامة.

بدوره  أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، عن تسجيل 22 إصابة جديدة بفايروس "كورونا" المستجد، ما يرفع عدد الاصابات إلى 193 إصابة.

وقال أشتية في مؤتمر صحفي مساء اليوم الجمعة: إنه استنادا إلى مرسوم الرئيس محمود عباس، بتمديد العمل بحالة الطوارئ لمدة 30 يوما، أعلن "استمرار إغلاق كافة المرافق التعليمية من رياض أطفال ومدارس ومعاهد وجامعات وغيرها، واستمرار إغلاق كافة معابر دولة فلسطين، وتوقف الحركة بين المحافظات وبين القرى والمخيمات والمدن الرئيسية، على أن يستمر الالتزام بالبيوت مع أخذ الامور بجدية أعلى، وذلك حسب النظام المعلن عنه سابقا في كل مدينة وبلدة.

وطالب أشتية، جميع المستشفيات الأهلية ومستشفيات القطاع الخاص تجهيز مناطق عزل للتعامل مع الحالات الطارئة على اعتبار أن هذه المستشفيات هي الخيار الأخير إن لزم الأمر، مع التأكيد على جاهزية وزارة الصحة للتعامل مع الحالات المصابة في أماكن الحجر والمستشفيات الحكومية، حيث تم تخصيص 3 مستشفيات حكومية جديدة لهذا الغرض.

وقال رئيس الوزراء: "إن الأسبوعين القادمين سيكونان من اصعب الأوقات من ناحية السيطرة على انتشار المرض، والسبب هو عودة 45 ألف عامل إلى بيوتهم من أماكن عملهم في إسرائيل، مع بدء عيد الفصح عند اليهود. وبعض هؤلاء العمّال لديهم تصاريح ويعبرون بشكل منظم، والبعض الآخر يعملون بدون تصاريح ويسلكون طرقا مختلفة".

وأضاف في هذا المجال: "نحاول جاهدين ترتيب عودة العمّال مع الجانب الإسرائيلي، ليتم بشكل منظم ولكي نتمكن من أخذ الإجراءات الصحية المناسبة. نأمل أن توافق إسرائيل على ذلك، فهذا الفيروس عدو البشرية جميعها ولا يعرف حدودا أو جنسا أو ديناً. كما طلبنا من إسرائيل أن تقوم بفحص العمّال قبل وصولهم، وطلبنا منها تعويض العمّال عن أيام الغياب.

وأوضح رئيس الوزراء "أن معظم الإصابات الجديدة في الأسبوع الأخير هي من العمال، ومن مصنع واحد فيه 500 عامل، سُجلت أكثر من ( 41 حالة حتى الآن)، ما يرفع عدد الإصابات إلى 193 إصابة".

وطالب أشتية "من جميع العمّال أن يلزموا بيوتهم لمدة 14 يوما ضمن برنامج الحجر الصحي، رحمة بأنفسهم وأولادهم وآبائهم وأمهاتهم وجيرانهم ومجتمعهم، وهذا الحجر إجباري وليس اختياريا. وأقول لمقاولي العمّال والمهربين: إنهم تحت طائلة القانون ومن يخالف فإن القانون واضح."

وقال رئيس الوزراء: "إمكانياتنا اليوم أفضل بكثير من الأمس، وجاهزيتنا أعلى؛ فهناك أماكن فرز وحجر وعلاج في كل محافظة. والحمد لله أن جميع الحالات لدينا هي مستقرة ولا يوجد إلا شخصان اثنان كانا في العناية المركزة وغادراها أمس، وهذا أمر مطمئن. بدأنا بإمكانية فحص 390 عينة يوميا، واليوم نستطيع فحص 1500 شخصا يوميا. "

وأضاف: "قمنا بفحص عشوائي للقرى المحاذية لحدود 1967 وأخذنا عينات من 3000 شخص وما زالت تحت الفحص وسيتم الإعلان عن نتائجها لاحقا."

وأشار الى أن "أجهزتنا الأمنية تعمل ليلا نهارا على توصيل المعدات ومسحات الفحص بما تستطيع بحكم علاقاتهم بالعالم، وهناك ما نقوم بشرائه، وهم على الحواجز ونقاط المراقبة يقومون بجهد كبير في كل الأماكن من أجل سلامتكم، وإن كوادرنا الطبية واصلوا الليل بالنهار ويعملون على مدار الساعة من أجل السيطرة على هذا الوباء وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة من أجل سلامتكم".

ولفت رئيس الوزراء الى أنه بحكم الإجراءات في بيت لحم ومنذ اليوم الأول، لا يوجد لدينا أية حالات جديدة في بيت لحم، ولم تنتقل العدوى منها.

ونوه  إلى أن "هناك جهد توعوي وتعبوي وتطوعي نقوم به كوادر حركة فتح والفصائل الفلسطينية جميعها، من أجل تدعيم حصانة المجتمع وتعزيز صموده من خلال لجان الطوارئ في القرى والمخيمات والمدن تحت إدارة المحافظين ودوائر الوزارات ذات العلاقة".

وقال أشتية: إن "مجلس الوزراء ولجنة الطوارئ الوطنية والأجهزة الأمنية تتابع التخطيط والإدارة والتنفيذ بشكل منتظم ونحن في حالة انعقاد منتظم من أجل سلامتكم وحمايتكم".

وأضاف: "نحن على تواصل مع جميع أطراف المجتمع الدولي وخاصة منظمة الصحة العالمية WHO وأصدقاء فلسطين من المانحين والمنظمات الدولية، ولدينا لجنة طبية مشتركة مع الجانب الإسرائيلي تتابع عملها بانتظام. وقد أشاد العالم بالإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة والحكومة والرئيس، وقد اعتذرت اليوم وزارة الصحة الإسرائيلة عن تصريحات غير رسمية صدرت عنها في مكالمة هاتفية من وزيرة الصحة الفلسطينية".

واشار رئيس الوزراء الى أن اللجنة الاقتصادية مع القطاع الخاص والبنوك وسلطة النقد تجتمع بانتظام لضمان سير الحد الأدنى من العمل لتسيير أمور حياتكم اليومية.

وفي معرض بيانه خلال المؤتمر الصحفي، أعلن أشتية عن أنه تم إنشاء صندوق "وقفة عز" بقرار من رئيس الوزراء، مشكلا من العديد من الشخصيات الفلسطينية من القطاع الخاص، برئاسة الأخ الصديق طلال ناصر الدين، وذلك لتنظيم جمع التبرعات في صندوق واحد رئيسي سوف يصرف ما يتم جمعه على الاحتياجات الطبية والاجتماعية.

وقال في هذا المجال: "لقد سمعنا عن مبادرات جدية من بعض الجامعات والمؤسسات الوطنية التعليمية والصناعية، وبعض الأفراد والباحثين عن تجارب لتصنيع أجهزة تنفس وعلاجات. نحيي هذه المبادرات وندعمها، ونعلم أن "الحاجة أم الاختراع".

وأضاف: "هناك لجنة طبية صحية عليا ولجنة أوبئة تضم نخبة من الأطباء والعلماء، الذين يتابعون خرائط انتشار الفيروس ويقدمون لوزارة الصحة النصح والإرشاد والتوجيه، ونحن نعمل وفق توجيهاتهم. كما أن هناك لجنة مشتركة لمتابعة قضابا العمال تضم وزارة العمل وهيئة الشؤون المدنية والاتحاد العام لنقابات العمال لمتابعة قضايا العمال. وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية بمتابعة عملها وتغطية الاحتياج حيث أمكن، ولن ينام أحد جائعا. ولجنة لمتابعة القضايا اليومية، تضم جميع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة يرأسها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وهي تتابع الأمور مع شؤون المحافظات".

وأشار في هذا السياق، الى أن "اللجنة الاعلامية العليا تتابع عملها بشكل يومي ومنتظم وتؤدي معلومة دقيقة وشفافة، والمؤتمر الصحفي للناطق الاعلامي وذوي الاختصاص منتظم وينال ثقة الناس ومتابعتهم. والاعلام الرسمي يعطي معظم وقته لتوصيل المعلومة والمتابعة على اكمل وجه، وبرسائل واضحة.

وقال رئيس الوزراء: "نتابع ونقدم تقارير منتظمة لسيادة الرئيس وبشكل يومي حول جميع مجريات الأمور الطبية والغذائية والأمنية ونرصد احتياجات الناس، ويحرص سيادة الرئيس على توفير الاحتياجات وخاصة الطبية والمواد التموينية".

وطالب أشتية إسرائيل "بالقيام بدورها كقوة احتلال سواء تجاه العمال او تجاه اهلنا في مدينة القدس، لا أن تعتقل وزير القدس او محافظ القدس او مسؤول تنظيم فتح في القدس الذين يعملون بكل جهد من اجل مساعدة اهلنا هناك.. وأن الأسرى محتجزون رغم ارادتهم ونكرر كلما اتيح لنا الكلام المطالبة بالإفراج عنهم وخاصة كبار السن ومرضى والنساء والاطفال."

وشدد أشتية على أن "غزة وأهلها والشتات وأهله والقدس والمرابطون فيها، هم مسؤوليتنا جميعا ورغم ظروف كل من هذه الاماكن سنبقى اوفياء لروح الشعب الواحد والوطن الواحد والشرعية الواحدة برئاسة الرئيس ابو مازن."

وقال: "سنقدم كل ما نستطيع لشعبنا حيثما وجد وأحيي "وقفة العز" التي يقفها اهلنا في الشتات والمنافي والجاليات، واهلنا في ارض 1948 على وقفتهم الطيبة.. وكم يفرحنا انه كان الفلسطيني وقت الأزمات يريد المغادرة الى مكان آخر. اليوم فلسطين أأمن من اي مكان آخر".

وأضاف: "نحن كنا السباقين في اجراءاتنا. الفقراء ليس لديهم الكثير لينفقوه، ولكن لديهم الحكمة والمناعة للتدبر وقت الضيق، وتعلمنا من تجارب النضال أن الغني يحمل الفقير ومناعة المجتمع هي مثل مناعة الجسد يقاوم الفايروس وحتما سنخرج بما هو مشرف لنا ولكم".