يوم الارض و"كورونا"
تاريخ النشر : 2020-03-31 15:46

في ذكرى يوم الارض، يبقى "كورونا" مثل الاحتلال، يريد المزيد من الضحايا، والحل لا يكون بمؤتمرات ولا استغاثات، بل الاعتماد على الذات والامكانيات وتفعيل الطاقات الخلاقة، وهي كثيرة ان اجادت القيادات تفعليها.

رغم مرض وانتشار فيروس "كورونا"، وبحلول ذكرى يوم الارض، يلاحظ ان اعتداءات المستوطنين لم تتوقف، ولا الاعتقالات في الضفة الغربية، ولا محاولات جنود الاحتلال نشر "كورونا" بالبصق على المركبات او لمس الصرافات الالية، كما قال محمد اشتيه رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي يوم امس الاحد.

رغم بطش "كورونا" الطارئ وظلم الاحتلال، يبقى يوم الأرض الخالد؛ يحييه الفلسطينيون منذ عام 76 وحتى الآن في كافة المناطق؛ تحت شعار "إنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون"؛ وهو ما يتوجب الحفاظ على ما تبقى من الأرض بحمايتها من الاستيطان وجعله مكلفاً وباهظاً؛ وليس رخيصاً ومريحاً كما هو حاصل الآن.

"كورونا" والاستيطان يتوحش ويزداد، ويأكل اليابس والأخضر، ولا مجال للمزيد من الضعف والانقسام؛ ولا مجال للتأني وإطالة الوقت؛ وعلى الجميع – قبل فوات الأوان-  سرعة التوحد ضمن برنامج وطني موحد؛ يظل الجميع دون اجتهادات فردية أو حزبية؛ فيد الله مع الجماعة؛ وليس مع المشتتين المنقسمين الذين يهدرون طاقاتهم في خلافات جانبية، وفبركات وتشويه والتصيد والانتقاص من الاخ لاخيه.

في يوم الارض ، ورغم انتشار "كورونا"، يتضح أن "نتنياهو" يعبّر حقيقة عن مكونات نفسية المحتلين المشتاقة للمزيد؛ من ظلم الشعب الفلسطيني وتهجيره وطرده في منافي الأرض؛ وترك ما تبقى من الفلسطينيين بلا أرض يتشبثون بها، وهذا كان نتاج طيلة 25  عاما من الماوضات عبر اتفاقية"اوسلو"، بينما نجحت غزة في طرده من داخلها.

رغم "كورونا" والحد من التنقل، الا انه ومع إطلالة كل شمس يوم جديد في الضفة، يتم فرض الوقائع على الأرض بقوة السلاح والإرهاب من قبل المستوطنين؛ وصار للمستوطنين صولات وجولات في مختلف المناطق، والمحبب لهم على الدوام هي الأرض.

يذهب "كورونا" وتبقى الارض، حيث تحلّ ذكرى يوم الأرض في ذكراها ال  44 والاستيطان ينتعش بشكل غير مسبوق ولم يحدث مثله سابقاً؛ رغم التوقف المؤقت بفعل "كورونا"، والذي يسجل له مقاطعة الاستيطان.

رغم "كورونا" لم تتوقف ممارسات الاحتلال والمستوطنين العدوانية، فهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتجريفها، في القدس والضفة والنقب والداخل المحتل؛ مستمرـ والقاء العمال على قارعة الطريق خشية "كورونا" ايضا متواصل.

في يوم الارض ومع "كورونا"المستوطنون فرحون بالاستيطان الرخيص؛ وتزداد عربدتهم كل يوم؛ ولا حسيب ولا رقيب عليهم، وصاروا يسرحون ويمرحون ويجرفون المزيد من الأراضي، في مختلف مناطق الضفة الغربية، ويعتدون يومياً على مركبات المواطنين ويغلقون الطرق متى شاؤوا، ويعربدون.

من كان يظن ان الاعتماد على الغير وكثرة البكاء والاستجداء، ستمنع عنه المرض وتوقف احتلال فهو واهم، من لم يشمر عن ذراعيه سيبقى تدوسه الاقدام، وفي ذيل الامم والشعوب، ويوم الارض ذكرى، ومناسبة لاعادة التفكير والتقييم فهل نحن فاعلون!؟