متخصصون لـ "أمد": إرشادات لتفادي فقدان الأهل لأعصابهم خلال فترة الحجر المنزلي
تاريخ النشر : 2020-03-29 20:30

أمد/ غزة – ترنيم خاطر: مع تفشي وباء "كورونا" في مختلف أنحاء العالم، قررت غالبية الدول كخطوة احترازية تعليق الدوام في رياض الأطفال والمدارس، وهو ما دفع سكان العالم أجمع إلى العيش  في الحجر الصحي المنزلي، وأمام هذا الوضع الاستثنائي الذي وجد ملايين الأشخاص أنفسهم فيه، يحاول "أمد للإعلام" تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات لتفادي "الانفجار" داخل البيت وفقدان الأهل لأعصابهم.

وأشتكى الكثير من أولياء الأمور من أن تواجدهم والتزامهم داخل منازلهم طيلة فترة الحجر الصحي ترتب عنه الكثير من الضغط سواء على أطفالهم أو عليهم، وهو ما استوجب ضرورة تقديم مجموعة من النصائح النفسية والاجتماعية لمساعدة الأطفال والأولياء على تخطي تلك الإشكاليات التي تعترضهم في هذا الظرف الاستثنائي.

يقول د. جميل الطهراوي أستاذ الصحة النفسية المشارك بالجامعة الإسلامية لـ "أمد للإعلام":" إن اقناع الطفل بالبقاء داخل الحجر المنزلي، يحتاج إلى صبر وفن، كما أنه يتطلب تدرج حسب عمر الطفل، حيث يجب أن نقوم بشرح وتعريف الأطفال أولاً بالمرض وكيفية انتشاره بطريقة مبسطة، وتوظيف بعض الوسائل والأدوات، كالحكايات والقصص والألعاب البلاستيكية، أو مشاهدة فيلم على اليوتيوب أو عرض تلفزيوني يتحدث عن فايروس "كورونا"، مؤكداً على أن الأطفال لديهم ذكاء، وكلهم أصبح يعرف المرض ويتحدث عنه، وكيف يمكن الوقاية منه عن طريق غسل الأيدي بالصابون أو وضع المعقمات وتغطية الفم ولبس الكمامات، وغيرها من السبل، وكل ذلك يساهم في إقناعه بالمكوث داخل المنزل".

وتابع:" كما يمكن أيضاً استخدام بعض الأشياء المادية الملموسة، والتي تحث الطفل على عدم السلام أو الاحتكاك بالأخريين، كوضع صبغة ملونه على اليد، ومن ثم التسليم على طفل، فيرى كيف انتقلت الصبغة إلى يد الأخر تماماً كانتشار الفايروس".

وحول كيفية قضاء الوقت داخل الحجر المنزلي، يقول د. الطهراوي :"يجب تعويد الطفل على تنظيم وقته، وعدم تركه لساعات طويلة أمام التلفاز أو في استخدام الأجهزة المحمولة، كما يجب على الوالدين تخصيص أوقات محددة وإعداد برنامج يومي للعب مع الأطفال من قبل أحد الوالدين أوكلاهما، وأوقات أخرى للدراسة والقراءة"، مؤكداً على أهمية أن يكون هناك نوع من التخطيط والتنظيم والرقابة في قضاء الوقت.

وفيما يتعلق بكيفية دفع الطفل للدراسة المنزلية، وتجنب إدمان الأجهزة الإلكترونية، يوضح أنه من ضمن التربية الواعية تعويد الطفل أن الحياة ليست كلها لهو ولعب، فلا بد من بعض الانضباط، ولا بد من تعويد الطفل أنه من الجيد أحياناً أن نؤجل رغباتنا، فلا يكون اللعب كما يحلو له، وقد حان موعد المذاكرة، وجاء موعد النوم.. الخ، مؤكداً أن هذه الطريقة لا يجب أن تقتصر على المرحلة الحالية والحجر المنزلي،  حيث يجب أن يلتزم الطفل ببعض الجدية والانضباط المناسب للعمر، حيث تساهم كلاً من المدرسة والوالدين في تعويد الأطفال على هذا الانضباط.

وحول تزايد المشاكل داخل المنزل خلال الحجر الصحي، يقول د. الطهراوي، إن مشكلات الأطفال داخل البيت، ليست وليدة الحجر أو أنها ظهرت بسبب الحجر، ولكن ربما تزداد، وهنا كان المفروض أن يكون هناك أسس مسبقة ورادعة إلى حد ما، مع محاولة اقناعهم أن الظروف الآن صعبة لوجود الوباء.

من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية هيفاء بدوان لـ "أمد للإعلام" :"أن أقناع الطف بالبقاء في المنزل لوقت طويل أمر صعب، كما أن التوقف عن الذهاب إلى المدرسة والخروج للتنزه واللعب ليس بالأمر السهل، ولكن يجب اقناع الطفل أولاً بأن هذا الظرف استثنائي"، مؤكدةً أهمية أشعار الأطفال من خلال حوار أولياء الأمور معهم بأهمية المكوث بالمنزل في هذه الفترة الصعبة، حماية وسكينة وأمان لهم.

وقدمت مجموعة من النصائح لأولياء الأمور، منها تزين المنزل بشتى الوسائل المتاحة، وترك مساحة كبيرة للركض واللعب، وتخصيص زوايا على هيئة أماكن للعب ليتمكنوا من اللعب بحرية، وأن يكون لكل طفل منهم زاوية يمتلكها وعليه استضافة الباقيين من أعضاء المنزل.

كما دعت بدوان إلى ضرورة الابتعاد عن تعنيف الأطفال المستمر، والمشاحنات بين الأزواج، وجعلها فرصة للتسامح وانتشار الود والتصالح الداخلي بين أفراد الأسرة، مؤكدة أهمية مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية قدر المستطاع.

وحول كيفية أقناع الطفل بالبقاء داخل المنزل تقول الأخصائية الاجتماعية، :" يجب على الوالدين تعريف أطفالهم بهذا الفايروس على الرغم من صغر حجمه إلا أن المخاطر كبيرة، فهناك الكثير من الدول العظمى لم تستطع التغلب عليه".

وأكدت بدوان على أهمية توعية الأطفال بمخاطر هذا الفايروس، وإشعارهم بالأمان بأنه من النادر إصابتهم به، وذلك بعد الاستعانة بالله، واتخاذ التدابير اللازمة، مشددة على أهمية عدم المبالغة بالتخويف، حتى لا يفقد الطفل السيطرة على نفسه، مما قد يؤثر سلباً على نفسية الطفل.

وأشارت إلى أهمية تعويد الطفل على الالتزام بلبس الملابس النظيفة بشكل يومي، وغسيل اليدين بالماء والصابون من حين لأخر، ووضع المعقمات، والابتعاد عن التجمهر والمخالطة مع أطفال أخريين قد يحملون المرض دون أن نعرف، إضافة إلى عدم الالتصاق بالأخريين أثناء التحدث.