نساء يروين لـ"أمد" "معاناتهن النفسية" من داخل مركز الحجر الصحي بغزة
تاريخ النشر : 2020-03-21 23:30

غزة- صافيناز اللوح: أنّين صوتهن كان واضحاً، وقلوبهن التي يغلفها الوجع صدر من حنجرتهن دون أن يعترفن، وأهاتهم التي استعلت كلماتهم، سجلت في دفتر حياتهم قصة معاناة لا مثيل لها، حرمتهنمن حضن أبنائهن في مثل هذا اليوم "يوم الأم".

سوسن "اسم مستعار"، أم فلسطينية  قالت في حديثها مع "أمد للإعلام"، إنّها أتت من زيارة لأقاربها في العريش المصرية، ولم تتكن تتوقع أن يتم حجرها صحياً في غرف صفية بإحدى مدارس القطاع.
جاءت سوسن برفقة الفوج الأول من الذين أجبروا على ركوب حافلة جهزتها الداخلية في غزة، لنقلهم إلى مدرسة مرمرة،ورغم انهم لم يعملو حساب لذلك ولكنهم قبلوا بهذا الأمر.

وأضافت "سوسن"، بعد موجة الغضب من قبل الغزيين على تواجدنا بمدرسة مرمرة والوضع المأساوي صحياً لهذه المدرسة، تم توفير الكثير من المطالب لنا، وقاموا بوضع أسرة بدلاً من النوم على "فراش أرضي"، وعدلوا من بعض الإجراءات التي كانت موجودة خلال أول يومين.

وحول فندق الكوميدور، أوضحت أنّ من يتم نقله إلى غرف الفندق هم المرضى أصحاب الأمراض المزمنة والقلب وغيرها، أمّا الباقي يتم حجرهم في المدارس التي وضعت تحت إمرة وزارة الصحة.

وتابعت، نحن مجبورين بالتواجد في هذا المكان، أنهينا 7 أيام من الحجر الصحي وكأنهن 7 سنوات، دون رؤية أبناءنا في مثل هذا اليوم، "يوم الأم" بكينا كثيراً عندما قمنا من نومنا وتذكرنا أبناءنا لعدم قدرتنا احتضانهم مثل كل عام، فهم قريبين من ولكن لم تراهم عيني.
وطالبت، من الجهات المختصة إعادتهم إلى منازلهم، وسيلتزمون بكافة القرارات التي ستصدر عنهم، والحجر الصحي داخل منازلهم حتى لو لشهر وليست 14 يوماً.

أمّا أمل "اسم مستعار"، والتي صمتت قليلاً قبل الحديث عن معاناتهم داخل الغرف الصفية ومدرسة مرمرة على الرغم من تعديل وضعها ولكنها، ليست مكان للحجر الصحي لمثل فايروس خطير متناقل كوباء "كورونا"، هكذا قالت في اتصالها مع "أمد للإعلام".
وأكملت حديثها، عدت عبر معبر رفح لأعود إلى منزلي في مدينة رفح ولكنني حجرت صحياً وبشكل إجباري، بقرار من وزارة الصحة والداخلية في غزة.

وأكدت، أنّ هناك مريضتي سكر وضغط متواجدتين في الغرف الصحية، وتتم متابعتهم من ممرضين وليس أطباء، مؤكدة: "منذ حجرنا صحياً قبل 7 أيام لم يقم أي طبيب بزيارة المرضى المتواجدين في الحجر الصحي بمدرسة مرمرة سوى أمس "الجمعة".

وعن يوم الأم أشارت، من 25 سنة لم أقم بمعايدة والدتي بكيت كثيراً صباح هذا اليوم لأنني لم احتضها مثل كل عام، متمنيةً أن تنتهي هذا الأيام وتعود إلى منزلها بعد انتهاء الحجر الصحي.

 اما (ام بسام) ابدت ارتياحها وقالت  أن الظروف تحسنت  بشكل ملحوظ عن أول يومين، مضيفة: “أول يومين دخلنا لم يتوفر سوى بعض الأغطية وكانت النوافذ مفتوحة ومكشوفة، ثم تم توفير أسرّة وأغطية جميعها جديدة، وتم اغلاق النوافذ”.

وأشارت إلى أن الطعام الذي يتم تزويده للأشخاص المحجورين مميز ويتم جلبه من مطاعم معروفة بغزة، مشيدا بظروف الحجر الصحي التي يعيشون بها حاليا، بعد أن كانت سيئة في أول اليومين فقط.
وتابعت: نحن نتفهم طبيعة الحجر ولا نريد ان نؤذي غيرنا، ولا سيما ابنائنا واحفادنا.

وأكدت ان يوم الام مر عليها كيوم عادي جدا، بناتها وابنائها تواصلوا معهم عبر الهاتف وتم الاحتفال عن بعد، وأكدت انهم ارسلوصور الهدايا عبر الهاتف الهاتف المحمول لحين العودة