صور مكان الحجر الصحي في رفح تضع حكومة حماس في "مأزق" و"فيس بوك" يشتعل غضبا
تاريخ النشر : 2020-03-16 23:30

غزة- متابعة: موجة غضب غير مسبوقة، اجتاحت صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بعد نشر صور الحجر الصحي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، تكشف طبيعة مكان الحجر داخل المدرسة غير المهيئة صحيا في مواجهة فيروس كورونا، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، ولا تتناسب مع الشروط الصحية اللازمة لعملية الحجر مقارنة بأماكن أخرى.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تارة بشكل ساخر وتارة اخرى بتوجيه الاتهامات للحكومة في غزة بالتقصير تجاه المواطنين، بعشرات المنشورات الرافضة للآلية التيِّ جهز بها المكان، خصوصاً أنه جرى توفير بعض الفُرُش والوسادات البسيطة فقط دون توفير أية لوازم أخرى للمسافرين الذين سيحجر عليهم 14 يوماً.

واعتبرت غالبية الآراء أن المكان غير صالح للمكوث الإنساني طوال هذه الفترة، إلى جانب ضرورة العمل على نقلهم إلى أماكن أخرى، مثل الفنادق، أو القيام بتوفير المعدات واللوجستيات الكافية لأكثر من 40 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.

هذا ماجعل المسؤول الحكومي يسرع الى تبرير العمل، والذي قال انها نتيجة سرعة العمل، وقال سلامة معروف، في تصريح صحافي نشره عبر صفحته الشخصية في فيسبوك ما جرى بأنه تعامل سريع مع الحدث نتيجة إدخال السلطات المصرية المفاجئ لهؤلاء المسافرين.

ووصل 51 مسافراً لقطاع غزة عبر معبر رفح البري مساء الأحد، وتم نقلهم إلى الحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يوماً في المكان المجهز بمدرسة مرمرة شرق رفح جنوب قطاع غزة؛ وذلك كإجراء احترازي من فيروس كورونا.

وأكدت داخلية غزة أنه سيتم تقديم الخدمة والرعاية اللازمة لهم طوال فترة الحجر، وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة مجتمعنا، وتنفيذاً للإجراءات الوقائية المتخذة

الكاتب والمحلل السياسي مأمون ابو عامر عقب بالقول ان:" المشهد المنشور في المدارس على أنه عزل صحي يشير إلى أن هذا العزل غير لائق وغير فعال، لأنه سيؤدي إلى إصابة آخرين حتما إذا وجد أي شخص مصاب داخل الغرفة لا قدر الله.

واضاف عبر صفحته:" لذاك هناك حاجة لتجهيزات مناسبة وسريعة يمكن توفيرها بأقصى سرعة، الغرف يمكن تقسيمها بقواطع  بصورة تحقق العزل التام لكل شخص عن الاخرين وضرورة توفير أماكن للنوم مناسبة وادوات للاستخدام الضروري. 

وتابع: "مفش شيء مجانا يجب توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق العزل الحقيقي المحترم !

 من جانبه قال الكاتب لؤي ديب: "ان قلة الامكانيات والفقر ليست عذرا لصورة الحجر الصحي الذي يجهز في غزة، فهذا ان صح انتحار قبل ان يكون حجر، صورة للتسول لا تهدف لحماية الانسان بل استثماره بشكل سيء".

وشدد، بشكل مباشر وصريح على القائمين على الوضع الصحي في غزه تخصيص فندق او اكثر لاجراءات الحجز والتوقف عن الممارسات التي تجعل صورتنا كاموات أحياء.

وأشار هذا منظر وفعل غير مقبول، ويحتاج الأمر للتعامل بشكل أكثر جدية، هذا الوباء خطر ان لم تدركوه الان لن تكون لكم فرصة ادراكه لاحقا. خاتما غزة تحتاج إلى حجر مجهز وليس مقابر انتقالية.

من ناحيته قال الصحفي حاتم عمر ان كمية الاستفزاز في الصور التي خرجت من مدرسة الحجر الصحي لا تطاق،  متساءلا اين وسائل السلامة الصحية.. النظافة و التعقيم اولا.. الأسرة الطبية.. العاملون والممرضون والأطباء، والإسعاف يجب ان يكون جاهز ومعقم ويرتدي البدلة الواقية  في استقبال من سيكون ضيوفا علي المكان.

وأضاف سمعنا كثيرا من البرامج والاستراتيجيات كلها ذهبت أدراج الرياح. مشيرا
لا تحدثني عن الإمكانيات، حدثني بالأفعال، لا تحدثني عن حصار، حدثني عن ثمار، المصاب جلل، والقادم خطير، وهذة الصور اكبر دليل
وكتبت الصحفية منى خضر بعد تواصلها مع احدى المواطنات بالحجر الصحي:" صباح الوجع والحزن على أهلنا في مقر الحجر الصحي الذى تم تامينه من قبل وزارتي الداخلية ووزارة الصحة، هي افادة انقلها كما وصلتنى عبر الهاتف من إحدى النساء المقهورات في مقر الحجز الصحي " تم الاعتداء علينا وضربنا، واحبارنا على الركوب في باص فوق بعضنا عددنا 70 شخص وتم كيل الشتائم علينا وعندما وصلنا  المدرسة في مقر، قال لنا رجال الأمن يله دبروا حالكم كل 8-9 في غرفه تحت الاجبار. 

كما أضافت وفي المساء احضرو لنا وجبه كوجبه المساجين بندوره وخيارة وجبنه وقطع خبز ، وامتنع الغالبيه عن تناوله واعادوه حدثت حالات اغماء لاحدى النساء وطلبت انسولين لأنها مريضه سكر اخبرها الطبيب المناوب بان تدبر نفسها وتتناول حبه اكامول لا مياه، الغرف غير نظيفه وبقايا الطباشير في الغرف والحمامات غير صالحة للاستخدام  ولا فيها صابون ولا معقمات ولا كلور. 

وبحسب هذه السيده انه هناك اطفال دون عمر 9 سنوات وهو مريض وعامل عمليه وبحاجة لانه يكون في البيت وأيضاً نفس السيده تعرضت للاجهاض قبل شهرين، من يود التواصل مع عائلات في الحجز الصحي التواصل معي لامداده بالارقام هناك قهر وغضب غير طبيعي  وحقهم. 

من جانبها قالت الصحفية هاجر حرب بسخرية: "مساكين جماعة غزة والله، هما نيتهم سليمة بس كل مرة بتلود معهم.
وأضافت وعلى الهامش مفيش ممول من اللي بمولو بناء المساجد، النصب التذكارية الله يهديه ويدفع أجرة أحد الفنادق في غزة طوال فترة الحجر الصحي؟

من جهتها تساءلت الصحفية روان الكفارنة بسخرية :"هاد حجر صحي؟ ايش فيه ! عفرض انه فيه حالة معها وحالة لا.. فكركم هيك آنتم شو عملتو غير انه أذيتهم كلهم مش أكثر ! 

كما تساءلت عمرو كان الحجر الصحي فرشة على الارض وحرام ! لا والأدهى من هيك شتاء وجو بارد ..اجو يكحلوها عموها.

من ناحيته قال المحرر أحمد الفليت ان وزارة الصحة وضعت نفسها في مرمىٰ النيران بسبب مكان الحجر الصحي. "كان بالإمكان اختيار أفضل من هذا المكان"


اما الناشط عامر بعلوشة قال: "لما قلنالكم رح يتعاملوا مع كورونا في غزة سبوبة ما صدقتوا.
هذه الصور للحجر الصحي ستجلب ملايين تبرعات، وطبعا كلنا عارفين وين مكانها.

وأضاف:" اوعك تافه يطلع يقلي هي امكانياتهم.
لا يا حبيبي مش هاي امكانياتهم ولا حاجة.
هادي سبوبة بس، تكلفة بناء ربع جامع من اللي بتعملوهن بيكفي استئجار فندق لشهور.
تجارة ربحانة يا عمي"

وقال ساخرا بدكم يحجروا عليكم زي الضفة وتيجي الجيبات الاسرائيلية تعتقلكم؟ ولا تنحجروا في حجر الصحي تبع المقاومة، والفيران تاكلكم وتموتوا بكرامة؟
وفي السياق ذاته حاولت حكومة غزة امتصاص غضب الناس على لسان رئيس المكتب الاعلامي الحكومي سلامة معروف قائلا:" نتفهم الملاحظات التي أبداها المواطنون على المكان الذي تم تخصيصه لاستقبال حالات الحجر الصحي للعائدين اليوم من مصر وللتوضيح:
1.جرى تخصيص المدرسة ولم يتم استكمال ترتيب المكان وتوفير مستلزماته حيث تأخر تجهيزه بسبب ما جرى من أحداث في محيطه.
2.تم اشغال غرف الحجر الصحي بالمعبر للمرضى وأصحاب عمليات القلب وزراعة أطفال الأنابيب وهي مجهزة بالكامل.
3.سيتم استيفاء تجهيزات المكان بما يليق بابناء شعبنا ويتناسب مع الشروط الصحية اللازمة غدا خاصة وقد تم فتح المعبر اليوم استثناءًا حتى لا تنقطع السبل بالعائدين الذين باتوا ليلتهم الماضية في العراء خلال رحلة العودة.
4.الحجر الصحي هو إجراء وقائي احترازي وشروطه ليست مثل العزل الطبي ولا يعني وجود حالات اشتباه وقد تم أخذ عينات فحص انتقائية من العائدين ونحن بانتظار خروج نتائجها من المختبر المركزي.