سي أن ان تتحدث عن كواليس "حرب أسعار النفط" وكيف أنقذت السعودية أمريكا من بوتين؟
تاريخ النشر : 2020-03-13 10:29

نيويورك – سي أن أن: لا تزال أسعار النفط تهوي بمعدلات قياسية وكذلك أبرز مؤشرات الأسهم العالمية، منذ بدء أزمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا على الحصص السوقية النفطية ومعدلات الإنتاج فيما بات يُعرف بـ "حرب أسعار النفط".

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يعلم هشاشة الصناعة النفطية الأمريكية وأنها مبنية على معدلات ديون عالية جدا، وعليه عندما دعت المملكة العربية السعودية في الاجتماع الأخير لأوبك، لتقليل الإنتاج في سبيل تقليص كميات النفط المعروضة بالأسواق للمحافظة على استقرار الأسواق، قرر الرئيس الروسي نقض ذلك.

رفض روسيا الانضمام وتعاونها ضمن تحالفها الهش مع أوبك، يسعى في جزء منه إلى إغراق الشركات الأمريكية لصناعة النفط من الصخر الزيتي، والتي تعتمد بصورة كبيرة على أسعار أعلى للنفط في بحر من الخام ذو الأسعار الرخيصة.

هدف بوتين هو المصارعة لاستعادة الحصة السوقية من المنقبين الأمريكيين، الذين دفعت معدلات نموهم رغم استنادها على الديون إلى أخذ اللقب من روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم، العام 2018، في صورة عكست التفوق الأمريكي وكيف أعادت التكنولوجيا تشكيل المشهد العالمي للطاقة.

مات سميث، رئيس إدارة أبحاث السلع لدى شركة كليبر داتا المعنية بأبحاث الطاقة وصف ما تقوم به روسيا بـ"ردة فعل تهدف لشل صناعة النفط من الصخر الزيتي في أمريكا"، في حين قالت هيلما كروفت من RBC كابيتال، إن "استراتيجية روسيا يبدو أنها لا تستهدف فقط شركات صناعة النفط من الصخر الزيتي، بل أيضا سياسة العقوبات القسرية التي مكنت طفرة قطاع الطاقة بأمريكا".

رد المملكة العربية السعودية جاء مفاجئا، فقامت المملكة بعد فشل التوصل إلى اتفاق بتصعيد الأوضاع، حيث قال محللون إن المملكة خفضت أسعار بيعها الرسمي لشهر أبريل/ نيسان بمقدار 6 دولارات إلى 8 دولارات، في محاولة لاستعادة حصتها في السوق وزيادة الضغط على روسيا.

أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو التي تعتبر جوهرة الصناعات النفطية في السعودية، أعلن الأربعاء، عن تلقي توجيه من وزارة الطاقة بالمملكة لرفع مستوى الإنتاج اليومي القصوى من 12 إلى 13 مليون برميل يوميا، في خطوة ضمت لها الإمارات بتصريح جاء على لسان سلطان الجابر، وزير الدولة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، حيث قال: "تماشياً مع استراتيجيتنا للنمو والتوسع وزيادة الإنتاج، تمتلك أدنوك إمكانية إمداد الأسواق بأكثر من أربعة ملايين برميل يومياً في أبريل المقبل، كما نعمل على تسريع التقدم نحو هدفنا بالوصول إلى سعة إنتاجية تبلغ خمسة ملايين برميل يومياً".

وكان وزير الطاقة الروسي، ألكساندر نوفاك قد قال على قناة روسيا 24 الحكومية إن "الأبواب ليست مغلقة" أمام التوصل لاتفاق مع دول مجموعة أوبك في المستقبل.. إلا أن بوتين يعرف عنه عدم التراجع الأمر الذي يشير إلى احتمالية أمد أطول لهذه الأزمة.. في الوقت الذي إن تمكنت المملكة العربية السعودية من إجبار روسيا على تخفيض انتاجها النفطي فإن الأسعار ستعاود الصعود بسرعة.

ويذكر أن إنتاج النفط الأمريكي، الذي يقوده الصخر الزيتي، ارتفع أكثر من الضعف خلال العقد الماضي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، لمستويات باتت الولايات المتحدة الأمريكية تضخ نفطا أكثر من أي بلد آخر، بما في ذلك روسيا والمملكة العربية السعودية.