في يومها العالمي .. دام عطاؤكن
تاريخ النشر : 2020-03-09 15:49

في يومها العالمي تتصدر المرأة المشهد, وترفع راية التحدي في وجه وباء الكورونا, فهي المصدر الرئيسي للقضاء على الوباء, من خلال الارشاد والتوعية والنظافة, ولأن المرأة الفلسطينية قادرة دائما على مواجهة الازمات وتتحلى بروح المسؤولية, فإنها توسع دائما من دائرة اهتماماتها في مكافحة وباء الكورونا, لتشمل ليس اسرتها فحسب انما جيرانها واقاربها ومحيطها كله, كما تشارك في المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تخصص لكيفية مكافحة الوباء والقضاء عليه, وهى تتحصن بكل عوامل الامان اللازمة للحفاظ على اسرتها ومجتمعها, خاصة ان لدينا عدواً محتلا ومغتصباً لأرضنا يتربص بشعبنا ويصدر له الازمات.

وقد انتشر وباء كورونا لدى الكيان الصهيوني بشكل ملحوظ حيث وصل عدد المصابين بالمرض الذين تم التحقق منهم حتى الآن الى خمس وعشرين حالة احداها خطيرة جدا, وهناك تزايد لدى الاحتلال في اعداد المصابين بالوباء, وخشية كبيرة من تمدده بشكل اكبر لذلك استعان ما يسمى برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بجيشه لتعقيم الأماكن العامة في ظل المخاوف من فيروس كورونا, وقال وفق بيان لمكتبه: «هذا الفيروس حساس للأطفال والقصر، ويجب علينا التصرف بصورة مرتبة ومنظمة وتعقيم محطات القطار والحافلات وغير ذلك، ولهذا الغرض سأجند المراهقين خلال فترة العطلة، وقد نقرر تمديد العطلة، في المدارس، وفي إطار الحركات الشبابية، ليساعدونا في إنجاز عملية التعقيم على نحو دقيق للغاية، كما أناشد الجيش تولي المسئولية عن تعقيم بعض المنشآت أيضًا». كما أعلن نيته «إنشاء صندوق ائتمان يُعنى بتقديم الاستجابة للمصالح التجارية والشركات التي تتعرض لضغوط اقتصادية نتيجة هذا الوضع», فدائما وابدا ما يعاني الاحتلال من هشاشة جبهته الداخلية, ويدخل في حالة ارباك وتخبط في محاولة لبث الطمأنينة والامان.

لكن الواقع لدينا نحن الفلسطينيين مختلف, وجبهتنا الداخلية هي سر قوتنا, ودور المرأة الفلسطينية في تمتين الجبهة الداخلية واضح تماما من خلال العطاءات الكبيرة التي تقدمها في الازمات والحروب والحصار والكوارث الطبيعية, فحالة التلاحم والانسجام في المجتمع الفلسطيني هي سر قوة ومتانة المجتمع الفلسطيني, فخلال الاسبوع الماضي برزت لدينا ازمة حريق النصيرات وتخطيناها بفضل الله عز وجل من خلال تماسكنا وتعاوننا وحالة البذل والعطاء التي ظهرت من خلال التبرعات التي قدمها المواطنون لإغاثة الاسر المنكوبة نتيجة الحريق, وحالة التكامل والتعاون بين بلديات القطاع لإزالة مخلفات الحريق والمساعدة قدر الامكان لتجاوز الازمة, وتجنيد الفصائل الفلسطينية لأبنائها لأجل اغاثة الناس والتخفيف عنهم, انها ثقافة التعاون والتكامل التي بنتها المرأة الفلسطينية في اسرتها, فامتد هذا العطاء للمرأة لينعكس على علاقة المجتمع الفلسطيني ببعضه البعض, فتخطينا بفضل الله عز وجل ازمة الحروب الطاحنة الثلاث على قطاع غزة, وتجاوزنا مشكلات الحصار التي حاول الاحتلال من خلالها بث الفرقة في مجتمعنا فتخطيناها بصبرنا وثباتنا, واليوم تقف المرأة الفلسطينية في يومها العالمي لتواجه وباء الكورونا, ليس بجيش كذاك الذي يجنده المجرم نتنياهو للقضاء على المرض, انما ببناء مجتمعنا وتماسكه وتعاضده وقدرته على التخلص من كل الازمات.

في يوم المرأة العالمي نستذكر اسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال الصهيوني, اللواتي خضن معارك النضال ضد الاحتلال ودافعن عن وطنهن وشعبهن ومقدساتهن بكل بسالة, مغلبين الواجب على الامكان, نحيي امهات الاسرى وزوجات الاسرى وبنات الاسرى الصابرات المحتسبات وهن ينتظرن لحظات الفرج والامل والانعتاق من الاسر, نحيي امهات الشهداء اللواتي قدمن فلذات اكبادهن بنفس راضية مرضية ابتغاء مرضاة الله عز وجل, واستجابة لندائه, وآخرهن ام الشهيد البطل محمد الناعم التي شاهدت بأم عينها ابنها وهو معلق على سكين الجرافة العسكرية الصهيونية وقد تقطعت اوصاله, فاحتسبته عند الله عز وجل شهيدا وقالت قولة اسماء بنت ابي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما وأرضاهما «وما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها يا بني», انهن نساء فلسطين الماجدات لهن دائما الخصوصية والتميز لان عطاءهن وتضحياتهن مختلفة دائما, وتدل على عظمتهن وقدرتهن على العطاء غير المحدود لأجل فلسطين وارضها وشعبها ومقدساتها, فتحية للمرأة الفلسطينية الصابرة المحتسبة المعطاءة في يومها العالمي, وكل عام ونساء فلسطين بألف خير, ودام عطاؤكن.